أحمد الجابري: "شركتي" أولى خطواتي في ريادة الأعمال.. واستثمار الوقت تجارة رابحة

 

روَّادنا - خاص

قال رائدُ الأعمال أحمد بن علي بن سعيد الجابري، إنَّ المشاركة في مسابقة "شركتي" التابعة لمؤسسة "إنجاز عمان"، مثَّلت أولى خطواته في مجال ريادة الأعمال. مشيرا إلى أنَّ المثابرة والاجتهاد هما كلمة السر في أي نجاح يحققه المرء.

وعن البدايات، يقول الجابري -الذي تخرَّج في جامعة السلطان قابوس- إن والده الراحل أسهم بدور بارز في حياته؛ إذ وقف بجانبه في جميع الأوقات الصعبة التي مرَّ بها خلال فترة الدراسة، وكان يعبر عن فرحته الغامرة كلما تفوَّق في دراسته أو حقَّق نجاحا في أعماله الخاصة.

وأشار إلى أنه ومنذ أن ظهرت ثقافة ريادة الأعمال في المجتمع، سعى إلى التزود بكل ما من شأنه المساعدة في أن يخوض هذا المجال، وبدأ ذلك معه في مرحلة الثانوية؛ حيث تعلم الكثير من أخيه الذي يمتلك شركة عقارية، ويدير أيضا عددا من المشاريع الصغيرة. وقال: "في بداية الأمر، لم أكن ادرك المعنى الحقيقي لريادة الأعمال، واعتقدتُ أنَّ ريادة الأعمال مرتبطة فقط بالمشاريع الكبيرة والتي لا يُمكن بسهولة امتلاكها، لكن في حقيقة الأمر ريادة الأعمال تتضمن جميع المشاريع، سواء كانت كبيرة أو صغيرة". وأضاف الجابري بأنه من السهل أن يُصبح المرء صاحبَ أعمال، لكن من الصعب أن يكون رائد أعمال. مشيرا إلى أنَّ رائدَ الأعمال ليس فقط برأسماله، لكن بموهبته وقدراته الشخصية التي يُمكن من خلالها تحويل الفرص إلى استثمار، والفكرة إلى مبادرة، والمبادرة إلى مشروع، والمشروع إلى نجاح.

ومضى قائلا: "بدأتُ مشواري في العمل مع أخي يونس منذ عام 2011 في مهنة الوساطة العقارية وتثمين الممتلكات؛ حيث اكتسبت الثقة العالية في التعامل مع الآخرين، وكسبت العديد من العلاقات الشخصية في العمل، وكان أخي يصطحبني دائما معه في العديد من الاجتماعات الخاصة بالعمل وتكليفي ببعض المهام من أجل اكتساب الخبرة التي سوف أحتاجها في بناء مشروعي الخاص".

وقال إنه في العام 2013 شارك في مسابقة "شركتي" تحت مظلة مؤسسة "إنجاز عمان"، وكان الهدف من المسابقة تأسيس شباب قادرين على إنشاء شركة وإدارتها من أجل تحقيق أهدافها. معربا عن استفادته الكبيرة من المشاركة في هذه المسابقة. وأضاف بأنَّ 9 أشهر من التدريب تحت مظلة المسابقة كانت كافية لتعلم جميع وظائف الأقسام الأساسية في الشركة والتعامل مع المشكلات بطريقة سريعة ومناسبة. من بعدها، اتخذ قرارا بفتح سجل تجاري، والبدء في عمل خاص يكون بوابته إلى قطاع ريادة الأعمال.

وأشار الجابري إلى أنَّه واجَه العديد من الصعوبات والتحديات في بداية مشروعه، حتى إنَّه في كثير من لحظات الضعف الإنساني شعر بأنَّ الأمر يبدو مستحيلا. وأوضح أنَّ من بين الصعوبات والتحديات تأسيس رأس مال كافي يغطي تكلفة افتتاح المشروع؛ الأمر الذي دفعه إلى بيع سيارته لتوفير رأس المال. مشيرا إلى أنه يؤمن بأن التضحية أمر لا بد منه للوصول إلى مراتب النجاح المأمولة. وزاد بأنَّ التحدي الآخر تمثل في تخصيص بعض الوقت للمشروع، وهو أمر لم يكن سهلا؛ حيث كان يسعى للتوفيق بين الدراسة الجامعية والتفرغ للمشروع، وهو ما دفعه في بعض الأحيان إلى التضحية من وقت الدراسة لصالح التفرغ للمشروع.

وأبدى الجابري تطلعه إلى بلوغ أعلى المستويات، تحقيقا لآمال والده، وأن يصبح أحد رواد الأعمال المؤثرين في التجارة في السلطنة وخارجها.

وأشار إلى أنَّه يعمل حاليًا على تطوير الأنشطة العقارية مع أخيه، كما يقوم بدراسة بعض المشاريع الصغيرة في الباطنة والبريمي خلال المرحلة المقبلة. ولقت الجابري إلى أنَّه يتلقَّى الدعم من جميع أفراد عائلته، ومنهم أخته ميثاء الجابرية وهي مديرة أعماله؛ حيث تبذل جهودا حثيثة لدعم أعماله وتنسيقها. وامتدح الجابري أنشطتها قائلا إنها بمثابة العقل المفكر في الفريق وصاحبة الأفكار والمقترحات الرائعة التي تُساعد في تطوير الأعمال واستدامتها. كما أوضح أنَّ أكبر الداعمين له ماديا ومعنويا أخوه يونس الجابري؛ حيث يعدُّ مُستشاره الأول في جميع أعماله، بفضل خبرته الطويلة في مجال ريادة الأعمال.

وشدَّد الجابري على أنَّ النجاحَ عمل يتطلب العديد من الجهود، وليس ضربة حظ أو مصادفة، بل هو نتاج جهد واجتهاد كبيرين. لافتا إلى أهمية وجود أشخاص يعينون رائد الأعمال على التميز.

ووجَّه الجابري نصيحة إلى الشباب.. قائلا: "لابد أن تبدأ مشوارك بما تحبه أنت وليس بما تراه عند الآخرين، وأن تفهم السوق جيدا ولا تمارس أعمالا لا تفهمها حتى لو رأيت الآخرين يكسبون المال منها، وعلى الجميع أن يعلموا أنهم سيواجهون الكثير من المتاعب والصعوبات، لكن المخاطرة في بعض الأحيان تتطلب الشجاعة والعزيمة والإصرار". وأكد أنَّ استثمار الوقت أمر لا بد منه؛ وكلما استثمر المرء في الوقت اقترب من النجاح.

تعليق عبر الفيس بوك