ألا حياء من الناس يا "حيا" فترفعوا الأذى؟!

 

 

حمد بن سالم العلوي

إنَّ طريق مسقط السريع، أصبح ينعم بجيرة طيبة على جانبيه، أينما مرَّ وسار وفصل ثم وصل، وهذه ثمار النهضة العُمانية المُباركة بالتأكيد، فعلى سبيل المثال، تقبع مدينة حديثة على مرتفعات الأنصب الجميلة بجواره، ويُقابلها في الطرف الآخر على تلال مرتفعات المطار، مدن غاية في الأهمية والحداثة، وأهميتها ليس في جمالها الإنشائي وحسب، ولكن في مغزاها وفحواها، وما ستدره من خيرات وفيرة على المواطن والوطن، ومنها مدينة المعارض والمؤتمرات، وهي مدينة واعدة - بإذن الله - فهي تضم المعارض والفنادق والمكاتب، وغير ذلك الكثير والكثير، وها هي بدأت تطل على الرائي بعنفوان وحبور، فستصبح هذه المنشآت دُرر عُمان الثمينة، ومقصد رجال المال والأعمال، مع ترحاب خاص من عُمان، مدينة الحُب والسلام.

كما أنَّ هناك الجوار القريب الذي أصبح يستقبل الكثير من المؤسسات الحكومية الهامة، وليس ذلك فحسب، وإنّما هناك كم كبير من الكُليات الجامعية، وغير ذلك الكثير من المؤسسات الصناعية الهامة، وهي تمثل قلب عُمان النابض بشراين الحياة، فعُمان من هنا تنطلق إلى بُغيتها من هذه الواحات الوارفة بالعطاء، ولا ننسى كذلك مشروع (مستشفى الشُّرطة) الذي سيُشكل مدينة طبية مُبشرة بالخير، وذلك عدا المشاريع التي لم يباشر في إنشائها بعد، ولكن المنطقة أصبحت مهيئة لاستقبالها، وذلك بانتظار اتخاذ القرار المنفذ.

لكن هناك عائق كبير يُعكر صفو الحياة، ذلك المجمع القابع في الوادي المجاور للتقاطع "8" ألا وهو مجمع "حيا" الذي يقتل ولا يحيي، هذا ما أراه (أنا) وبقية سكان المناطق المجاورة على أقل تقدير، فالعابرون بتلك المنطقة لا بد وأنهم لمسوا بأنوفهم هذا الأذى، فالذي أرمي إليه في مقالتي هذه، هي تلك الروائح النتنة الكريهة التي تخترق نوافذ المركبات إلى الركاب.. فكيف بالساكنين، إن بعض السكان من المستأجرين، قد ألغوا عقود الإيجار، وغادروا المكان حفاظاً على راحتهم وصحتهم، أما مُلاك المساكن، فلم يكن باستطاعتهم ترك مساكنهم بعد كل ما دفعوا من أموال، فضلاً عن المتاعب التي رافقت مراحل البناء، ولكن استعانوا بقطع "الخيش" المُبلل لسد مسارب الهواء، لأنَّ الروائح المنبعثة من مجمع حيا لا تطاق، ولن نتحدث عن زحمة الصهاريج الصفراء، ومخاطرها على السكان، وكذلك حركة المرور، وأنتم تعرفون تصرفات بعض سائقيها، ومدى التزامهم بنظام المرور، أو حتى مدى مراعاتهم لمشاعر النَّاس وراحتهم.

إذن نقول، ألا من حياء يا حيا لترفعوا عن الناس الأذى، فأين هذه التقنيات الحديثة التي تُعيد الشيب شباباً، فترفعوا الروائح من الماء، أم علينا أن ننتظر حتى نبلغ (2020) وهو التاريخ الموعود لحل مشاكل الوجود، أم نويتم على قياس صبر المواطن العُماني، وذلك لمعرفة درجة الاحتمال لديه، لأنّ الكون مقبل على تلوث أكثر خطورة عمّا نحن عليه اليوم، ثم أين وزارة الشؤون المناخية والبيئية منكم، أم أنكم تطبقون النظرية القائلة، وكما ترني يا جميل أراك، لأنَّ الكثير من الهمة والتحفز هنا تنخفض، وذلك عندما يتعلَّق الأمر بالمؤسسات الرسمية، أما على المواطن المسكين، فتنزلون عليه بألف سكين وسكين، نعيد ونقول، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ولا تجعلوا كل الأثقال تنزل على كاهل المواطن، هذا والله المستعان.

Safeway.om@gmail.com