إسطنبول - رويترز
قال الجيشُ التركيُّ، أمس، إنَّ طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قصفتْ أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية قرب مدينة جرابلس الحدودية السورية، بينما توغَّلتْ قوات مدعومة من أنقرة في شمال سوريا. وأضاف الجيش -في بيان دون تفاصيل- بأنَّ طائرتين من طراز (إيه-10) قصفتا ودمرتا أهدافا للتنظيم المتشدد.
وفي الأسبوع الماضي، انتزعتْ قوات مدعومة من تركيا السيطرة على جرابلس من قبضة الدولة الإسلامية. ومنذ ذلك الحين، توغَّلت في مناطق تسيطر عليها فصائل متحالفة مع الأكراد وتساندها واشنطن. ولطالما عقدت الخلافات بشأن السياسة في سوريا العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة العضوين في حلف شمال الأطلسي. وفي حين أن أنقرة عضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية، فإنها تشعر بالقلق من دعم واشنطن للمقاتلين السوريين الأكراد إذ تعتبرهم امتدادا للمسلحين الأكراد الذين يشنون حملة مسلحة داخل تركيا.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، إنَّ التوغل العسكري التركي في شمال سوريا يهدد بتصعيد الصراع. ودعا جميع الأطراف لإنهاء القتال والعودة إلى محادثات السلام. وقال هولاند -في لقاء للسفراء الفرنسيين- إنَّه وبعد مرور عام تقريبا على بدء التدخل الروسي دعما للرئيس السوري بشار الأسد، "اختارت تركيا نشر جيشها على أراضٍ سورية للدفاع عن نفسها ضد "داعش". وأيضا للقيام بعمليات ضد الأكراد الذين يواجهون هم أنفسهم الدولة الإسلامية بدعم من التحالف. هذه التدخلات المتعددة المتناقضة تنطوي على تهديد بتصعيد عام".
وقال هولاند -وله قوات خاصة تنشط في سوريا، جنبا لجنب مع القوات الكردية والعربية ضمن تحالف دولي يقاتل الدولة الإسلامية- إنَّ وقف إراقة الدماء ضرورة مطلقة. وفي إطار هذه الجهود تريد باريس قرارا من مجلس الأمن يدين استخدام الحكومة السورية والدولة الإسلامية للأسلحة الكيماوية. وقال هولاند إنَّ على روسيا ألا تتجاهل التقارير عن استخدام مثل هذه الأسلحة، وأن تدعم القرار الذي يمكن أن يؤدي بعد ذلك إلى استئناف محادثات السلام. وأضاف: "النظام وداعموه الأجانب ما زالوا يعتقدون اليوم في حل عسكري رغم أن الحل سيكون فقط سياسيا." وتابع بأنَّه سيُثير الأمرَ مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما يلتقيان في قمة مجموعة العشرين، الأسبوع المقبل، وعندما يزور بوتين باريس في أكتوبر.
وميدانيًّا، قال معارضون مسلحون والمرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إنَّ المعارضة السورية المسلحة سيطرت على بلدة إستراتيجية في محافظة حماة في هجوم كبير يهدد بلدات موالية للحكومة تسكنها الأقلية المسيحية والعلوية إلى الشمال من عاصمة المحافظة.
وجرى اقتحام بلدة حلفايا، أمس الأول، بعدما شنَّت جماعة جند الأقصى المتشددة وكتائب تابعة للجيش السوري الحر هجوما خلال الليل سيطروا خلاله على عدة نقاط تفتيش للجيش السوري وقوات موالية للحكومة في ريف حماة الشمالي.. وقال أبو كنان -وهو قائد في جماعة جيش العزة إحدى الجماعات التي خاضت المعركة في البلدة: "نحن نطهر البلدة بعد تحريرها من رجس النظام والنصيرية وأعددنا لهم مفاجآت".
وقال مصدر عسكري سوري إنَّ ضربات جوية نفذها الجيش قتلت عشرات من مسلحي المعارضة ورفض تأكيد أو نفي سقوط حلفايا في أيدي المعارضة. وقالت مواقع إلكترونية موالية للحكومة إن الجيش يرسل تعزيزات من أجل استعادة البلدات التي خسرها. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط حلفايا، وقال إنَّ طائرات يعتقد أنها سوريا ضربت مواقع للمعارضة في المنطقة وإن ما لا يقل عن 20 مسلحا من المعارضة قتلوا في الاشتباكات. ونشرت جماعة جند الأقصى مفجرين انتحاريين لاقتحام نقاط التفتيش التابعة للجيش.
وهدَّد جيش العزة -في بيان- بضرب محطة كهرباء محردة القريبة من البلدة، وهي من أكبر المحطات في سوريا إذا تم قصف المناطق المدنية التي تسيطر عليها المعارضة انتقاما. وشن الجيش السوري هجمات مدعومة بضربات جوية روسية كثيفة لاستعادة أراض من المعارضة في ريف حماة لكنه لم يحقق نجاحا يذكر.
وتعزِّز أحدث المكاسب المعارضة المسلحة التي سيطرت في نهاية العام الماضي على بلدة مورك الإستراتيجية إلى الشمال من مدينة حماة على طريق رئيسي سريع بين الشمال والجنوب يمثل أهمية كبيرة للسيطرة على غرب سوريا.