بعض مشاركات مواقع التواصل تحبط الطلاب وتصدر طاقة سلبية تجاه المدرسة

تربويون وأولياء أمور: عودة الطلاب للمدارس تستلزم تهيئة خاصة لاستعادة النشاط والحماس

 

 

 

خلفان الشعيلي: التهيئة والاستعداد النفسي للطالب مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة

عامر العزري: مشاركة الطلاب في النوادي الصيفية التعليمية تجنبهم الشعور بالتراخي

عبدالله المرزوقي: على الأسرة مناقشة الأبناء في تطلعاتهم وربطها بالتفوق الدراسي

سالم البادي: شراء المستلزمات المدرسية مبكرا يساهم في تهيئة الطالب لأجواء الدراسة

 

 

الرؤية - سيف المعمري

ينتظم طلاب المدارس الحكومية في مختلف المُديريات التعليمية بالمحافظات الأحد المُقبل مع بدء العام الدراسي الجديد 2016/2017، وقبيل بداية كل عام دراسي تبدأ جميع الأسر في تهيئة أبنائها لاستقبال العام الجديد من حيث التهيئة المعنوية ببث الحماس وحب المثابرة والاجتهاد، إضافة إلى شراء المُستلزمات المدرسية قبل بداية اليوم الدراسي الأول واستكمال ما تبقى من المستلزمات لاحقًا.

وقال خلفان بن خميس بن علي الشعيلي أخصائي مصادر تعلم بمدرسة الشيخ ابن بركة السليمي للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة الداخلية من المعروف أنّ التهيئة والاستعداد النفسي للطالب مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة فكلاهما له دور كبير وإيجابي في عملية الانتقال من فترة الإجازة التي من سماتها الراحة والتراخي والسهر إلى مرحلة الدراسة التي فيها نظام ومسؤولية والتزام واستيقاظ مبكر، فالمسؤولية الأولى تقع على عاتق الأسرة بما يحمله العام الدراسي الجديد من آمال وتطلعات للطالب وأسرته، حيث تلعب الأسرة دوراً هامًا في تهيئة أبنائها لبدء العام الدراسي الجديد سواء كانوا طلابا جددا أو قدامى بالمدرسة أو رياض الأطفال وذلك بتكوين اتجاهات نفسية إيجابية نحو المدرسة والمرحلة الدراسية الجديدة التي يدرس بها، وذلك من خلال الحديث الإيجابي عن المدرسة من خلال سرد القصص المشوقة عن المدرسة والحديث عن بداية العام الدراسي، ومناقشة أي تغيرات في الوضع سواء الانتقال من صف إلى آخر أو من مرحلة إلى أخرى أو من مدرسة إلى أخرى، من دون أن نشعرهم بالخوف أو التوتر، وإلحاقهم بمدارس بها أخوة أو أصحاب أو أقرباء ليكونوا أكثر أماناً وطمأنينة.

وأكد الشعيلي أهمية الالتحاق بمرحلة الروضة حيث يساعد على التكيُّف مع الجو المدرسي والاندماج مع الأقران وكذلك تعويدهم على الوضع الجديد وذلك من خلال قيام أهالي الطلاب قبيل بداية الدراسة بأيام بتعويد أبنائهم تدريجيًا على تقليل ساعات مشاهدة التلفاز والسهر، والنوم مبكرًا والاستيقاظ في الصباح الباكر، وحثهم على قراءة القصص وتوفير احتياجاتهم من ملابس وقرطاسية وغير ذلك مع بداية العادم الدراسي، وذلك لتخفيف المشاعر النفسية غير الإيجابية لديهم عند ذهابهم إلى المدرسة ومشاهدتهم زملائهم وهم على استعداد تام، وأيضا بمصاحبتهم في الأيام الأولى للمدرسة وخصوصًا الملتحقين بالصف الأول أو رياض الأطفال.

وقال عامر بن خلفان بن حمود العزري مُعلم بمدرسة مصعب بن الزبير بتعليمية مسقط إن دور الأسرة في تهيئة الأبناء للعام الدراسي الجديد يتمثل أولاً في إشراكهم في دورات صيفية مختلفة العلوم سواء منها الدينية أو العلمية أو التعليمية والمتعلقة بتقوية مناهج التربية والتعليم لجميع مراحلها، وثانيا تهيئتهم من خلال قضاء وقت الإجازة معهم وعمل الرحلات الترفيهية والتعليمية التي من خلالها يتم قضاء الأوقات الممتعة والجميلة وقضاء وقت الفراغ واستغلاله.

وأضاف العزري أن هناك اختلافاً في الاستعداد للعام الدراسي بين الماضي والوقت الحاضر من خلال عدم إشراك بعض أولياء الأمور أبنائهم بمختلف النوادي الصيفية العلمية والتعليمية، وعدم تهيئتهم للناحية النفسية قبل البدء بالدراسة وغيرها، وذلك بسبب غياب الثقافة التعليمية والنفسية لدى أولياء الأمور، كما أن من الأهمية أن تقوم الأسرة بشراء المستلزمات الدراسية قبل بدء العام الدراسي بفترة ولتكن قبل 3 أسابيع، وذلك لما له من الأثر والاستعداد النفسي الجيد لدى الأبناء وتقبلهم للعام الجديد.

