عملية عسكرية لاقتحام القيارة بالعراق.. والأمم المتحدة تتوقع "نزوحا هائلا" من الموصل

 

 

جنيف – رويترز

بدأت القوات العراقية عملية عسكرية من أجل اقتحام مركز مدينة القيارة جنوب الموصل، بحسب مصدر أمني في قيادة عمليات محافظة نينوى.

وقال المصدر إنّ ثمة قتالا عنيفا منذ فجر أمس على مشارف المدينة بين القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي، من جهة، ومسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"، من جهة أخرى. وأكدت قيادة العلميات المشتركة أنّ العملية العسكرية تسير حسب خطط وضعت في وقت سابق بعد الاستيلاء على قاعدة القيارة العسكرية.

وتعد القيارة أكبر نواحي نينوى حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 80 ألف نسمة. وكانت وزارة الدفاع قد أصدرت قبل يومين بياناً دعت فيه سكان القيارة لمغادرتها على الفور.

وتسعى القوات الحكومية للانتشار تدريجيًا حول الموصل، التي سيطر عليها التنظيم في عام 2014، تمهيدًا لعملية استعادتها.

وتفيد تقارير بأنَّ البلدات والقرى التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها حول القيارة تنتشر فيها سيارات مفخخة وعبوات ناسفة، وهو ما يجعل من الصعب على المدنيين العودة إليها. وتأمل الحكومة العراقية أن تتمكن من استعادة الموصل العام الحالي. ولا يتوقع بدء الهجوم النهائي على مسلحي التنظيم في الموصل قبل أسابيع، بحسب ما نقلته وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين عراقيين وأمريكيين. يذكر أن تنظيم "الدولة الإسلامية" تكبد خسائر مهمة في العراق وسوريا خلال الأشهر القليلة الماضية.

ومن جانبها، قالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس إن مئات الألوف من العراقيين في الموصل وحولها قد يجبرون على النزوح بسبب هجوم الجيش لاستعادة المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية. وقال أدريان إدواردز المُتحدث باسم المفوضية في إفادة للصحفيين "في الموصل نعتقد أن وضع النازحين قد يزداد سوءًا بدرجة كبيرة." وأضاف أنَّ المفوضية تحتاج للمزيد من الأراضي لإقامة المُخيمات. وتابع "الأثر الإنساني للهجوم العسكري من المتوقع أن يكون هائلاً وربما يتأثر نحو 1.2 مليون بالهجوم.

وأجبر أكثر من 120 ألف شخص على النزوح من ديارهم جراء القتال منذ مارس الماضي عندما بدأت القوات الحكومية بتطهير المناطق الواقعة إلى الجنوب من الموصل من مسلحي التنظيم المُتطرف المذكور. وكانت القوات العراقية بدأت في وقت سابق عملية تهدف إلى استعادة بلدة القيارة.

وقال صباح نعمان، الناطق باسم قوة مكافحة الإرهاب العراقية، لبي بي سي إن وحدات القوة اشتبكت مع عناصر "تنظيم الدولة الإسلامية" في ضواحي القيارة، مضيفاً أنَّ هذه الوحدات تعمل بالتعاون مع مُسلحين من سكان المدينة.

وكانت القوات الحكومية تجري استعدادات منذ أسابيع لاستعادة القيارة، خصوصًا بعد نجاحها في الاستيلاء على قاعدتها الجوية التي تخطط لاستخدامها كمركز لوجيستي لعملية استعادة الموصل الواقعة على مسافة 60 كيلومترًا إلى الشمال. وقال رئيس بلدية القيارة صالح الجبوري إنّ 15 ألفًا من المدنيين محاصرون في البلدة، وأنّ معظم مسلحي التنظيم إما قتلوا أو فروا شمالاً.

ويذكر أنَّ أكثر من 3,38 مليون نسمة من سكان العراق اضطروا للنزوح من ديارهم منذ عام 2014 عندما نجح مسلحو "تنظيم الدولة الإسلامية" في الاستيلاء على مساحات كبيرة من الأراضي في الشمال والغرب وأعلنوا قيام "دولتهم الإسلامية" الممتدة إلى سوريا المجاورة.

واضطر مليون آخرون إلى النزوح جراء العنف الطائفي الذي اندلع في العراق عقب الغزو والاحتلال الأمريكي للبلاد عام 2003.

وحذر برونو غيدو، ممثل مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين في العراق، من أن "الأسوأ قادم. نتوقع أن تؤدي المعارك إلى حركة نزوح لم نر مثيلا لها على نطاق العالم منذ عدة سنوات." وبمجرد بدء معركة الموصل، من المتوقع أن يفر 400 ألف شخص باتجاه الجنوب بينما سيفر 250 ألفاً إلى الشرق و100 ألف إلى الشمال الغربي.

وقال أدريان أدوردز، الناطق باسم مفوضية اللاجئين في جنيف للصحفيين إن خطة طوارئ جرت صياغتها لتوفير الملاجئ لـ 120 ألف شخص من النازحين من الموصل، بينما تسعى المنظمة إلى إنشاء 6 مخيمات جديدة في شمال العراق. وقال الناطق إن "التقدم في هذا المشروع يعتمد على توفر الأرض والتمويل."

يذكر أن 38 بالمئة فقط من مبلغ الـ 584 مليون دولار التي طلبتها المفوضية لمساعدة النازحين العراقيين قد سلمت بالفعل، بينما يرفض العديد من مالكي الأراضي تأجير أراضيهم للمفوضية الدولية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة