قالوا إنَّ "ابن النادي" الأكثر ولاء.. ويخفف الأعباء المالية عن الإدارات

رياضيون يطلقون صافرة التغيير: مستقبل الكرة العمانية مرهون بثقافة "الهرم المقلوب"

 

الرُّؤية - وليد الخفيف

تصوير/ ابراهيم الصواعي

لا تختلف الرؤى الفنية والإدارية على ضرورة الاهتمام بقطاع المراحل السنية لكرة القدم؛ باعتبارها الوسيلة التي تقرب إلى العديد من الغايات والأهداف العريضة، إذ إنَّ اكتشاف المواهب وتطوير المسابقات المحلية يعدُّ الطريق الأمثل لامتلاك منتخبات قوية ذات مردود إيجابي. وقد برزت قيمة الاهتمام بهذا القطاع في الوقت الراهن لمواجهة التحديات المالية التي تعاني منها معظم أندية السلطنة التي بات لزاما عليها الاعتماد على أبنائها بعد ارتفاع بورصة اللاعبين، باعتبارهم قاعدة الهرم الكروي، الذي يقود إلى قمة الآمال المعقودة على الكرة العُمانية مستقبلا.

وقال الشيخ عبدالله المخيني رئيس نادي العروبة، إنَّ ناديه يولي اهتماما كبيرا بقطاع المراحل السنية؛ إيمانا من إداراته المتعاقبة بأن اكتشاف المواهب وترقيتها وثقلها ووضعها في إطار الاحتكاك لوسيلة ناحجة يحافظ من خلالها النادي على وضعه المرموق كرويا.. لافتا في الوقت نفسه إلى أن ابن النادي ييقى الأكثر عطاء وولاء والأقل ثمنا.

وكشف عن سر امتلاك العروبة لقاعدة عريضة من لاعبي لمراحل السنية بالقول: "ولاية صور من الولايات المحبة لكرة القدم، وثقافة أهلها تحث أبناءهم على ممارسة اللعبة الشعبية الأولى؛ الأمر الذي أثمر وجود موهبة أو موهبتين في كل بيت صوراوي.

وأوضح أن الفريق الاول للعروبة يضم 15 لاعبا من صور، وأن ذلك أكبر دليل على الاعتماد على أبناء النادي وأبناء الولاية. مشيرا إلى أن العروبة كان دائما وأبدا بوابة عبور اللاعبين إلى المنتخبات الوطنية. مدللا على ذلك بالأداء الراقي الذي قدمه عدد من أبناء النادي مع منتخب الناشئين مثل أرشد العلوي ومحمد إبراهيم العلوي...وغيرهما من الأسماء التي أفصحت عن نفسها بجلاء.

ويرى أنَّ إقامة مدارس الكرة بالأندية يعد الخيار الأفضل من إقامتها في اتحاد الكرة. مستندا في ذلك إلى تفريغ تلك المواهب وانخراطها في مسابقات النادي وأنشطته، وأنَّ العروبة يمتلك مدرسة كرة ذات مردود جيد، أسسها النادي تحت مظلة الاتحاد الذي يوليها الدعم المالي والفني.

أما رئيس قطاع المراحل السنية بنادي العروبة خميس المشرفي، فيرى أنَّ إقامة مدارس كرة القدم في الأندية أفضل، شريطة رعايته من قبل الاتحاد. داعيا لعودة منتخبات المناطق وانطلاق مسابقة خاصة بها. مشددا على قيمة العائد والمردود الإيجابي من تلك المسابقة.

ووصف تجربة مدارس كرة القدم بالعروبة بالناجحة، مُرجعا النجاح للاهتمام الذي يوليه مجلس الإدارة، لافتا للجولات الميدانية التي يقوم بها فريق العمل للمدارس من أجل انتقاء أفضل العناصر وضمها للأكاديمية. وسرد أسماء عدد كبير من اللاعبين مواليد 1997 الذين تم انضمامهم للفريق الأول؛ منهم: المعتصم المحيجري وثويني حديد وسمير صالح ويوسف ناصر وعمران عبد الله الفارسي وحارس المرمى إبراهيم المخيني.

واتفق المحلل طلال العامري في الرأي مع سابقوه، حول جدوى إقامة مدارس كرة القدم بالاندية، وأن دور الاتحاد يأتي في تقديم الدعم المالي والفني والإداري لضمان نجاح تلك المدارس.. وأضاف قائلا: "الواقع والتجربة تدلل على صحة رأيي، والظروف المالية التي تعيشها الأندية أمر يدعو للاعتماد على ابن النادي. أما الدخول في مزايدات على أسعار اللاعبين والاعتماد بشكل مفرط على شراء اللاعب الجاهز من نادي آخر فلا تسطيع موازنات الأندية العمانية تحمله، وكان سببا في سقوط البعض في فخ الديون فضلا على أثره السلبي في افتقاد الأندية لعامل الاستقرار".

بينما أكد رئيس قطاع المراحل السنية بنادي ظفار المدرب المصري محمد عبدالسميع، أنَّ السلطنة زاخرة بالمواهب الواعدة ويتعين على كل الأندية السعي لاكتشافها لتعزيز قوى منتخباتها الوطنية. مشيرا إلى أنَّ تطور كرة القدم في دول ما مرهون بمخرجات المراحل السنية، وأنَّ إقامة مدارس كرة القدم في الأندية أفضل من إقامتها عبر اتحاد الكرة، فمن الطبيعي أن يصعد اللاعب من مدرسة الكرة إلى فريق الناشئين ثم الشباب وصولا للأولمبي إلى أن يتوج مجهوده وعطاؤه بالانضمام إلى الفريق الأول.. واصفا ذلك بالتطور المرحلي الطبيعي للاعب كرة القدم.

وعن تعاطي نادي ظفار ومساعيه للاهتمام بهذا الملف، أفاد قائلا: "تولى الإدارة كثيرا من الاهتمام لهذا الملف؛ لذا فأنا موجود هنا في صلالة، ولكن هناك بعض التحديات التي يتعين حلها من أجل نتائج أفضل.. وحدد تلك المعوقات في ضعف البنية الأساسية وقلة عدد الملاعب وقلة عدد المباريات وقصر الفترة الزمنية للمسابقة، داعيا المعنيين إلى توفير ملاعب والسعي لشراكة حقيقة مع القطاع الخاص لدعم تلك المدارس.. مطالبا في الوقت نفسه الاتحاد بزيادة عدد المباريات من 20 إلى 30 مباراة لفرق الناشئين وما بعدها، مشددا على قيمة الارتقاء بالعمر التدريبي وترقية حيز الخبرة.

وتعقيبا على الآراء السابقة، جاء رأي نائب رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم المهندس محسن المسروري، مؤكدا على أنَّ المجلس الحالي يضع الملف المعني بالمراحل السنية كأولوية يسعى لتحقيقها وانعكاسا لإيمان المجلس ورئيسه أن تطوير الكرة العمانية يبدأ من القاعدة.

وأوضح المسروري -الذي بصدد التنحي عن رئاسة نادي جعلان وترك مقاليد الأمور لنائبه- أنَّ الخامات والمواهب التي تزخر بها السلطنة تستدعي الاهتمام والسعي لصقلها من أجل امتلاك منتخبات قوية.

تعليق عبر الفيس بوك