د. محمود الرحبي: الإفراط في تناول الطعام وراء أغلب الحالات المرضية خلال العيد

 

الرؤية - محمد قنات

أكّد الدكتور محمود بن ناصر الرحبي استشاري أول طب الطوارئ بمستشفى النهضة أنّ أغلب المرضى الذين يأتون إلى إقسام الطوارئ في المستشفيات خلال العيد يعانون من حالات مرضية ناجمة عن الإفراط في تناول الطعام.

وقال- في حوار خاص مع "الرؤية" بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك- إن أغلب الناس ينشغلون خلال الأيام التي تسبق العيد بالخروج مرارا وتكرارا من منازلهم بغرض التسوق وإكمال ما تبقى من تجهيزات العيد، وقد تكثر خلال تلك الفترة الحوادث المرورية نتيجة السرعة والتعجل في الوصول إلى الأماكن المحددة. وأضاف أن وقوع الحوادث لا يقتصر على أيام قبل العيد وإنما قد تحدث أيضا في أيام العيد بسبب كثرة الزيارات العائلية، داعيا قائدي المركبات إلى وضع سلامتهم وسلامة عائلاتهم ومن معهم نصب أعينيهم، فهم مسؤولية وأمانة كبيرة على عاتقهم حتى لا تتحول الأفراح إلى أتراح.

وأضاف الرحبي أن خلال هذه الفترة تتزايد كذلك بعض حالات ضربات الشمس الحارقة والحروق الناجمة عن عمليات الشوي وغيره، وقد تحدث حالات غرق أثناء السباحة في البرك المائية أو البحر نتيجة إهمال بعض الأسر لأطفالهم، وكذلك البالغين ممن لا يجيدون السباحة، وقد يتعرض البعض أحيانا أثناء الرحلات للدغ من قبل حشرات وزواحف سامة أو السقوط من علو والكسور المختلفة. وأوضح أنه من الحالات المتكررة التي نستقبلها في أقسام الطوارئ أيام العيد هي الحالات الناتجة عن الأكل المفرط خاصة في اليوم الأول من العيد، مثل التلبك المعوي الناتج عن تناول الأطعمة الدسمة والحلويات بشكل عشوائي والإسهال، واضطراب القناة الهضمية بسبب الأكل المفاجئ بكميات كبيرة، إضافة إلى الاضطراب لمرضى السكري بسبب الإسهاب في تناول الأطعمة الدهنية. وتابع أن من الحالات الطارئة التي تستقبلها المستشفى الجروح الناتجة أثناء الذبح أو الحروق الناجمة عند الشوي أو تلك الناتجة عن الألعاب النارية.

وأشار الرحبي إلى أن هناك أخطاء شائعة يرتكبها الناس نتيجة قلة الوعي والثقافة بأهمية وضرورة الإسعافات الأولية، والبعض يكتفي بتطبيق بعض العادات التقليدية للعلاج والتي تكون في أغلبها نتائجها سلبية على المريض، مثل رش القهوة أو بعض العطور على الجروح، والتي تأخذ وقتا من الطبيب في تنظيف المنطقة المصابة فور وصوله لقسم الطوارئ، وهذا يؤخر من العلاج، وقد يتسبب في مضاعفات أخرى للمصاب. وحذّر الرحبي من اللجوء إلى جانب دهن الحروق بالعسل أو معجون الطماطم أو معجون الأسنان أو الزبدة والزيوت المختلفة، إذ أن هذه الإجراءات الخاطئة تمنع تسرب الحرارة من الجلد إلى خارجه، وتعمل على تفاقم درجة الحرق إلى درجة أعلى، كما نصح بعدم وضع الثلج مباشرة على الجلد، والذي قد يسبب حرقا ثلجيا وتلفا لخلايا الجلد.

وحث الرحبي على ضرورة توافر حقيبة الإسعافات الأولية في كل منزل أو سيارة، إذ أنها تنجح في أحيانٍ كثيرة في التقليل من المضاعفات المحتملة للإصابات، إضافةً إلى كونها وسيلة سريعة لتخفيف الآلام والأعراض.

وتابع أن أهم الإسعافات الأولية التي يمكن أن يقوم بها المسعف عند حدوث الحروق مثلا التعرف أولا على سبب الحرق هل هو حرق بالحرارة بسبب التعرض للهب مباشرة أو مياه ساخنة جدا أو لجسم ساخن، أم أنه حرق بالمواد الكيميائية، وقد تكون حامضية أو قلوية، أو حرق بالكهرباء (الصعق الكهربي)، أو حرق بأشعة الشمس، وكذلك ضرورة معرفة نوع الحرق هل هو من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة.

 

تعليق عبر الفيس بوك