أمريكا: يجب التركيز على "داعش".. وتركيا: ليس من حق أحد تحديد من نقاتله

"قوات سوريا الديمقراطية" تنسحب من جرابلس.. والجيش التركي يشن 61 هجوما بالمدفعية

 

 

 

أنقرة - الوكالات

أعلن مسلحون موالون لـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي تساندها الولايات المتحدة في قتالها ضد تنظيم داعش أمس أنهم بصدد الانسحاب جنوباً عقب تقدم الجيش التركي في عمق الأراضي السورية من مدينة جرابلس التي استولت عليها من أيدي عناصر التنظيم المذكور الأسبوع الماضي.

وجاء في بيان نشره "المجلس العسكري في جرابلس ما يلي "نحن المجلس العسكري في جرابلس وريفها نعلن انسحاب قواتنا إلى خط يقع إلى الجنوب من نهر الساجور وذلك للحفاظ على أرواح المدنيين ولكيلا تتبق أي ذرائع للقصف المستمر للقرى والمدنيين."

وكان الجيش التركي استولى على سلسلة من القرى الواقعة إلى الجنوب من جرابلس في الأيام القليلة الماضية بعد قتال خاضه ضد قوات موالية "لقوات سوريا الديمقراطية".

وكانت القوات التركية أعلنت أمس أنها نفذت 61 هجومًا بالمدفعية في محيط مدينة جرابلس بشمال سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة وأصابت 20 هدفًا. واستهدفت الضربات "جماعات إرهابية متحركة"، دون أن تورد تفاصيل أكثر بشأن إن كانت الضربات قد أصابت وحدات حماية الشعب الكردي أو مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال المتحدث الرئيسي باسم وحدات حماية الشعب الكردي الاثنين إن ادعاءات تركيا بأنها تقاتل قوات الوحدات غرب نهر الفرات في شمال سوريا غير صحيحة، وإنما هي ذريعة من أجل الاستيلاء على أراضٍ سورية.

وقال ريدور خليل لرويترز "لم ترسل وحدات حماية الشعب الكردي أي تعزيزات عسكرية على الإطلاق تجاه منبج. وادعاء تركيا بأنها تقاتل الوحدات غرب الفرات لا أساس له في الواقع، وهو ذريعة واهية لتوسيع نطاق الرقعة التي تحتلها من الأراضي السورية."

وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، إن بلاده ستواصل استهداف المُقاتلين الأكراد في شمال سوريا، طالما أنهم لم ينسحبوا إلى شرق الفرات، وذلك في اليوم السادس من الهجوم الذي تشنه القوات التركية في سوريا. وأضاف في مؤتمر صحفي أنّ وحدات حماية الشعب الكردي "وكما وعدت الولايات المتحدة بنفسها وقالوا هم أنفسهم، يجب أن ينتقلوا إلى شرق الفرات في أسرع وقت مُمكن، وإن لم يفعلوا ذلك فسيبقون هدفًا. واتهم وزير الخارجية المقاتلين الأكراد في وحدات حماية الشعب الكردي بتنفيذ "تطهير عرقي" في سوريا.

وانتقدت الولايات المتحدة أمس الاشتباكات التي وقعت بين القوات التركية وبعض جماعات المعارضة في شمال سوريا، واصفة إياها بأنّها "غير مقبولة ومبعث قلق بالغ"، ودعت كل الأطراف إلى التركيز على قتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي ما زال يمثل تهديدا خطيرا ومشتركا.

وقال عمر جليك وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي أمس إنه لا يحق لأحد أن يحدد لتركيا أي تنظيم إرهابي يمكنها قتاله في الوقت الذي تواجه فيه البلاد انتقادات بعد توغلها في شمال سوريا الذي شهد اشتباكات مع مقاتلين أكراد. وأضاف في مؤتمر صحفي في أنقرة "لا يحق لأحد أن يقول لنا أي تنظيم إرهابي يمكننا قتاله وأي تنظيم نتجاهله".

وكانت تركيا وحلفاؤها من مقاتلي المعارضة السوريين قد سيطروا على أراض واقعة تحت سيطرة قوات متحالفة مع الأكراد الأحد في اليوم الخامس من حملة عبر الحدود، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إنها قتلت 35 قرويا على الأقل. ويقول مسؤولون أتراك إن هدفهم في سوريا هو طرد تنظيم الدولة الإسلامية، وأيضا التأكد من عدم توسيع المقاتلين الأكراد للأراضي التي يسيطرون عليها بالفعل على طول الحدود مع تركيا.

وتدعم الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردي في القتال ضد الدولة الإسلامية في سوريا، غير أن تركيا - حليف واشنطن في حلف شمال الأطلسي - ترى أن الوحدات امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقاتل في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية منذ ثلاثة عقود من أجل الحصول على حكم ذاتي.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة