صلالة - إيمان الحريبيَّة

تصوير/ أمل اليربوع

رَعَى مَعَالي السيِّد مُحمَّد بن سُلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار، انطلاقَ أعمال الندوة التعريفية للأولمبياد الخاص العماني، بحضور صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد رئيس الأولمبياد الخاص العماني ورئيس جمعية الأولمبياد الخاص العماني، وسعادة المهندس أيمن عبدالوهاب الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمشاركة نُخبة من المختصين وعدد من المسؤولين والمهتمين، وجمع من أولياء أمور المشاركين في فرع الجمعية بمحافظة ظفار.

وتضمَّن برنامج الحفل تلاوة عطرة من الذكر الحكيم للطالب حسن الخيري من صفوف الدمج بمدرسة محمد بن القاسم، وألقى الشيخ نايف بن أحمد الشنفري رئيس اللجنة الفرعية لجمعية الأولمبياد الخاص العماني بمحافظة ظفار. وألقت كلمة نيابة عن منتسبي الجمعية الطالبة فاطمة عبيدون من صف الدمج بمدرسة النور للتعليم الأساسي، إلى جانب عرض فيديو تعريفي عن جهود اللجنة، ونشيد للطالب محمد اليافعي من مركز الوفاء الاجتماعي.

وبدأتْ أعمال الندوة بتقديم 4 أوراق عمل؛ الأولى قدمها سعادة المهندس أيمن عبدالوهاب بعنوان "التطوير وتنمية الموارد"، فيما تناولت الورقة الثانية برامج المبادرات قدَّمتها نيبال فتوني المديرة العامة لبرنامج المبادرات في المكتب الإقليمي للأولمبياد الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقدَّمت ورقة العمل الثالثة بعنوان "التسويق والاتصالات" نهى جاد الله. أما الورقة الرابعة، فحملت عنوان "الإعلام والتوعية" قدمها محمد الشحاد المستشار الإعلامي للأولمبياد الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وقال صاحب السيد فيصل بن تركي آل سعيد رئيس الأولمبياد الخاص العماني ورئيس جمعية الأولمبياد الخاص العماني، إنَّ إقامة الندوة تأتي ضمن سلسلة برامج وفعاليات تُقيمها الجمعية منذ منتصف هذا العام، والتي شمل برنامجها العديد من الأنشطة خلال الفترة الماضية. وأضاف صاحب السمو بأنَّ زيارة فريق الأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى السلطنة تؤكِّد أن الأولمبياد الخاص العماني يجب أن يحظى باهتمام أكبر وأوسع.. مشيرا إلى أن الزيارة تأتي في إطار تبادل الخبرات والتعرف على الجهود التي تبذلها الجمعية في تفعيل أنشطة الجمعية، والوقوف على الجوانب الفنية التي تنقصنا لإعداد الكواردر المدربة التي تستطيع النهوض بأهداف الجمعية وبرامجها.

وقال نايف الشنفري: إنَّ حضوركم دليل على مدى إحساسكم بضرورة دمج فئة ذوي الإعاقة الذهنية مع المجتمع ومشاركتهم بما لديهم من قدرات ومواهب صار لازما على كل فرد منا أن يأخذ بهم لمستقبل أفضل ويمنحهم الثقة والإرادة وتعزيز مفهوم الشراكة المجتمعية بتفاعلهم.

وأثنى الشنفري على التعاون المثمر والجهود التي تبذل في السلطنة من أجل دعم جهود الجمعية. وأشاد في الوقت ذاته بما يقدم من الرئاسة الإقليمية للأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واهتمامهم بنجاح التجربة في السلطنة. وتابع الشنفري بأنَّ هناك مجموعة من الفعاليات التي تم تنفيذها وأخرى قادمة؛ ومن بينها الندوة التي تقام للتعريف بشكل أكبر بماهية الأولمبياد الخاص العماني وبرامجه وفعالياته. وأكد بدوره أنَّ هناك تفاعلا لافتا من أولياء الأمور لإشراك أبنائهم في البرامج.

