أشادوا بدور الملحقيات في تسهيل الكثير من الإجراءات على الطلبة

طلاب: تجربة الابتعاث ثرية علميا واجتماعيا وفوائدها تصب في صالح المبتعث والوطن

 

 

العزري: السفر لطلب العلم يجمع بين اكتساب الخبرات العلمية والاعتماد على النفس في كافة الظروف

الفارسية: برامج "التعليم العالي" تساهم في تهيئة المبتعثين نفسيا قبل السفر لخوض التجربة منفردين خارج البلاد

 

 

استطلاع – عزة الحسينية

 

قال عدد من الطلبة المبتعثين خارج السلطنة لاستكمال دراستهم إن البعثة التعليمية فرصة أوسع لتنمية المهارات والخبرات في المجالين العلمي والعملي، وأكدوا أنّ التطور الملحوظ في دول العالم ينعكس إيجابا على البرامج الدراسية المقدمة مما يسهم في صقل معارف الطالب وتوسيع المدارك. وأشار المشاركون في استطلاع "الرؤية" إلى أنّ الطلبة المبتعثين يواجهون صعوبات متعلقة بالبيئة المحيطة والضغوط النفسية في بداية سنوات الابتعاث، وقالوا إن البرامج التأهيلية يجب أن تشمل الجوانب الفكرية والنفسية والدينية، وأكدوا أن الصعوبات مهما تعددت فإنها تدفعهم إلى مزيد من الإصرار على تحقيق الإنجازات التي ستعود بالنفع عليهم وعلى الوطن.

وقال مسعود العزري -طالب دكتوراه في الأمن الغذائي مبتعث لجامعة نوتنجهام بالمملكة المتحدة -عن دوافعه لاختيار البعثة الخارجية: إن جميع المواقف والتجارب التي يمر بها الإنسان خلال حياته لابد أن تترك أثرا عليه ويكتسب منها خبرات واسعة تعينه على قادم الأيام في حياته، والسفر بشكل عام هو إحدى التجارب المميزة التي إذا ما أتيحت للإنسان فيجب عليه استغلالها، خاصة إذا كان السفر لطلب العلم حيث ما يميزه أنّه يجمع بين اكتساب العلم والمعرفة ناهيك عن أنّه يساعدك في التعرف على نمط حياة مغاير وبيئة جديدة لم يكن لك بها عهد مسبقا. إضافة إلى أن الدراسة بالخارج تتيح لك نقل ثقافتك وهويتك الإسلامية والوطنية وتعريف أهل البلاد التي تدرس بها بما يمتلكه وطنك من حضارة وثقافة عريقة ضاربة في عمق التاريخ. كما أن الدراسة بالخارج تدربك على الاعتماد على النفس كليا والقيام بأعمال كان الاعتماد فيها كليا على العائلة.

ويرى علوي المشهور -طالب مبتعث في مدينة سيدني الأسترالية لدراسة تخصص العلوم السياسية والقانون الدولي- أن خيار دراسة العلوم السياسية والقانون في بلد متقدم يمتلك نظاما سياسيا وديموقراطيا صائب تماما؛ لما يوفره من مناخ للحصول على تجربة متكاملة في العلوم السياسية.

 

برامج تأهيلية

وقالت فاطمة الفارسية - تدرس القانون وعلم الجريمة بجامعة ديكن بأستراليا- إنّها قبل أن تلتحق بصفوف الطلبة المبتعثين لأستراليا شاركت في عدد من الاجتماعات التي نظمتها وزارة التعليم العالي لتعريفهم بطبيعة الابتعاث وما يحيط به من تحديات وصعوبات وتهيئتهم نفسيا، كما تم خلال هذه الاجتماعات عرض لمختلف القضايا المتعلقة بالابتعاث كالدين والصدمة الثقافية والاختلاف الأيديولوجي والاجتماعي وظروف المعيشة والسكن. وكانت الاجتماعات حلقة وصل فعالة بين الطلبة المبتعثين مما سهل الحياة الاجتماعية لاحقا.

وقال خليفة العلوي -مبتعث لدراسة الطب والجراحة بنيوزلندا بجامعة أوتاجو- إنه لم يخضع لأي برنامج تأهيلي داخل السلطنة وفي حال وصوله إلى دنيدن النيوزلندية التحق بمعهد لدراسة اللغة الإنجليزية لمدة أربعة أشهر ألحقها ببرنامج الدراسات التأهيلية استعدادا لدخول التخصص الدراسي.

 

تحديات وصعوبات

 

وقالت أماني الكلبانية - مبتعثة لدراسة الطب بمالطا- عن الصعوبات التي واجهتها ببداية مشوارها الدراسي إن أبرزها الصدمة الحضارية والثقافية، واختلاف الأنظمة بين الوطن ودولة الابتعاث، إلى جانب حالة الحنين الدائمة للوطن، إضافة إلى التحديات المتعلقة بتنظيم الوقت وذلك لكبر حجم المسؤوليات التي تقع على عاتق المبتعث.

وأشار علوي المشهور إلى الصعوبات التي حالت دون أن يحقق أي عمل ميداني وتطبيق عملي على النظريات التي يدرسها في وطنه فهو يدرس السياسة أكاديميًا بيد أن الوضع العام في البلاد العربية لا يسمح بأي نوع من الحراك السياسي؛ فدراسة النظريات والأفكار والأنظمة السياسية لا يمكن تطبيقها على الأرض عمليا. وقد اختار دراسة السياسة لإيمانه بضرورة إحداث التغيير، كما أنّ العمل في السلك الدبلوماسي قد يكون خيارًا لطلبة السياسة لكنّه ليس الخيار الأمثل.

