وفاة الرئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز

توفي الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، اليوم الأربعاء،، في تل أبيب، عن عمر يناهز 93 عاما.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن بيريز قضى الساعات الأخيرة من حياته في مستشفى "شيبا تل هاشومير" برفقة أفراد عائلته، بعد الإعلان أمس الثلاثاء عن حدوث تدهور خطير في حالته الصحية.

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان له عن حزنه العميق لرحيل بيريز، واصفا إياه بـ"حبيب الأمة".

وأفاد نتنياهو بأنه سيتوجه برسالة شخصية إلى عائلة الرئيس السابق وسيعقد جلسة عزاء خاصة في مجلس الوزراء الإسرائيلي.

وكان الرئيس السابق الحائزعلى جائزة نوبل للسلام قد نقل إلى المستشفى بعد إصابته بجلطة دماغية رافقها نزيف شديد، قبل نحو أسبوعين، حيث أُدخل في غيبوبة اصطناعية وتم توصيله بجهاز تنفس اصطناعي لتسهيل العلاج، تمهيدا لخضوعه للتصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، حسب بيان مكتب بيريز، وتحسنت حالته قليلا قبل أن تتدهور فجأة.

وأفادت القناة الإسرائيلية الثانية بأن مراسم تشييع الرئيس السابق بيريز ستجرى يوم الجمعة، بينما ستتاح للجمهور الخميس فرصة وداع بيريز، الذي تقلد قبل أن يصبح رئيسا لدولة إسرائيل عدة مناصب رسمية مهمة، من بينها وزير الدفاع، ورئيس الوزراء.

 

ودخل بيريز إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية من باب الدبلوماسية مطلع خمسينات القرن الماضي، إلى أن أصبح المدير العام للوزارة عام 1953. وكان خلال هذه الفترة "ضابط إيقاع" التعاون العسكري مع فرنسا في هجومها على مصر عام 1956.

وانتقل بيريز، الذي تولى رئاسة الحكومة من عام 1984 إلى 1986، ومن 1995 إلى 1996، من وزارة الدفاع إلى جهاز الاستخبارات والمهمات الخاصة المعروف باسم "الموساد"، حيث عمل ضابطا وجاسوسا من 1967 إلى 1977.

وبهذه الخلفية العسكرية، وبينما كان الرجل في صفوف السياسيين، ارتبط اسم بيريز بقوة بـ"مجزة قانا"، التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1996 في لبنان خلال رئاسته للحكومة.

وقتل في هذه الحادثة 106 مدنيين من بين أكثر من 800 لجأوا إلى مبنى تابع للقوات الدولية "يونيفل"، هربا من العملية العسكرية "عناقيد الغضب"، التي شنتها إسرائيل على لبنان آنذاك، وأثارت ردود فعل دولية غاضبة.

وبينما أنكر بيريز في حينه علم جيشه بوجود مدنيين في مقر الأمم المتحدة، فإن رئيس الاستخبارات العسكرية آنذاك موشيه أيلون فند تصريحات بيريز، مؤكدا علم الجنود بوجود مدنيين في الموقع.

كما يرتبط اسم بيريز بكونه من بدأ سياسة الاستيطان والتهجير القسري للفلسطينيين من أراضي الضفة الغربية حتى أطلق عليه "مؤسس الاستيطان".

 

وعمل بيريز في السياسة لأكثر من 50 عاماً، ليشغل فعلياً كل منصب رفيع المستوى في الحكومة الإسرائيلية، وأصبح بيريز رئيساً للوزراء في الفترة ما بين عام 1984 و1986.

وخسر صراعاً لقيادة حزب العمال ضد يتزاك رابين عام 1992.

وأصبح وزير الخارجية بحكومته في نفس العام. وخلال شغله لهذا المنصب، فاز بيريز بجائزة نوبل للسلام عام 1994، لاتفاقات أوسلو للسلام.

بعد اغتيال رابين عام 1995، أصبح بيريز رئيساً للوزراء مرة أخرى. وفي هذا المنصب، استمر بالتوصل لحل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين.

وكرئيس تاسع لإسرائيل، ألقى خطاباً أمام البرلمان التركي عام 2007. وبذلك، أصبح أول رئيس إسرائيلي يتحدث أمام السلطة التشريعية لدولة مسلمة.

استلم بيريز الميدالية الرئاسية للحرية عام 2012، من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

واعتزل بيريز السياسة عام 2014 بعد انتهاء فترة رئاسته.

تعليق عبر الفيس بوك