وعن تجربة فرع الجمعية في محافظة ظفار، قال رئيس اللجنة بالمحافظة: إنَّ الخططَ والبرامج مُستمرَّة على مدار العام. وأكد نايف الشنفري -في كلمته- على أهمية التوعية المستمرة عبر كافة الوسائل لنشر الوعي المجتمعي ودمج ذوي الإعاقة الفكرية وإشراكهم في المجالات الاجتماعية والثقافية والرياضية والصحية والمهنية والترفيهية. وزاد الشنفري بأنَّ تهيئة الأجواء المناسبة لهذه الفئة يتيح لهم فضاء أرحب من الإبداع عبر دعم الأسرة والمدرسة والمجتمع كافة. وأشار الشنفري كذلك إلى أنَّ القطاع الخاص عليه أن يولي اهتمامه بدعم هذه الفئة في إطار مسؤوليته الاجتماعية، وأشاد في حديثه بالشركات والمؤسسات التي لا تتوانى في دعم جهود الجمعية بشكل مستمر.

وأضاف الشيخ نايف الشنفري بأنَّ الاهتمام وتقديم الرعاية والمساهمة في تحقيق حياه أفضل لذوي الإعاقة الذهنية بالسلطنة من قبل الجمعية هو الهدف الأسمى وصولا إلى دمج هذه الفئة الغالية بهذا المجتمع المترابط الطيب، وهم بلا شك أحد مكوناته الطيبة ليحققوا ذاتهم ويستغلوا طاقاتهم لرفع شأنهم ووطنهم؛ وذلك من خلال تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات والبطولات المختلفة بإشراف الأولمبياد الخاص الدولي، وبالتنسيق المستمر مع المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومقره جمهورية مصر الشقيقة، ومن هذا المنطلق وتحقيقًا لأهداف الأولمبياد الخاص العماني ووصول رسالته لكافة ربوع السلطنة جاء تشكيل أول لجنة فرعية لجمعية الأولمبياد الخاص العماني في السلطنة لتكون بمحافظة ظفار بقرار من لدن صاحب السمو السيد رئيس مجلس الإدارة، سائلين الله تعالى التوفيق والإخلاص في العمل، وأن نكون محل هذه الثقة وأهلا لتحمل هذه المسؤولية. وقد مضى على اللجنة الفرعية بالمحافظة ما يقارب السنة ونصف السنة ودأبت اللجنة على إقامة العديد من الفعاليات والمناشط الرياضية والثقافية التوعوية والصحية وما يصادف من مناسبات يتم الاحتفال بها عالميا بالسلطنة، وقد لمسنا خلال تلك الفترة تجاوبا كبيرا للمشاركة من قبل الأهالي والأسر بالمحافظة، وهو ما أثلج صدورنا بالفعل، كما تجاوز عدد المتطوعين بالجمعية 300 متطوع ومتطوعة رهن إشارة الأولمبياد الخاص العماني لإنجاح أي فعالية تقام بالسلطنة سواء كانت إقليمية أو دولية.

وختم الشنفري مُتطلعا إلى مشاركة أكبر في برامج اللجنة فيما تبقى من هذا العام والعام المقبل إن شاء الله.. لافتا إلى أنَّ هناك باقة برامجيه متنوعة للفعاليات تلبي احتياجات منتسبي الجمعية في المحافظة وتوجه بالشكر لراعي المناسبة معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار، وإلى صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد رئيس الأولمبياد الخاص العماني ورئيس جمعية الأولمبياد الخاص العماني، على تشريفهم وحضورهم، ودعمهم لجهود اللجنة في محافظة ظفار، وكذلك شركة جي.سي.سي للخدمات عُمان على مبادرتهم ودعمهم للجمعية وورؤساء اللجان التنفيذية، وإلى المديرية العامة للتنمية الاجتماعية وللمعلمات الفاضلات بمدارس الدمج ومشرفات الأنشطة بالمديرية العامة للتربية والتعليم ولمشرفات مراكز الوفاء الاجتماعي بصلاله وطاقة ومرباط ولكافة الحضور ولكافة الشركات الداعمة.