وقالت فاطمة البوسعيدي - مبتعثة لدراسة تخصص العلاقات الدولية في مالطا- إنّها تغلبت على أبرز الصعوبات التي واجهتها، والتي تتمثل في صعوبة التأقلم مع البيئة الجديدة بالتعرف على الجاليات المتواجدة في دولة الابتعاث لتخفيف وطأة الغربة.

وواجهت فاطمة الفارسية تحديا من نوع آخر يتعلق بنظام التعليم في جامعة ديكن حيث إنّ الدراسة تعتمد بشكل كبير على البحث والتحليل والتعلم الذاتي، وهو أمر مختلف تماما عن نمط الدراسة في الجامعات العربية ولا يمكن التغلب عليه إلا من خلال الممارسة والتدريب.

 

فرص وظيفية أفضل

وبالحديث عن الميزات التي توفرها الدراسة في الخارج وإمكانية تحقيق إنجازات والحصول على فرص وظيفية جيدة، قال مسعود العزري إنّ الدراسة بالخارج تمثل شراكة علمية بين الدولة والطالب تعود بالفائدة على كليهما؛ فمن ناحية الدولة فإنّها تتطلع للحصول على المعارف والخبرات التي وصلت إليها الدول المتقدمة في المجالات العلمية المختلفة التي تعمل الدولة على تطويرها الأمر الذي يعود فائدته على سكانها. أمّا الطالب فإنّ فرصة الابتعاث تمثل له الطريق الذي يكتسب من خلاله آخر ما توصل إليه العلم من المعارف والخبرات الفنية والتقنية والاحتكاك بتجارب متقدمة تصقل موهبته وتنميها، وتؤهله للعودة لتولي مناصب قيادية إدارية كانت أم فنية داخل الدولة مستقبلا.
وقال بدر الشكيلي - مبتعث لدراسة الهندسة الكيمائية بمعهد فلوريدا التقني بالولايات المتحدة- إنّ الابتعاث للخارج بمثابة نقلة نوعية وذاتية يخوضها الطالب فتجربة النظام التعليمي في العالم الأول يعمل على إكساب الطالب مهارات وقدرات متقدمة؛ نظرا للأدوات والتجارب الرائدة في كافة المجالات مما يتيح للطالب فرصة أوسع لتحقيق ما يطمح إليه ويمثل فرصة للمؤسسات في بلاده يقع التنافس عليها؛ لأنّها ستأتي عليهم بالربح الوفير.

 

علاقة الطالب بالملحقية

وأشاد خليفة العلوي بطبيعة العلاقة بين الطالب والملحقية وقال: تربط القنصلية العمانية في ملبورن علاقة قوية بالطلبة المبتعثين في نيوزلندا وأستراليا من خلال تواصلها المستمر مع الطلبة، ويبرز ذلك من خلال الاتصالات الهاتفية التي يجريها سعادة القنصل والمشرف الأكاديمي لتفقد أحوال الطلبة بشكل دوري، وتوفير المساعدة لحل المشاكل التي تواجه الطلبة والجدير بالذكر أنّه لا يقتصر دورها على الإشراف الأكاديمي فقط بل تقوم برعاية ودعم الأنشطة الثقافية والترفيهية للطلبة. وقالت أماني الكلبانية إنّ القنصلية في جمهورية مالطا توفر مكتبًا في الجامعة يمكن اللجوء إليه للتواصل مع الوزارة بعد ذلك.

 

إنجازات طلابية

وتطرقت فاطمة الفارسية بالحديث إلى عدد من الإنجازات التي حققتها بالتوازي مع الدراسة في الخارج فقد أتمت ما يقارب الثلاث سنوات في أستراليا وقامت خلالها بالانخراط في جمعية الطلبة العمانيين في فكتوريا وكانت أحد أعضائها لمدة سنتين، حيث تقوم من خلال الجمعية بتنظيم مختلف الفعاليات والأنشطة التي تخدم الطالب العماني. كما شاركت من خلال الجمعية في أنشطة تطوعية مختلفة، وشاركت بالتعاون مع مجموعة من المبعثين في إعداد برنامج إذاعي "صوت الابتعاث " والذي يعد أول برنامج إذاعي خارج السلطنة ويستهدف البرنامج الطلبة في مختلف دول الابتعاث ويناقش قضاياهم المعاصرة.

وتحدث طارق المجيني عن تجربته كرئيس لجمعية الطلبة لعامين متتاليين ويصفها بأنّها كانت تجربة رائعة، ولها الأثر الكبير على شخصيته وعلاقته مع من حوله، وكيفية التنظيم وتسيير الأعمال، كما أنّها ساعدته في التعامل مع المشاكل وإيجاد الحلول لها، والتعامل مع الجهات الرسمية كالملحقيّة الثقافية والجامعة أو بعض الجهات الرسمية في عمان عند إقامة بعض الفعاليات هناك.

وعن تجربته في معرض الوظائف الأول للمبتعثين الذي يعد أبرز إنجاز خلال مشواره الدراسي، قال المجيني إنّ تنظيم معرض يضم ١٥ شركة كبيرة ويستضيف ما يقارب الـ ١٠٠٠ زائر لم يكن بالأمر السهل، التواصل مع الشركات والترتيبات للمعرض والترويج له؛ جميعها كانت من التجارب الجميلة، وواجهته العديد من الصعوبات ولكنّه تجاوزها ولاقى المعرض استحسانا من الزوار ومن الشركات المشاركة أيضا، وأكسبته إقامة المعرض خبرة كبيرة ستفيده مستقبلا، واختتم حديثه بأنهم حاليا يعملون على التحضير لمعرض الوظائف للطلبة المبتعثين في العام المقبل.

تعليق عبر الفيس بوك