"تنفيذ".. إرادة وطنية للتنويع الاقتصادي

 

تحث السلطنة الخطى نحو تجاوز تداعيات أزمة تراجع أسعار النفط التي ضربت الاقتصاد العالمي منذ قرابة العامين، إذ تتبنى الحكومة الرشيدة العديد من السياسات والخطط التي تدعم آليات التنويع الاقتصادي عبر تقليل الاعتماد على عائدات النفط، وزيادة الدخول المتوقعة من القطاعات غير النفطية، بمنهجية مستدامة.
ويأتي في هذا السياق البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي "تنفيذ"، وهو البرنامج القائم بشكل رئيس على إنجاز الخطة الخمسية التاسعة للبلاد، والتي تصاحبها لأول مرة خطة عمل تنفيذية، وفق جدول زمني محدد، وآليات تنفيذ واضحة المعالم دون تأويل أو تأجيل. ولعل أبرز ما يميز برنامج "تنفيذ" أنّه يضع خارطة طريق قائمة على الدراسات المستفيضة، بهدف تنمية الاقتصاد الوطني والعمل على رفد القطاعات المختلفة بما يضمن لها تحقيق النجاح والتقدم.
والعمل على تطبيق الخطة الخمسية التاسعة وفق الأهداف المرحلية التي وضعتها القيادة الحكيمة، ما يؤكد أن السلطنة ماضية نحو ما تنشده وما يتطلع إليه أبناؤها الأوفياء، من خلال رفع معدلات الناتج المحلي الإجمالي وتوفير المزيد من فرص العمل، وزيادة جودة مخرجات التعليم بما يتماشى مع سوق العمل وآليات العرض والطلب الخاصة بالوظائف، لاسيما الفنية منها. وأول ما ينبغي القيام به لتحقيق التنويع الاقتصادي، هو معالجة أيّ اختلال أو وجه قصور في المنظومة الاقتصادية، من خلال التشريعات الجاذبة للاستثمارات، وبرامج التمويل المتنوعة، وخاصة لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي تمثل قاطرة النمو الحقيقي في البلدان النامية.
وخيرًا فعل الفريق القائم على البرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي "تنويع"، حيث يتحرك من حيث انتهى الآخرون، من خلال الاستفادة من التجارب والخبرات الدولية البارزة في هذا المجال، وإنه ليثلج الصدر أن تضع السلطنة نموذجها الخاص بها لتحقيق النُّمو.
نقطة أخرى مضيئة في هذا البرنامج الوطني، أن القائمين على إعداده، تبنوا الأفكار المعاصرة التي تضمن التنفيذ الأمثل للسياسات، دون تقصير أو مبالغة، من خلال العمل على جمع البيانات وتحليلها وتقييم مؤشرات الأداء، فضلاً عن الأفكار المبتكرة، التي تعكس تغيرًا في منهجية العمل الحكومي.
إن الجهود المخلصة التي يبذلها أبناء عمان الأوفياء في شتى ميادين العمل، تترجم الإرادة الوطنية العازمة على تحطيم كل جدران الأزمة وإضاءة السبيل صوب نموذج مميز من النمو الاقتصادي القائم على العمل وتوظيف التكنولوجيا لتحقيق المآرب والتطلعات التي تضمن مواصلة مسيرة النهضة المباركة.

 

تعليق عبر الفيس بوك