ويرى العزري الرسائل التجارية التي تخص ببيع المستلزمات المدرسية لها تأثيرها المباشر على المتسوقين حيث يمكن أن يوازن لي الأمر من خلال شراء المستلزمات الدراسية التي تسد حاجات أبنائه، وعدم الإسراف في شراء الكثير منها وفي حالة أراد الزيادة يمكنه لاحقًا شراءها أثناء الدراسة. ورسائل سلبية يتم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي قبل بدء العام الدراسي ولها أثر كبير جدًا على الناحية النفسية لدى الطلاب، والاستهزاء بالدراسة وعدم اللامبالاة بقربها.

وقال عبد الله بن حمود بن علي المرزوقي، ولي أمر، إن الأسرة تلعب الدور الرئيسي في الوقت الحاضر في تهيئة الأبناء لاستقبال العام الدراسي الجديد حيث الاستعداد المبكر والجيد للعام الدراسي هو بداية النجاح، ومن الأدوار التي يجب على الأسرة القيام بها هي الحرص على الحاق أبنائهم في المراكز الصيفية بمختلف أنواعها ''رياضية ‘ ثقافية ‘ اجتماعية، وحث الأبناء على المطالعة والقراءة للمحافظة على النشاط الذهني، وتنظيم وقت النوم قبيل بداية العام الدراسي والعودة للنوم المبكر وترك السهر، والتقليل من الخروج مع الأصدقاء للعب والتسلية، وبث رسائل إيجابية نحو المرحلة الدراسية الجديدة ومناقشتهم حول أهداف وتطلعاتهم المستقبلية، وشراء المستلزمات الدراسية قبل بداية العام الدراسي بوقت كافٍ شريطة ترك اختيارها للأبناء.

وأشار المرزوقي إلى الاختلاف في استعداد الطلاب للعام الدراسي عن ما هو في السابق لصالح الجيل الحالي حيث إنّ المجتمع أصبح أكثر نضجاً ووعيًا بأهمية الاستعداد النفسي والذهني والجسمي للطالب من خلال تضافر جهود كل من المجتمع ودور الأسرة والمدرسة، وشراء المستلزمات الدراسية قبل بداية العام يعد من الأمور الهامة في تهيئة الطلاب للعودة إلى الدراسة وانصح بشرائها قبل بدء العام الدراسي، وقد تساعد الإعلانات التجارية في وسائل التواصل المنتشرة بشكل إيجابي في شراء المستلزمات الدراسية، وعلى ولي الأمر تحديد الاحتياجات الفعلية من المستلزمات المدرسية بالاتفاق مع الأبناء وهذا السلوك ينمي في الأبناء تحمل المسؤولية وعدم الانجرار لشراء كل ما يعرض في الإعلانات التجارية.

وقال الطالب سالم بن حميد بن سالم البادي المقيد بالصف الثاني عشر بمعهد العلوم الإسلامية بالبريمي إنّ دور الأسرة قبل بداية العام الدراسي يتركز في توجيه الأبناء لبدء العام الدراسي بأفضل طريقة من خلال بعض النصائح التي تفيدهم خلال عامهم الدراسي، وقد اختلف الاستعداد للعام الدراسي في الوقت الحالي عما هو عليه قبل عدة أعوام، لأن الدارسة في السابق لم تكن بتلك الأهمية التي نراها الآن، لذلك كانت الاستعدادات بسيطة وربما لم تكن هناك استعدادات بعكس ما هو عليه الآن، فالاستعدادات كبيرة لأهمية الدارسة في الوقت الحاضر.

وأضاف سالم البادي أن شراء المستلزمات المدرسية قبل بداية العام الدراسي بأيام قليلة تعتبر بداية فعلية لتهيئة الطلاب للدخول في أجواء العام الدراسي الجديد، ويشعر الطالب بالتهيئة النفسية للدخول في أجواء الاجتهاد ورسم طموحاته وتطلعاته الدراسية للعام الجديد.

واعتبر سالم البادي أنّ ما تقوم به المحلات والمؤسسات التجارية المتخصصة في بيع المستلزمات الدراسية لا يؤثر على قناعات أولياء الأمور أو الطلاب في المبالغة في شراء تلك المستلزمات بل إن أولياء الأمور يحرصون على شراء ما يحتاجه أبناؤهم من المستلزمات المدرسية ذات الجودة الجيدة والسعر المناسب.

ويرى سالم البادي أنّ هناك رسائل سلبية يتم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي قبيل بداية العام الدراسية ترسل إشارات سلبية ومحبطة للطلاب، وأظن أنها تؤثر وبشكل كبير على نفسية الطالب سلباً، ويمكن للآباء ردع هذه الرسائل السلبية من خلال توجيه أبنائهم لعدم الاستماع والالتفات لمثل هذه الرسائل.

