إنتاجيتك(2-2)

 

 

 

نواصل ما بدأناه العدد المنصرم فيما يتعلق بالإنتاجية وأهم الصفات التي تساعد على الإنتاج:

 

 

6- تعدد المهام

 

يعد القيام بمهام متعددة في وقتٍ واحدٍ أسوأ اغتيال لإنتاجيتك. فقد أظهرت أبحاث أجرتها جامعة ستانفورد أن أولئك الذين يقومون بمهام مُتعددة في وقتٍ واحدٍ، ويتعاملون مع تدفقٍ مستمر للمعلومات في مهام عدة، لا يمكنهم التركيز أو استدعاء المعلومات مثل الذين يؤدون مهمة واحدة في الوقت الواحد، فالعقل يفقد قدرته على التركيز وأداء المهمة بدقة ونجاح، إذا كان مشغولًا بأداء أكثر من مهمة في الوقت الواحد.

 

وقد يتساءل البعض ماذا لو كان لدى الشخص مهارات خاصة في قدرته على القيام بمهام متعددة؟ أجابت الدراسة أيضًا عن هذا التساؤل، فقد عقدت مقارنات بين مجموعات من الناس اعتمادًا على أمرين، قدرتهم على القيام بمهام متعددة في نفس الوقت، واعتقادهم في مدى مساعدة ذلك في إنتاجيتهم. وجدت الدراسة أن أولئك الذين يقومون بمهام متعددة معتقدين أن ذلك يحفز إنتاجيتهم هم الأسوأ في إنجاز المهام، ولديهم مشكلات أكبر في التركيز وترتيب الأفكار، فضلًا عن بطئهم في أداء المهام أو الانتقال بينها، بخلاف الذين قاموا بأداء مهمة واحدة، ثم الانتقال لغيرها عند الانتهاء من الأولى.

 

7-  تأجيل المهام الصعبة

 

الطاقة العقلية للإنسان محدودة، وعندما ننهك طاقتنا العقلية، وتبدأ تتبدد فإنّ قدرتنا على اتخاذ القرارات السليمة تنضب سريعًا. عندما تؤجل المهام الصعبة التي تشعرك بالتهدد أو تخيفك حتى آخر اليوم، أنت بذلك تؤجلها لوقت تكون فيه في أسوأ حالاتك، ولتتغلب على تلك العادة، عليك أن تنتهي من المهام المعقدة في الصباح عندما يكون عقلك نشطًا.

 

 8-  استخدام الجهاز اللوحي أو الحاسب الشخصي أو الهاتف في السرير

 

تعد تلك العادة من أسوأ العادات، في حين أن أغلب الناس لا يدركون أثرها في إنتاجيتهم وتأثيرها السلبي في جودة النوم. تؤثر موجات الضوء الأزرق القصيرة المنبعثة من الشاشات بدرجة كبيرة في الحالة المزاجية للفرد، ومستوى طاقته، وجودة نومه.

 

يحتوى ضوء الشمس في الصباح على تركيزات عالية من الضوء الأزرق، لذلك عندما تتعرض له العين مباشرة ينخفض إنتاج الملاتونين -هرمون النوم- ويشعر الإنسان أنه أكثر انتباهًا ويقظةً، ثم يبدأ الضوء الأزرق يتلاشى من أشعة الشمس بحلول الظهر، فيشعر الإنسان بالنعاس والخمول.

 

وبحلول الليل لا يتوقع مخ الإنسان التعرض لهذا الضوء استعدادًا للنوم. لكن أغلب أجهزتنا المستخدمة ليلًا ينبعث من شاشاتها تلك الموجات، مثل الكمبيوتر والجهاز اللوحي والهاتف وحتى التلفاز. يؤثر هذا الضوء في إفراز الميلاتونين بالجسم، فيتأثر نوم الفرد سلبًا، وبالطبع عدم نومنا بشكل جيد يؤثر في إنتاجيتنا. ولعل الحل الأنسب أن نبتعد عن جميع تلك الأجهزة ليلًا، أو أن تشاهد التلفاز من مسافة بعيدة.

 

9- تناول السكريات بكميات كبيرة

 

يشبه الكاتب الجلوكوز بأنه «دواسة الوقود» العقل. فأنت تحتاج للجلوكوز لتتمكن من التفكير في مهمةٍ ما، ومع وجود القليل من الجلوكوز تشعر بالإرهاق وعدم التركيز، وكذلك مع وجود الكثير من الجلوكوز ستشعر بالحماسة المفرطة، والاندفاع، وعدم القدرة على التركيز.

 

أظهرت الدراسات أن العقل يحتاج حوالي 25  جرامًا من الجلوكوز كي يظهر رد الفعل الأقصى في التفكير والتركيز، كنتيجة لحصوله على تلك الكمية من الجلوكوز.  25 جرامًا من الجلوكوز هي كل ما يحتاجه عقلك، يمكنك تحصيلها من أي مصدر، إلا أنه يجدر بك الانتباه أن بعض المصادر للجلوكوز مثل الصودا والدونات تحتوي على سكريات مصنعة، أي تمت معالجتها، ويستمر تحفيزها للعقل حوالي 20 دقيقة فقط، بينما وجبة الشوفان أو الأرز البني أو أية أطعمة أخرى تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة تطلق طاقة ببطء، فتستمر لمدى أطول، وبالتالي تمكنك من الحفاظ على تركيزك لمدة أطول.

 

ماذا لو تخليت عن الـ9 عادات معًا؟

 

بعض من تلك العادات ربما تبدو ضئيلة وليست ذات أهمية، لكن في الحقيقة هي تضعف من إنتاجيتك. فبعد معرفتك بها، أنت بصدد اختيار شخصي بين المتعة اللحظية، والمنفعة والمتعة على المدى الطويل. ففي نهاية المطاف ربما تكون أسوأ عادة هي ألا تعرف ما المهم بالنسبة لك.

 

 

 

د. عبود الصوافي *

 

* رئيس جامعة الشرقية
a.sawafi@asu.edu.om

 

 

تعليق عبر الفيس بوك