استعراض 3 أوراق عمل في ندوة التاريخ العماني بالنادي الثقافي

 

 

مسقط - الرُّؤية

نظَّم النادي الثقافي -وبالاشتراك مع شبكة المصنعة الثقافية- ندوة بعنوان "التاريخ العُماني قراءات وتطلعات"؛ طرح من خلالها أسئلة جديدة في مناقشة القضايا التاريخية وفق آليات حديثة ورؤى مغايرة. واشتملت الندوة على ثلاث أوراق عمل، بدأها الدكتور خالد البلوشي بورقة تحمل عنوان "الحاضر منتِجًا التاريخَ ومستهلِكًا إيّاها"، وانطلقت الورقة من فكرة أنّ أيّ فهم للماضي، زمنًا ومكانا، أحداثًا وأشخاصًا، شؤونًا وشجونًا، عادات وقيمًا، يعدّ تأويلا؛ ولما كان الانسلاخ من السياق أمرًا لا سبيل للمؤول إليه كان فهمه أقرب إلى حاضره الذي يعيش منه إلى ماض مضى عليه تميّز الورقة بين الماضي والتاريخ؛ فالأول هو ما كان، مجموعة من البشر عاشوا في زمن غير زمن المؤول، أمّا الثاني فهو، تأويلا، خطابٌ، له محدداته وموجّهاته، يحيل بعضها إلى بعض لكسب الشرعيّة، هذه الإحالات ليست بريئة، وإنما هي تأتي في منظومة لها مركزها وهوامشها، لها حقّها الذي تعزّزه وتحتفي به، وباطلها الذي تزدريه وتقصيه.

وقدَّم الشاعر سماء عيسى الورقة الثانية بعنوان "المأساويون في التاريخ العُماني"؛ تناول بالمعالجة النهايات المأساوية لعدد من القيادات السياسية في عُمان إبّان عصور مختلفة؛ بهدف إيضاح ما التبس وغمض، بغية الاستفادة منها خاصة للأجيال القادمة التي يؤمل لها السير في طريق الحوار والاعتراف بالآخر واحترامه، حتى لو وقف الآخر من الطرف النقيض سياسيا.

أما الدكتور سعود الزدجالي، فقدم الورقة الثالثة التي تحملت عنوان الصورة النمطية للإمام في التراث الإسلامي من خلال كتابات السالمي والحارثي دراسة سيميائية وتطرقت الورقة إلى صورة "الإمام" في التراث الإسلامي بوصفه عنصرا فاعلا في بناء الكيان السحري المسمّى بالدولة؛ وفي هذا النفاذ نصل إلى علاقة الشروط بالواقع لتفكيك العلاقة بين القوة والفعل عبر "لغة التاريخ" عند السالمي في "التحفة" والحارثي في "اللؤلؤ الرطب"؛ فالإمام بوصفه مقولة جوهرية عند المسلمين هو "تحقّق للمقدس"؛ لذلك يتشكل عبر لغة التاريخ وأنساقه في نمطية الإمام الورع، وفي نمطية الإمام العادل، وفي نمطية الإمام المصلح، وهو من حيث هو تمثيل للمقدس؛ يعدّ ظلّ النبوة الذي تنبثق منه "الكرامات".

تعليق عبر الفيس بوك