زوينة المزينيّة تعكس نموذج المرأة العُمانية المثابرة.. وتطمح لمواصلة التقدم وتأسيس مجموعة شركات


روادنا- سيف المعمري
شقّت زوينة بنت سالم بن محسن المزينية رائدة أعمال من محافظة البريمي، طريقها في ريادة الأعمال من خلال استثمارها لمواهبها وطاقاتها، وبدعم من زوجها استطاعات أن تحقق نجاحات متتالية رغم التحديات التي واجهتها، ولكنّها كانت تقابلها بعزيمة وهمّة عالية حتى تحقق لها ما أرادت ولا تزال تطمح للأفضل.
وتتحدّث زوينة المزينية عن بداياتها قائلة: "قبل الدخول في مجال ريادة الأعمال كانت لدي هواية التجميل وكنت أقوم بممارستها مع بناتي وبنات أختي، لكن بعدها فكرت في تأسيس مشروعي الخاص وهو صالون للتجميل، وبالفعل افتتحت مشروعي في 2006 بدعم من زوجي". وأضافت المزينية أنّها في البداية واجهت صعوبات عدة، لكن مع الإصرار والتحدي والطموح والشغف في النجاح، واصلت العمل وحققت النجاحات المتتالية. وتابعت القول: "مع العمل المتواصل، أتقنت جميع خدمات الصالون، ومن ثم سعيت إلى تطوير ذاتي، وحصلت على مجموعة من الشهادات والبرامج التدريبية في جميع مجالات التجميل، وسافرت إلى عده دول منها مصر وسوريا والصين وفرنسا، حتى ألممت بكافة أدوات خبيرة التجميل الناجحة، وأصبحت على اطلاع تام بكل ما هو جديد في هذا المجال.
وأوضحت المزينية قائلة: "كانت بدايتي مع التجميل بافتتاح مركز للتجميل في عام 2006، وواصلت العمل فيه حتى العام 2010، وبعد نجاحي في مجال التجميل، فكرت في افتتاح محل لتأجير فساتين الأفراح والسهرة، وهذه الفكرة خطرت لي من كثرة إلحاح الزبائن؛ حيث كانوا يطالبوني ويصرون عليّ لفتح محل فساتين لتلبية طلبات زبائن الصالون والعرائس". وزادت: "بعدها قررت افتتاح محل الفساتين، وقد حقق المحل ناجحًا باهرًا، وبعدها دشنت محلا لبيع العباءات، وفي 2014 افتتحت صالة الوسمي الرياضية، وهذه كانت النقلة الكبيرة والمميزة في مسيرتي المهنية".
غير أنّ الطريق أمام المزينية لم يكن مفروشا بالورود، حيث واجهت العديد من التحديات، وقالت: واجهت تحديات كبيرة ومتعددة، منها أولا أنّ البريمي محافظة حدودية، وهذا أكبر تحدي، لأنّ الزبائن يذهبون إلى مدينة العين الإماراتية حيث الخيارات أكثر تنوعًا من حيث الأسعار أو جودة الخدمات المقدمة، في حين أنّ التحدي الثاني الذي واجهته هو بطء الإجراءات في الدوائر الحكوميّة وغيرها، ورغبة أصحاب البنايات والمحلات في التأجير بأسعار مرتفعة جدًا. وأوضحت أنّها في بدايات تأسيس المشروع كانت في أمس الحاجة إلى الدعم والمساندة، في حين أنّها واجهت تحديات عائلية.
وتضيف المزينية قائلة: إنّها حصلت على مساعدات من عدد من المؤسسات منها بنك التنمية العُماني في صورة قرض، وكذلك بنك مسقط في صورة دعم ضمن مبادرات القطاع الخاص لدعم رواد الأعمال. وأشادت المزينية بالدعم المقدم من بنك مسقط، حيث أولوا مشروعها عناية كبيرة، وحصلت من البنك على نصائح في التسويق، كما حصلت على مبلغ 1000 ريال وحاسوب شخصي (لاب توب)، بجانب متابعة مستمرة لمدة عام، علاوة على ورش عمل، وهو ما يمثل دعمًا لا محدودًا من قبل البنك. وطالبت المزينية وزارة الإسكان ممثلة في المديرية العامة للإسكان بمحافظة البريمي باستبدال أرضها التجارية التي تمتلكها حاليا بأرض أخرى في موقع يتناسب مع طبيعة مشروعاتها؛ حيث إنّ الأرض الحالية بعيدة عن مواقع الخدمات، وكذلك عن المكان الذي يتلائم وطبيعة المشروعات المتعلقة بالخدمة النسائية، مثل الصالونات ومعرض الفساتين والصالة الرياضيّة.
وحول دور المجتمع في دعم رائدات الأعمال، قالت إنّ أهم أنواع الدعم المجتمعي يتمثل في التشجيع المعنوي ومن ثمّ المادي، من خلال تشجيع المواطنين بالشراء من مشاريعها المختلفة.
ومضت المزينية قائلة: "لا أستطيع تقييم نفسي، لكن في المقابل الجمهور هو من يقيم نجاح أي مشروع، لكنّي بصفة عامة أشعر بالرضا تجاه ما حققت". وعبّرت المزينية عن أملها في أن تواصل النجاح والتميز في المشاريع الخاصة بها، بإرادة كبيرة، مشيرة إلى أنّها تسعى لافتتاح محل يقدم ما تحتاجه الأم والطفل من مستلزمات وخدمات.
ووجهت المزينية النصح إلى رائدات الأعمال المقبلين على العمل الحر، وهي أن تجري دراسة جدوى شاملة للمشروع من حيث موقعه وطبيعة المنافسة في المجال، وإمكانيّات النجاح، وما إذا كانت الخدمات التي سيقدمها المشروع قائمة أم أنّها حديثة، وأن يستعين بكل قوة إلى المثابرة والصبر على النجاح ولا يستعجلن قطف ثمار التميز.
وحذّرت من التقليد الأعمى للمشروعات، حيث إنّ أغلب المشاريع مكررة ومقلدة، وهو ما قد يتسبب في فشل المشروع، داعية في الوقت نفسه المرأة العمانية إلى أن تدرك أنّها قادرة على تحقيق النجاح والتميّز.

 

تعليق عبر الفيس بوك