صالح يحرض على مهاجمة "العدو المشترك لليمنيين"

أمريكا تهدد السعودية بمراجعة وتقليص دعمها لـ"التحالف" في اليمن.. والرياض تحقق

 

 

 

أرقام

140 قتيلا حصيلة الغارة الجوية على دار العزاء في صنعاء

قيادة الجيش والمقاومة الشعبية بمأرب تودع جثمان اللواء الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة

متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: التعاون مع السعودية ليس شيكا على بياض

 

عواصم - الوكالات

هدَّدتْ الولايات المتحدة الأمريكية بمراجعة وتقليص دعمها للتحالف بقيادة السعودية في اليمن، بعد غارة جوية أدت إلى سقوط ما لا يقل عن 140 قتيلا في دار عزاء في العاصمة اليمنية صنعاء. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي نيد برايس إن "التعاون الأمني الأمريكي مع السعودية ليس شيكا على بياض".

وعلى الجانب الآخر، أكدت قيادة التحالف، الذي تقوده السعودية، بأن لديها تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية، معلنة عن فتح تحقيق فوري في الحادث، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس).

وتجمع الآلاف من اليمنيين يحمل الكثير منهم السلاح عند مقر الأمم المتحدة في العاصمة اليمنية صنعاء أمس للمطالبة بتحقيق دولي في غارة جوية على دار العزاء التي ألقي باللوم فيها على القوات التي تقودها السعودية.

وفي سياق متصل، ودعت قيادة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمحافظة مأرب -شرق اليمن- أمس، جثمان الشهيد اللواء الركن عبدالرب الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة الذي استشهد في الصفوف الأولى أثناء قيادته لقوات الجيش والمقاومة ضد مليشيات الانقلاب بمديرية "صرواح " غرب محافظة مأرب مساء الجمعة الماضي.

حضر تشييع جثمان الشهيد الشدادي نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي وقائد المنطقة العسكرية الثالثة المعين خلفاً اللواء الركن عادل بن هاشم القميري ونائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري ووزير الشباب والرياضة نائف البكري وعدداً من الوزراء وقيادات الجيش والمقاومة ومسؤولي السلطة المحلية في المحافظة وجمع غفير من المواطنين.

وأضاف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي نيد برايس: في ضوء هذا الحادث وحوادث أخرى وقعت في الآونة الأخيرة بادرنا بمراجعة فورية لدعمنا الذي قُلص بشكل كبير بالفعل للتحالف الذي تقوده السعودية". وقال "مستعدون لضبط دعمنا بما يتلاءم بشكل أفضل مع المبادئ والقيم والمصالح الأميركية، بما في ذلك التوصل إلى وقف فوري ودائم للنزاع المأساوي في اليمن".

وأصابتْ غارات جوية تجمع مشيعين في مجلس للتعزية في والد وزير الداخلية جلال الرويشان، حليف جماعة أنصار الله والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وقال غازي إسماعيل القائم بأعمال وزير الصحة في الحكومة التي يقودها الحوثيون في العاصمة اليمنية: إنَّ التحالف ارتكب "جريمة مروعة" عندما استهدف مدنيين كانوا يشاركون في العزاء.

وتحدث منسق الشؤون الإنسانية للمنظمة الدولية في اليمن، جامي ماكغولدريك، عن حالة صدمة وغضب بين عمال الإغاثة بسبب الهجوم.

وكانت وكالة سبأ اليمنية التابعة لجماعة أنصار الله، أوردت أن الطيران السعودي استهدف "عصر السبت صالة عزاء لأسرة آل الرويشان جنوب العاصمة صنعاء بثلاث غارات جوية". وقال ماكغولدريك في بيان: "تظهر تقارير أولية من مسؤولين بالقطاع الصحي في صنعاء أن أكثر من 140 شخصا قتلوا، وجرح 525 آخرين".

وقالت ريما كمال من اللجنة الدولية للصليب الأحمر: إنَّ "غارات جوية عدة" أصابت مجلس العزاء الذي كان يحضره المئات من المدنيين. وأحدثت الغارات دمارا كبيرا في المباني المحيطة.

ويشن التحالف العسكري بقيادة السعودية غارات داخل اليمن منذ مارس 2015 دعما للقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي. ونشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور مروعة لجثث متفحمة ومشوهة. ويعتقد أن مسؤولين أمنيين وعسكريين تابعين للحركة الحوثية قتلوا في الهجوم. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فقد قتل آلاف المدنيين منذ بدأ التحالف غاراته العام الماضي.

وشهدت العاصمة اليمنية مظاهرة حاشدة للتعبير عن الاحتجاج على الهجوم على مجلس العزاء. ودعا الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح التصعيد العسكري مع السعودية.

وقالت السعودية في بيان إنها "ستحقق فورا في هذه القضية" بمساعدة الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن وخبراء من الولايات المتحدة سبق لهم أن حققوا في حوادث سابقة. وأشار البيان إلى "التقارير بشأن القصف المؤسف والمؤلم" في صنعاء قبل أن يضيف أن "التحالف يؤكد أن قواته لها تعليمات واضحة بشأن عدم استهداف التجمعات السكانية وتجنب المدنيين".

واستهدفت الضربات الجوية مجلس عزاء والد وزير الداخلية اليمني اللواء جلال الرويشان، الذي عينه الرئيس عبدربه هادي، لكنه احتفظ بمنصبه بعد استيلاء جماعة أنصار الله على صنعاء وخروج هادي إلى منفاه الاخياري في السعودية. ودعا صالح في خطاب ملتفز "كل أفراد القوات المسلحة واللجان الأمنية الشعبية إلى الاتجاه نحو الجبهة.. إلى الحدود للثأر". ووصف الرئيس السابق -المتحالف مع جماعة أنصار الله- السعودية بأنها العدو المشترك لليمنيين.

وقال صالح في خطاب بثه التليفزيون: "حانت ساعة الصفر لدعوة كافة أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية ... للتوجه إلى جبهات الحدود للأخذ بالثأر لضحايانا." وأضاف صالح "على وزارة الدفاع ورئاسة الأركان ووزارة الداخلية وضع الترتيبات اللازمة لاستقبال المقاتلين في جبهات نجران وجيزان وعسير" في إشارة إلى المناطق الحدودية السعودية. ووصف الناطق باسم جماعة أنصار الله الهجوم بأنه عمل من أعمال "الإبادة". وأدان منسق الشؤون الإنسانية بشأن اليمن في الأمم المتحدة، جامي ماك-غولدريك، الضربات الجوية السبت، واصفا إياها بأنها "هجوم مروع".

وأضاف بأنَّ عمال الإغاثة الذين وصلوا إلى المكان شعروا بــ "الصدمة والغضب الشديد". وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها أعدت 300 كيس لحمل الجثث. وأضاف الصليب الأحمر أن عدة ضربات جوية استهدفت مئات المدنيين كانوا يشاركون في مراسم العزاء، الأمر الذي أدى إلى أضرار واسعة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة