حاويات البلدية برسوم..

 

يوسف علي البلوشي

إنّ نظافة الأحياء والحارات تُعتبر من مظاهر تقدم الدول وتنافسها على الجمال، وتسعى كل مدن العالم للمنافسة على ابتداع وسائل وطرق ابتكارية لنشر ثقافة النظافة العامة ورقي المرافق بشكل عام وربط ذلك بعوامل أخرى وتأثيرها على الاقتصاد والسياحة والحياة الاجتماعية.
في السلطنة اليوم وبعد مرور أكثر من 46 عاماً على النهضة المُباركة بكافة خدماتها لتصل إلى كل عمان، أصبح من اللازم ضبط عملية نظافة الأحياء من خلال إشراك السكان في نظافة مناطقهم والمناطق التي يقطنون فيها، وكذلك مراعاة وضع حاويات القمامة بشكل نظامي كما هو معمول به الآن ولكن بوضعية أفضل بحيث يشترك فيها أكثر من منزل بحيث لا يضر ذلك متطلبات المدن العصرية.
ومع فرض التنظيم والتعاون على مسألة توزيع هذه الحاويات بين الأحياء والمدن لتعزيز حس المسؤولية وبسط التعاون مع المؤسسات العاملة في هذا المجال وسكان الأحياء.

رغم جهود البلديات بالسلطنة وإيلاء هذا الجانب أهمية قصوى إلا أنه لازالت بعض الأحياء تنقصها الكثير من هذه الحاويات وأيضًا يتجاذب بعض السكان في تقريب هذه الحاويات لمنازلهم مما يصعب على الآخرين الوصول إليها.
في كثير من المدن أصبح السكان يدفعون رسوماً لرجل البلدية والحاوية لاستلام أكوام القمامة من منازلهم والمرور على البيوت لتجميعها ووضعها في الأماكن المخصصة لها، كما يدفع السكان في بعض الدول أيضا مقابل ذلك رسوم زهيدة للجهات العاملة عليها وبالتالي يضمن كل منزل أو حي مرور عامل البلدية .
مُعظم دول العالم أصبحت تضع في حسبانها كيف تكيف الأحياء لتتواءم مع متطلبات المدن الخضراء والجميلة والمثالية وأيضًا مع متطلبات حفظ البيئة، وسعى كثير منها لجعل المدن العصرية منظمة في توزيع الحاويات، حتى أن هناك بعض الدول تشترط أن تحتوي الإنشاءات والمنازل والأبنية وغيرها مكاناً لوضع حاويات خاصة مُغلقة في زوايا معينة لتأتي مركبات جمع القمامة وتأخذها بكل سلاسة دون عناء.
إن ما يؤسف في بعض أحياء عمان المختلفة مرور السائح على مواقع مختلفة تشوهها هذه الحاويات بتوزيعها البدائي ووضعها غير المناسب حتى يكاد بعضها يلفظ مزيداً من الأكياس السوداء والقمامة التي تجدها تعلو القمامة المفتوحة وأكوام مرمية بجوار الحاوية في منظر بشع يدعو إلى التشاؤم من الشكل والرائحة وغيرها، ويأخذ هذا الشكل في أغلب الأحيان وقتا طويلا إلى أن تأتي المركبة التي غالباً ما تمر في بعض الولايات فجر كل يوم لتأخذها وتمر باليوم التالي أيضاً مما يجعل المشهد يتكرر والروائح تنتشر بالقرب من الأحياء والمنازل.
أصبح من الضروري الآن وضع آليات ذات جدوى تراعي مسائل وضع الحاويات ولو أدى ذلك للعمل بمقترح فرض الرسوم على المستفيدين بشكل مُباشر من هذه الحاويات، مما يجعل أهل كل حي يتعاونون في الرسوم ليشتركوا في هذه الحاويات ويصنع نوعاً من الدخل للشركات العاملة في هذا المجال، ويفتح باباً آخر لتنظيم لهذه المسألة التي يجب أن تسترعي انتباه جهات الاختصاص سواء في مسقط أو في الولايات لأنّ انعكاساتها وانطباع زوار المدن والسياح الناتج عن مثل هذه المشاهد كبير ثم إنه بكل تأكيد توجد حلول جذرية لمسائل وضع الحاويات التي توزع بشكل عشوائي وغير منظم.