تستهدف نشر الوعي المروري وإبراز الجهود المبذولة للحد من حوادث الطرق

فعاليات "السلامة المرورية" في بدية تحظى باهتمام واسع من مختلف فئات المجتمع

بدية - صالح الصلطي

أعلنتْ شرطة عُمان السلطانية، مُؤخرا، عن انطلاق مسابقة السلامة المرورية في نسختها الثالثة، والتي تأتي ثمرة لندوة السلامة المرورية، وتهدف إلى إشراك المجتمع بمختلف فئاته للمساهمة في تعزيز السلامة المرورية؛ للحد من حوادث المرور -ممثلة في الوحدات الحكومية والمؤسسات الأهلية والقطاع الخاص والأفراد- والتعاون والعمل على نشر الوعي المروري وإبراز الجهود المبذولة من قبل هذه الفئات في الحدِّ من حوادث الطرق، وكذلك حث المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص لتدريب وتأهيل مستخدمي الطريق وتنفيذ مشروعات تخدم السلامة المرورية ولتوعية الجمهور وتطبيق مشاركات الولايات والأفراد والمؤسسات على أرض الواقع.

وقال العميد ركن جوي متقاعد هلال الحجري عضو لجنة السلامة المرورية بولاية بدية: إنَّ استعدادات ولاية بدية تأخذ الجانب العلمي والتخصصي في ترجمة وتنفيذ التوجيهات والتعليمات والأهداف والمعايير والضوابط العامة للإستراتيجية الوطنية المعتمدة، والتي تقضي بغرس الوعي المروري لجميع شرائح وفئات المجتمع باستخدام أحدث وسائل الاتصال لتوصيل رسالة السلامة المرورية على الطريق لجميع شرائح وفئات المجتمع، والتي أُعدت بدراسة من اللجنة الفنية والتي تضم نخبة من المتخصصين في المرور والسلامة ومهندسين وتربويين ومثقفين تمت بعد استعراض إحصائيات الحوادث المرورية وأسبابها الرئيسية، وتم وضع إستراتيجية بعيدة المدى للولاية، وحظيت بمباركة اللجنة الرئيسية لولاية بدية لتطبيقها على أرض الواقع من خلال برامج توعية متعددة الجوانب تصل إلى الجمهور المستهدف من المواطنين والوافدين والزوار بلغتهم ومستواهم الثقافي والعلمي، آخذين في اعتبارنا مُتطلبات واشتراطات السلامة المرورية المعتمدة في السلطنة.

وأشار العميد ركن جوي متقاعد إلى أنَّ الجهود التي بُذلت -ولا تزال مُتواصلة دون انقطاع لإقامة الندوات والمحاضرات والملتقيات التوعوية- تناقش موضوعات السلامة المرورية على الطريق داخل المدن وخارجها لتوعية المواطنين والوافدين والزوار على حد سواء للتأثير على سلوكيات السائقين والمشاة؛ وذلك من خلال حملات التوعية والإرشادية بالتعاون مع شرطة عمان السلطانية والكشافة والمرشدات والشخصيات المهمة والفنانين...وغيرهم من الشخصيات المؤثرة، خصوصا "شخصيات سالم وسلامة المتألقين" وفي إستراتيجيتنا للنسخة الثانية تحديدا، كما تبنّت لجنة السلامة المرورية بولاية بدية حملة "السلامة المرورية تربية قيم والتزام"، والتي تأخذ في اعتبارها أهم شريحة في المجتمع وهم جيل الشباب.

من جانبه، قال المهندس حَمَد بن سعيد الحجري عضو لجنة السلامة المرورية بولاية بدية: إنَّ السلامة المرورية محل اهتمام كافة أفراد المجتمع وشرائحه، فموضوع مسابقة السلامة المرورية جاء محركا ومحفزا للعمل لما لها من تأثير كبير على الأسرة والفرد والمجتمع وما تخلفه حوادث الطرق من آثار سلبية على الجميع؛ وبالتالي فإنَّ موضوع المسابقة مُحفِّز للهمم ومحرك لطاقات الشباب لطرح كل ما لديهم من أفكار وابتكارات من شأنها الحد من حوادث المرور، ومن خلال التجربة التي خاضتها ولاية بدية خلال النسختين السابقتين من مسابقة السلامة المرورية اتضح لنا أن هناك تفاعلا ايجابيا من مختلف شرائح المجتمع بتقديم إبداعات مبتكرة وهذا كله كان له الدور الكبير في الحد من الحوادث المرورية، ولا شك أن هذا الدور سيكون أكثر إيجابية كلما ركزت المسابقة على الجهود المبذولة بشكل فعلي على أرض الواقع ولازمت الشفافية والمصداقية وابتعدت عن تدوير الفوز.

وأوضح المهندس حمد الحجري أنَّ ولاية بدية بذلت جهودا مجتمعية جبارة خلال النسختين السابقتين من مسابقة السلامة المرورية؛ مما أهلها للفوز بالمركز الأول في النسخة الأولى والمركز الثالث في النسخة الثانية على مستوى السلطنة، فقد أسهم مجتمع ولاية بدية بمختلف شرائحه ببرامج عديدة ومتنوعة فعلى مستوى الفرق الرياضية كانت هناك برامج متنوعة استهدفت فئة الشباب وعلى مستوى المدارس ورياض الأطفال كان هناك دور بارز في نشر الثقافة المرورية من خلال العديد من البرامج، ولا ننسى الدور الأساسي الذي قام به سفراء السلامة المرورية الذين تم اختيارهم من مختلف الجهات والفئات وكذلك براعم السلامة المرورية، إلى جانب الكثير من البرامج التي لا يتسع المقام لذكرها.

وأشار الحجري إلى أن أبناء الولاية دأبوا على تقديم المساهمات والمبادرات التي من شأنها خدمة المجتمع على كافة الأصعدة، ففي مجال السلامة المرورية قام أحد المواطنين بالتبرع بأرضه بهدف إقامة مجلس للسلامة المرورية إلى جانب قيامه بتوفير حافلة تم استخدامها في مجال التوعية المرورية وقام بتزويدها بكافة الوسائل والبرامج التثقيفية المرورية وكان لها الدور الكبير في نشر هذه الثقافة بين مختلف شرائح المجتمع من خلال تجولها في القرى والمدارس والملاعب الرياضية، كما قام أحد المواطنين بتسخير مزرعته لإقامة العديد من البرامج المرورية التي تخدم مختلف شرائح المجتمع أهمها القرية المرورية التي تعمل على مدار العام.

وفي ختام حديثه، قال المهندس حمد بن سعيد الحجري: إنَّ تكاتف الجهود الحكومية -ممثلة في شرطة عمان السلطانية وبقية لجان السلامة المرورية في بعض الجهات الحكومية- إلى جانب الجهود التي تبذلها لجان السلامة المرورية في مختلف الولايات، لا شك أنَّ كل ذلك سيكون له الدور الإيجابي في الحد من الحوادث المرورية، إلا أنه ينبغي على الجهة القائمة على المسابقة بذل مزيد من الجهد من خلال دعم هذه اللجان وحثها على القيام بواجبها المجتمعي وتوفير ما تتطلب من إمكانات تساعدها على القيام بالدور المنوط إليها.

تعليق عبر الفيس بوك