"أنصار الله": لم نستلم رسمياً أي خطة أمريكية للسلام في اليمن

 

 

 

صنعاء - الوكالات

أكَّد رئيس وفد حركة أنصار الله إلى مشاورات السلام والمُتحدث الرسمي باسمها محمد عبد السلام، أنَّ الحركة لم تتسلم رسمياً أيّ خطة سلام أمريكية أو مقترح بوقف شامل لإطلاق النَّار في اليمن. وأضاف عبد السلام أنَّ ما جرى عرضه على وفدي الحركة وحزب المؤتمر الشعبي العام خلال لقاء في مسقط في الثامن والتاسع من سبتمبر الجاري مع مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية توماس شانون بحضور وسيط عُماني كان "مجرد أفكار لا تختلف في جوهرها عن الأفكار التي طُرحت في الكويت لكن ظاهرها وشكلها مختلفان، أي بمعنى تغيير عنوان الأفكار ومن يعرضها، أما أفكار جوهرية وجديدة فلم يتضح شيء حتى الآن، ولم يتم تسليم أي أفكار مكتوبة أو أوراق للنقاش منذ انتهاء مشاورات الكويت".

وكان كيري قد كشف عن مبادرة في اجتماع عقده الشهر الماضي في جدة مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وقال خلاله إنّ هناك اتفاقاً على اعتماد توجه جديد في مفاوضات السلام بين الحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين. وانهارت محادثات السلام المدعومة من الأمم المتحدة الشهر الماضي.

وبدأت الأزمة في اليمن في سبتمبر 2014 عندما استولى الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء. وتدخل تحالف بزعامة السعودية لدعم الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي.

وتقول الأمم المتحدة إنَّ عدد ضحايا الحرب الدائرة في اليمن منذ 18 شهرًا بلغ عشرة آلاف قتيل بينما شُرد أكثر من 3 ملايين شخص.

وعلَّق عبد السلام على ما قاله مسؤولون أمريكيون بأنّ المقترح الذي تحدثت عنه وسائل إعلام دولية "امتداد لجهود وزير الخارجية جون كيري" التي بدأها في جدة بغية استئناف محادثات السلام بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية بأن "خطة كيري هي مجرد قالب شكلي للأفكار التي طرحتها الأمم المتحدة في الكويت وأنّه لن يتم حسم أي نقاش في أيّ رؤية إلا بعد استلامها بصفة رسمية من قبل الأمم المتحدة".

وأضاف "ما سمعناه من أفكار تتعارض مع إحاطة ولد الشيخ الأخيرة لمجلس الأمن وتختلف عمّا سمعناه عبر الإخوة العمانيين نقلاً عن الأمريكيين ولهذا فإنّ أيّ نقاش لن يكون إلا بعد الاطلاع على أفكار مكتوبة وواضحة من قبل الأمم المُتحدة".

وبخصوص تقييمه للمساعي الأمريكية، قال عبد السلام "نعتبر الولايات المتحدة الأمريكية جزءاً رئيسياً من الحرب علينا وليست وسيطاً ولاُ يمكن لها ذلك وبعد معرفة دقيقة بنشاط المشاورات غير المُعلن تظل أمريكا هي من تدير صغائر الأمور وكبائرها وتتدخل في تفاصيل دقيقة حتى على مستوى البروتوكولات والخدمات اللوجستية وتسعى أمريكا إلى تحسين صورتها بأنها صاحبة أفكار السلام بتبني أفكار الأمم المتحدة وهي في الواقع من تقتل الشعب اليمني وتحاصره وهي من تُدير وتُحدد نشاط الأمم المتحدة". وأضاف عبد السلام "أي نقاش دولي لأيّ جهة مهما كانت للتدخل في الشؤون اليمنية لن يكون مقبولاً ومن يصنع الأفكار للحل هم اليمنيون وليست أمريكا أو السعودية أو الإمارات ولا نمانع من أيّ إسهام بناء في الحلول عبر مسار الأمم المتحدة وبما يخدم المصالح العليا ودون تدخل من الأطراف التي تقتل الشعب اليمني وتحاصره، أيّ أن انتهاك السيادة اليمنية والقرار السيادي اليمني ليس عسكرياً فقط بل وسياسيًا واقتصاديًا وإنسانياً كما هو الحاصل اليوم عبر الحصار الاقتصادي الخانق ومنع المواطنين اليمنيين من السفر والتدخل السافر في رسم ملامح المستقبل اليمني".

وبشأن عودة وفد الحركة والمؤتمر الشعبي العام إلى صنعاء، قال عبد السلام " في الفترة الأخيرة وبحضور الأشقاء العمانيين وبعد أن طلبنا فك الحصار على الأجواء اليمنية تجاه الطيران المدني، وعدوا بإصلاح ذلك لنفاجأ وبعد انتهاء اللقاء مع العمانيين بثلاث ساعات أنهم أضافوا شرطاً آخر لإحكام الحصار، يتمثل في إرسال هوية وأسماء المسافرين إليهم قبل أيّ رحلة".

وأضاف "كان من المفترض أن يُغادر الوفدان إلى صنعاء على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة صباح الجمعة إلا أنّ الطائرة لم تُمنح أي ترخيص بالسفر لكن الوعد لا يزال قائماً". وكانت وسائل إعلام مقربة من حزب المؤتمر ذكرت أنّ طيران التحالف هدد باستهداف الطائرة التي ستقل وفد الحوثيين والمؤتمر إذا غادرت مسقط دون استيفاء تلك الشروط.

تعليق عبر الفيس بوك