مهرجان صلالة.. محبة ووئام

 

 

يسدل الستار اليوم على مناشط وفعاليات مهرجان صلالة السياحي لعام 2016، بعد نحو شهر ونصف الشهر من الفعاليات التي حملت عنوان "عمان المحبة والوئام"، إذ تجسد ذلك في مختلف أركان هذا الحدث السنوي، وسط أجواء مفعمة بالبهجة والسرور.

ولقد شهد مهرجان هذا العام موسما خريفيا استثنائيا، سواء من حيث معدل سقوط الرذاذ وانخفاض درجات الحرارة، أو من ناحية الزيادة الكبيرة في الأعداد والتي وصلت وفق آخر إحصاء إلى 605 آلاف زائر، ذهبوا إلى عروس الجنوب للاستمتاع بالاجواء الخريفية المميزة، والمشاركة في الفعاليات التي تنوعت بين الترفيهية والتوعوية والفنية والاجتماعية.

وتأتي في مقدمة الفعاليات، مسابقة الولايات التي تمثل أحد أهم أدوات توثيق الفنون الشعبية المحلية لكل ولاية، فضلا عن تعريف أبناء الجيل الجديد بتراث أجدادنا في نواحي الحياة كافة، وإبراز جماليات ما تشتهر به الولايات من حرف يدوية ومشغولات. كما يتميز المهرجان كل عام بمسابقة البرعة، ذلك الفن الظفاري المميز، بكل ما يحمله من تفاصيل من حيث طريقة أداء الرقصة أو التحكم في الخنجر، وغيرها من الأسس الأصيلة لهذا الفن. ومع استمرار المهرجان في دعم الفنون، كان الجمهور على موعد أسبوعي مع أحد فنانينا العمانيين، يشدون بأجمل الألحان وبأعذب الأصوات أغان وطنية وعاطفية وملحمية، ويشاركهم في ذلك إخوانهم من مطربي الخليج العربي.

ويجسد مهرجان صلالة الاستفادة الحقيقية من السياحة الموسمية، التي تستقطب مئات الآلاف من الزوار والسياح من مختلف دول العالم، للاستمتاع بالطقس الخريفي الفريد من نوعه في المنطقة.. لكن في المقابل ينبغي على الجهات المعنية وكذلك القطاع الخاص، أن يجعل خريف صلالة موسما سياحيا مفتوحا، يمتد بطول العام، ولا يتوقف الأمر عند فصل الخريف، بل يشمل كذلك مختلف فصول العام، وذلك من خلال تنفيذ مشروعات سياحية كبرى تسهم في جذب السياح، فلم يعد الطقس الحار عائقا امام جذب السياح، بل هو أحد عوامل الجذب، في ظل وجود شريط ساحلي ممتد، يساعد على إقامة منشآت الرياضات المائية على سبيل المثال.

إن صلالة بما تحمله من مميزات جمالية عدة، قادرة على أن تتحول إلى واحدة من أهم المدن السياحية في المنطقة، إذا ما أحسنا استغلال المقومات، وأخذنا على عاتقنا العمل على التوسع في المنشآت السياحية التي يسعى إليها السائح في مختلف دول العالم.

تعليق عبر الفيس بوك