 

وأضاف ماجد أن العروض الإعلانية للمحلات التجارية المتخصصة في بيع المستلزمات المدرسية تكون في الغالب مبهرة تحت شعار" العودة إلى المدارس" ولا يمكن تجاهل قدرتها الفعلية في التأثير على الطلاب من خلال إغرائهم لشراء بعض الأغراض المدرسية غير الضرورية، كما أن هناك بعض الرسائل التي تتداول وتتناول العودة إلى الكسل والخمول وتصوير أيام المدرسة بالأيام المزعجة من حيث الاستيقاظ من الصباح الباكر وانتهاء بالواجبات المدرسية والامتحانات وغيرها، وبالفعل يكون لها أثر سلبي على بعض الطلاب ولذا يجب أهمالها وعلى ولي الأمر إقناع الأبناء بذلك، وإذا تمت تهيئة الطلاب تهيئة إيجابية منذ اليوم الأول فهذا يزيد من حماس واجتهاد الطلاب لباقي أيام العام الدراسي.

وتحدث الطالب سند بن محمد بن سلوم الشكيري المقيد في الصف الحادي عشر بمدرسة المتنبي للتعليم الأساسي بتعليمية شمال الشرقية مشيراً إلى أنّ دور الأسرة يقوم على معرفة احتياجات أبنائهم، فهناك بعض الطلاب يحتاجون بعض الأمور التي لا يحتاجها البعض، وللأسف هناك بعض أولياء الأمور يعتمدون في قراراتهم على نظرتهم إلى طلاب آخرين .

وأضاف الشكيري أنّ هناك اختلافا كبيرا في الاستعداد للعام الدراسي فاليوم أغلب الطلاب يريدون أن يكونوا لافتين للأنظار في المدرسة وهذا شيء خاطئ لأن طالب العلم الحقيقي لا يحتاج إلى المظاهر ليحقق الدرجات العالية، فيمكن للطالب شراء المستلزمات الأساسية قبل بداية العام الدراسي مثل الدفاتر والأقلام ويبقي الأدوات التي تعتمد على احتياج المعلم إلى ما بعد بداية العام الدراسي وذلك لعدم إضاعة وقت الطالب في التسوق في حين يجب أن يستغل هذا الوقت في حل الواجبات والتحضير. ويحتاج الطلاب إلى معرفة الأدوات التي تبيعها المحلات قبل الذهاب إليها وحتى شرائها إلكترونيا فمثل هذه الرسائل تساعد الطلاب من هذه الناحية، وعلى كل ولي أمر أن يخصص ميزانية معقولة لشراء المستلزمات الدراسية ومن وجهة نظري يمكن لولي الأمر أن يشتري أدوات ذات جودة عالية شريطة المحافظة عليها من قبل الطالب.

وقال عبد الرحمن بن عبد الله المرزوقي المقيد بالصف الثامن بمدرسة خريس الحبوس بتعليمية محافظة مسقط إن الاستعداد للعام الدراسي قبل بداية العام الدراسي أمر ضروري ومهم جدًا، حيث أقوم وبشكل تدريجي بتنظيم وقتي واستعداداتي للعام الدراسي الجديد من خلال النوم باكراً وتقليل أوقات اللعب، ومشاركة والدي في إعداد قائمة بالمستلزمات الدراسية واختيار ما يناسبني حسب ميولي ورغباتي وكذلك أقوم بوضع مخطط زمني لتنظيم وقتي من أول يوم دراسي بحيث أخصص وقتاً لكتابة الواجبات والمذاكرة ووقتاً للعب والترفيه، ومن الأمور المهمة أيضًا أضع أهدافاً لتحقيقها مثل المنافسة على الحصول على المراكز الأولى في الدراسة، أما فيما يتعلق بالرسائل السلبية التي تبث عبر وسائل التواصل المختلفة فلا التفت لها ولا أعيرها أي اهتمام حيث أعلم تماماً بأن المدرسة هي الطريق لتحقيق أهدافي وطموحي.

وقالت الطالبة أميرة بنت محمد بن حمود المسكرية المقيدة بالصف الحادي عشر بمدرسة سمية للتعليم الأساسي بتعليمية شمال الشرقية إن دور الأسرة يبدأ من تهيئة الأبناء للعام الدراسي الجديد من خلال اصطحابهم للمكتبة لشراء المستلزمات الدراسية وأيضًا تشجيعهم عن طريق سرد القصص التي تحفزهم للالتحاق بالمدرسة وكذلك تغيير العادات اليومية التي كانت متبعة في الإجازة، وتختلف استعدادات الأسرة والأبناء لبدء العام الدراسي بين الماضي وفي الوقت الحاضر ففي الماضي كانت الاستعدادات للمدرسة في وقت مبكر، أما الآن فالاستعدادات متأخرة لانشغال الطلاب بوسائل التواصل الاجتماعي.

تعليق عبر الفيس بوك