التماسُك الأسري أساس الاستقرار الاجتماعي

 

 

تنعقدُ حاليًا في ولاية صلالة فعاليات ندوة "التماسك الأسري"، والتي تحملُ نسختها الخامسة عنوان "الإرشاد الزواجي"، وقد ظلَّتْ هذه الندوة على مدى سنوات انعقادها الماضية واحدة من أهم الملتقيات الفكرية التي تُسهم في رفد البحوث الاجتماعية -لاسيما الأسرية منها- بالمزيد من الأفكار والتطبيقات الخاصة بآليات تدعيم التماسك الأسري.

ويُمثِّل انعقادُ الندوة الحرصَ الكبيرَ الذي تُوليه وزارة التنمية الاجتماعية للعمل على وضع الأسس الراسخة للاستقرار الاجتماعي؛ من خلال العناية بالأسرة والحفاظ على تماسكها وقوتها؛ انطلاقاً من قاعدة أنَّ الأسرة تُمثِّل نواة المجتمع، وصلاح الأسرة يعني بالحتمية صلاحَ المجتمع بأكمله، وأنَّ أيَّ خللٍ يعتري هذا الكيان الصغير سيؤثر بالسلب على الوضع العام للمجتمع؛ سواء كان هذا الخلل مرده إلى المشكلات الأسرية التي تنشأ نتيجة لمتغيرات الزمان والمكان، أو ذلك الذي يقع بسبب غياب الوئام وانعدام معاني الاحتواء الأسري.

ولقد أكَّدتْ الحكومة مرارًا وتكرارًا -في مُختلف المحافل المحلية والإقليمية والدولية- على الدور البارز والحيوي للتماسك الأسري في الحفاظ على وحدة المجتمع، وحمايته من الآفات التي تُهدِّد صلابته وتزعزع البنية الاجتماعية بكل تشكيلاتها وطبقاتها المتباينة. كما أنَّ غياب هذا النوع من التماسك يجعل الأفراد والأسر أكثر عُرضَة للتهديدات الخارجية، وأقرب ميلا لتبني الأفكار الهدَّامة واعتناق المعتقدات الخاطئة؛ لذا تحرص الجهات المعنية على تدعيم الاواصر الأسرية واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لحماية المكون الأساسي للمجتمع وبذرته التي ينبغي توفير بيئة خصبة ملائمة كي تنمو فيه.

وعنوان نسخة هذا العام "الإرشاد الزواجي"، يُسلِّط الضوءَ على العروة الأهم في البناء الأسري، والعلاقة بين الزوج والزوجة، ويُبرز أهمية الإرشاد في توعية الأزواج بحقوق كل طرف وعدم التجاوز في حق أيٍّ منهما؛ بما يضمن حياة زوجية مستقرة ومتماسكة، ولتحقيق التوافق الزواجي والمساعدة في الحد من اضطراب العلاقة بين الزوجين؛ سعيًا لتكوين حياة أسرية صحية وسليمة تُسهم في استقرار وتماسك المجتمع.

... إنَّ على الأزواج مسؤولية الحفاظ على تماسك الأسر، وتدعيمها بكل وسائل الدعم والرعاية التي تُعزِّز هذا البناء الاجتماعي الراقي، وألا يتوقَّف الأمرُ عند حدود طرفي العلاقة الزوجية، بل يمتدُّ لما هو أبعد؛ سواء تمثَّل ذلك في العائلة ودورها في حماية أبنائها من كلِّ سوء يطل برأسه عليهما، أو من خلال المؤسسات التربوية التي تُغرَس في نفوس الشباب قيم الترابط والتراحم والمودة والألفة بين الأزواج، وكذلك الحال في دور العبادة؛ من خلال الخطب والدروس الفقهية التي تُبرِز سِيَر الأولين في علاقاتهم مع أزواجهم، علاوة على مؤسسات المجتمع المدني المنوط بها تنظيم جلسات التوعية والإرشاد الأسري؛ حتى ينعم المجتمع بأسره في رخاء واطمئنان.

تعليق عبر الفيس بوك