بيت عماني يعمل بالشمس

 

يوسف علي البلوشي

ماذا لو كانت ضغطة زر لإنارة مصباح أو تشغيل ثلاجة أو تنوير المنزل بوهج المصابيح ويمدها ذلك بالطاقة الشمسية أو باللوح الشمسي .
نعيش فترات أحيانًا لانقطاعات كهربائية تضعنا في سخط مستمر من عدم قيام الشركات بدورها في حل أزمة الانقطاعات المتكررة.
بل وماذا نفعل حينها لو انطفأت الكهرباء فجأة عن معظم مدننا ومنازلنا دون معرفة الأسباب، ونظل نعيش حياة شبه متوقفة في ظلام دامس.

نتجت عن معطيات العصر الحالي الكثير من الآثار على مختلف المستويات وأسقطت آثارها على كل المجالات.
فأزمة النفط الممتدة ناقوس خطر قد يرمي بظلاله يومًا ما ليصل إلى راتب الموظف إذا ما سلمنا بوصوله إلى جيب المواطن في فرض رسوم الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والمرور.

نقف على اعتاب 2017 حاملين تطلعات الازدهار الاقتصادي وبانتظار ما تسفر عنه نتائج المشروع الكبير الذي نتوقع أن ينقل عمان إلى مرحلة ترشيد الطاقة.
وهو المشروع الذي تشرف عليه  شركة تنمية نفط عمان متعاونة فيه مع شركة جلاس بوينت سولار، لبناء إحدى أكبر محطات توليد البخار بالطاقة الشمسية في العالم تحت مسمى "مرآة".
المشروع الذي تمّ توقيع اتفاقيته في عام 2015 ولم ترد عنه خلال العام الماضي أي أخبار ولكن ظهر إعلان مفاجئ بانتظار التدشين في عام 2017.
هذه التطلعات التي حتماً تسعى عمان إلى إنجازها ستؤتي ثمارها الاقتصادية بالانتقال إلى مرحلة مهمة من استغلال الطاقة الشمسية التي بكل تأكيد سيستفيد منها كل بيت.
اليوم ونحن نسلك طريقا قرويا أو بعيداً عن مراكز المدن تجد مجموعة من الأضواء مشعلة رغم عدم وجود عوامل التنمية الفعالة وتدعنا نتفكر لإيجاد بدائل لهذا الإسراف الكهربائي والتكاليف العالية والباهظة في الإنفاق على التيار الكهربائي.
يجب أن تتحول عُمان إلى بلد يعمل بالشمس ونكثف محطات العمل الشمسية التي تمد الطرقات والمنازل والوحدات السكنية والمرافق الحيوية وكذلك تعزيز العمل في الإنتاج النفطي.
بكل تأكيد أنّ لوح شمس يجلب طاقة فعالة لها تأثيرها على مجالات الاقتصاد والإنتاج الصناعي ويجب المضي فيه بقوة مهما كانت التكاليف، لأن عوائده مثرية .
مشروع مرآة الذي من المتوقع إنجازه في عام 2017 وتبلغ طاقته 1021 ميجاواط حراري، والمقام في جنوب منطقة الامتياز التابعة لشركة تنمية نفط عمان وسيعمل على استخدام الطاقة الشمسية لتوليد البخار الذي سيستخدم بدوره في أساليب الاستخلاص المعزز للنفط الحرارية لاستخلاص النفط اللزج من حقل أمل.
يجب أن نستفيد منه أيضاً في نواحٍ مختلفة في مراكز المدن والقرى وليس فقط لحقول النفط المذكورة ومباني ومقار المؤسسات التي تستنزف من الطاقة الكهربائية الشيء الكثير مما ينتج عنه تراكم المديونيات والعبء على مولدات الطاقة وغيرها من الآثار السلبيه الأخرى.

وكانت المعلومات التي وصلتنا عن مشروع "مرآة" أنه سينتج أكبر كمية من الطاقة الحرارية عند الذروة مقارنة بأيّ مشروع للطاقة الشمسية في العالم، ذلك يؤكد أنّ هذا المشروع البارز سيمكن من وجود سوق ضخمة لاستخدام الطاقة الشمسية في صناعة النفط والغاز خاصة وأن المشروع بعد استكماله، سيوفر 5,6 تريليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز الطبيعي سنوياً، وهي كمية يمكن الاستفادة منها في توفير الكهرباء للمنازل لأكثر من 209 آلاف شخص في عُمان.

كثير من البيانات التي يمكن أن يتقصى عنها القارئ من خلال المواقع الخاصة بهذا المشروع تبشر بالخير القادم والذي يجب أن يكون أكثر فاعلية لنتمكن من استغلال هذه الطاقة، فالتحدي القادم في عمان هو تحدي الطاقة في وقت تخوض دول العالم حرباً ضارية حول غزو عالم الطاقة الشمسية بل وتصرف مليارات المبالغ لكي تنشئ محطات شمسية تعود على بلدانها بالفوائد المثمرة.