نهضة التعليم الجامعي

 

 

على مَدَى 46 عامًا من عُمر النهضة المباركة، شهدتْ السَّلطنة تنميةً حقيقيةً وغَيْر مسبوقة في مُختلف مَجَالات الحياة، والتعليم العالي أحد هذه المجالات، والذي نَال اهتمامًا كبيرًا من قِبَل المقام السَّامي منذ بدايات مَسِيْرة النهضة؛ مما يُؤكِّد الحكمةَ الساميةَ على ضرورة إيلاء التعليم الأهمية القصوى؛ إذ يُمثِّل خريجوه الوقودَ الذي يُشعِل الطاقةَ لتحقيق تقدُّم الوطن الغالي.

ولقد كانتْ جامعةُ السُّلطان قابوس سبَّاقة دائمًا في تخريج أجيال مُتتالية من العلماء والمفكرين والباحثين، كلٍّ في مجال اختصاصه، كما حظيتْ برعايةٍ ساميةٍ دَفَعتها إلى تبوُّء أعلى المراتب الأكاديمية حول العالم، فضلاً عن كَوْنِها وجهة التعليم العالي الأفضل في السلطنة، وواحدة من أهم منارات التعليم الجامعي في المنطقة والعالم.

ومَعَ استقبال الدُّفعة الـ31 هذا الأسبوع في الجامعة، تنطلقُ مسيرةٌ جديدة يحفُّها العطاء والبذل؛ سواءً من قبل الهيئة التدريسية والإدارية، أو من قِبل الطلاب المقبلين على مرحلة جديدة وفارقة في مسيرتهم التعليمية، والتي ستحدِّد مجالَ تخصُّصهم الجامعي؛ ليتمكَّنوا لاحقاً بعد سنوات معدودات من الالتحاق بسوق العمل، مُتسلِّحين بأعلى شهادات المعرفة والإتقان.

ويُسهم هذا الأسبوع التعريفي في تعزيز معارف الطلاب الجدد وتوعيتهم بالتخصصات الأكاديمية ونظام الدراسة وطبيعة الحياة الجامعية، وما يُحيط بها من مُتغيِّرات، لم يعهدها الطالب خلال دراسته في مراحل التعليم السابقة. وقد أحسنتْ الجامعة صُنعًا إذ تعتزم تدشين برنامج التواصل بين الجامعة وأولياء أمور الطلاب "تفاعل"، وهو ما يُعزِّز جهودَ تحسين مستوى الطلاب ومتابعتهم دراسيًّا.

... لقد أفرزتْ منظومة التعليم الجامعي على مدار عقود مُمتدة، العديدَ من النوابغ وأصحاب الفكر والعلم؛ حيث تَزْخَر السلطنة بعشرات الكليات والجامعات، التي توفِّر برامجَ أكاديمية متنوعة، تُسهم في تلبية مُتطلبات سوق العمل؛ بما يَضْمَن فرصَ عملٍ واعدة لأبنائنا بمختلف القطاعات.

وعلى الرغم مما حقَّقته هذه المنظومة من تميُّز وتقدُّم، إلا أنَّ الأمل لا يزال يحدو الجميع في أنْ لا تقف المسيرة عند حدٍّ مُعيَّن، بل تتواصل لتشمل التخصُّصات المستحدثة في العلوم والآداب، خاصة في المجالات التقنية، التي تشهد إقبالا مُميَّزا من الطلاب؛ نظرا لدراستها الشيِّقة وما تحمله من فرص نجاح وازدهار واعدة.

تعليق عبر الفيس بوك