وقدَّم المهندس أيمن عبدالوهاب الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ورقة عمل؛ تحدَّث فيها عن حركة الأولمبياد الخاص واقترابها من إكمال خمسين عاما في العام 2018، وكذلك تطرَّق إلى تنمية الموارد وكيفية المشاركة المجتمعية وحثهم لدعم هذه الفئة وكذلك سلط عبدالوهاب الضوء على كيفية تعزيز دعم المجتمع لهذه الفئة. وتطرق في حديثه إلى إذكاء الجانب الرياضي وتعزيز الانشطة والبرامج التي تنمي المواهب الرياضية لمنتسبي الأولمبياد الخاص العماني؛ وذلك على هامش الاستعداد لمشاركة السلطنة في الألعاب العالمية للاولمبياد الخاص.

وقدَّمتْ نيبال فتوني المديرة العامة لبرنامج المبادرات في المكتب الإقليمي للأولمبياد الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جلسة بعنوان "برامج المبادرات"؛ أوضحت من خلالها أنَّ برامج المبادرات يعتمد على الشباب وتعتمد رؤية الأولمبياد الخاص الدولي على عمليات الدمج؛ حيث إنَّ الرؤية التي تتبناها حتى العام 2020م والتي تعتمد على التدريب الجيد وتحسين نوعية الرياضات ومشاركة الأسر تعد أساس نجاح الأولمبياد الخاص من خلال تنظيم برامج خاصة للأسر.

وأضافتْ بأنَّ البرنامج الثاني للمبادرات يعتمد على إعداد اللاعب القائد المنتج وعلى الرياضات المدمجة لبناء العلاقات الإنسانية بين ذوي الإعاقة الفكرية والآخرين. وأكَّدتْ على أهمية المبادرات للوصول إلى أولياء الأمور والدخول للمدارس عن طريق تنفيذ الأنشطة والبرامج والندوات وإشراكهم لمساعدة أبنائهم وبالتالي جذبهم كمتطوعين، وعلينا أن نحدد دور الأسرة لنجاح البرنامج العماني بتكوين لجنة للأسرة في الجمعية لإعداد خطط واضحة لتفعيل دور الأسرة، والعمل على تعزيز التعاون مع وزارة التربية والتعليم لتعزيز مشروع الدمج في الفصول الدراسية.

وأكدت أنَّ الأشخاص ذوي (الإعاقة الفكرية) قادرون على التعلم والاستمتاع والاستفادة من مشاركتهم في رياضات فردية وجماعية حال حصولهم على التوجيه والتشجيع المناسبين: كما أن التدريب المستمر والتنافس الرياضي يفيدان هذه الفئة من الناحية الصحية والعقلية والنفسية، والاجتماعية، وتزيد من تقبل الأسرة والمجتمع لهم.

وقال مُحمَّد شحات المستشار الإعلامي للأولمبياد الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن (الإعلام والتوعية). موضحا أنَّ الإعلام يؤسس انطلاقة حقيقية لجذب الشركاء والمتطوعين من خلال تسويق الأفلام القصيرة وجذب وسائل الإعلام من خلال تنفيذ الأحداث الرياضية وعمل شراكات مع الاتحادات الرياضية بمن فيهم اتحاد القدم لإقامة مباراة لهذه الفئة بين شوطي المباريات المنقولة تلفزيونيًّا، إلى جانب الاهتمام باللاعبين وتقديمهم للإعلام بشكل جيد. وأكد الشحات أن قنوات التواصل الاجتماعي تعد وسيلة فاعلة للترويج والتسويق للأحداث الرياضية والبرامج للأولمبياد الخاص.

وقالت نهى جاب الله عن "التسويق والاتصالات" إنها مسؤولية كبيرة، وتأتي عن طريق إيجاد المتبرعين، وعن طريق الشراكات مع المؤسسات الخاصة كدعم يقدم من جانب المسؤولية المجتمعية للشركات، ويمكن عن طريق إقامة وتنفيذ الأحداث الرياضية والندوات.