تُؤكِّد الأرقام الصادرة عن نشرة إحصاءات التعليم المدرسي -التي أعدَّها المركز الوطني للإحصاء والمعلومات- أنَّ السلطنة تواصل المضي قُدما على طريق التقدُّم المعرفي والنهضة التعليمية الشاملة.

فالإحصاءات تُظهِر أنَّ إجمالي عدد الطلاب بمدارس السلطنة بمختلف المراحل بلغ 724 ألفاً و395 طالباً، بمتوسط 26 طالباً لكل فصل، و11 طالباً لكل مُعلِّم؛ وذلك في 1647 مدرسة، وتضم هذه المدارس 27 ألفا و952 فصلا، في حين بلغ عدد المعلمين 67 ألفا و901 معلم.

ويُشير هذا النمو في أعداد المدارس خلال سنوات النهضة المباركة إلى الاهتمام السامي لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث يُولي جلالته رعاية متكاملة للارتقاء بمستوى التعليم في البلاد، حتى بات النظام التعليمي في السلطنة واحدًا من أقوى الأنظمة في المنطقة برُمَّتها.

ويعكسُ التنوُّع في المدارس بالسلطنة بين حكومية وخاصة ودولية...وغيرها من المدارس، الحرصَ الكبيرَ على توفير أفضل مناخات التعليم للطلاب الدارسين؛ سواء من المواطنين أو المقيمين. وما يُؤكِّد ثقة أولياء الأمور في المدارس الحكومية وفي كوادرها التدريسية، إشارة الأرقام إلى أن هذه المدارس الحكومية تستحوذ على 74.6 في المائة من الطلاب؛ إذ بلغ عدد المنتظمين على مقاعد الدراسة فيها 540 ألفا و68 طالبا، لتأتي بعدها المدارس الخاصة بنسبة 14.1 في المئة من الطلاب وبعدد بلغ 101 ألف و860 طالبا، فيما استحوذتْ المدارس الدولية ومدارس الجاليات الأجنبية على 8.3 في المئة من الطلاب، وبعدد بلغ 60 ألفا و425 طالبا.

وتُواصل وزارة التربية والتعليم جهودَها للارتقاء بمستوى الطلاب في مختلف المراحل التعليمية، وتتجلَّى هذه الجهود في التطوير والتحديث المستمر للمناهج ووسائل التدريس، وابتعاث المدرسين إلى الخارج، والاستعانة بالخبرات الوطنية والأجنبية، لوضع أفضل طرق التعليم، والعمل على زيادة مُعدَّلات التعلم لدى الطالب.

... إنَّ النهضة التعليمية الشاملة التي تشهدها السلطنة، تُثبت أنَّ العُمانيين ماضون على طريق الأسلاف، في سَبْر أغوار المعرفة، والبحث عن العلوم وتدارسها، بل وتطويرها وإضافة خبراتهم الإنسانية إليها. وكل هذه الجهود تثمر عاما بعد الآخر مُخرَجات تعليمية مُتسلِّحة بسلاح العلم بما يُواكب مُتغيِّرات سوق العمل، ويوفر فرصَ عمل للخريجين، ويُؤهلهم لمواصلة مشوارهم التعليمي في المرحلة الجامعية.