ارتفاع الإيجارات ونقص المواصلات وغياب الإشراف أهم العوائق

طالبات: خضوع السكنات الجامعية لرقابة "التعليم العالي" يوفر بيئة آمنة لزيادة التحصيل الدراسي

 

استطلاع – عزة الحسيني

قال عددٌ من الطالبات إنّ السَّكن خلال فترة الدراسة من أهم الخدمات التي توفرها الجامعات والكليات للملتحقات بها، في إطار السعي لتحقيق رسالة الكلية بتوفير المناخ المُناسب للطالبات، ورعايتهن من الجوانب النفسية والاجتماعية والصحية، والسعي لتمكينهن من زيادة التحصيل العلمي، والتواصل مع المجتمع المحلي ليكنَّ قادرات على تحمل المسؤولية قبل الانخراط في سوق العمل. وأكدت المشاركات في استطلاع "الرؤية" أنَّه على الرغم من أهمية السكن الجامعي فإنّ بعض الجامعات لم تلق بالاً لأهمية إيجاد سكن مُناسب تحت إشرافها للطالبات مما أدى إلى اضطرار الكثير من الطالبات المقبولات خارج محافظاتهن إلى البحث عن أيّ سكن باللجوء إلى مستثمرين يملكون شققاً سكنية مخصصة للطالبات دون الاهتمام بالاشتراطات المهيئة للجو التعليمي المناسب لهن، مما يضر بالمناخ التعليمي والاجتماعي والقيمي الذي يجب أن تحظى به الطالبات.

وقالت نوف الهوتي إنّ السكن كان له دور مُهم في صقل شخصيتها الاجتماعية وإيجاد سُبل التعايش المثلي التي تمكنها من التكيف مع مُختلف الظروف إضافة إلى تفعيل المسؤولية الذاتية والرقابة على الذات فلا يوجد وصي عليها كما يحدث في المنزل فأصبحت مسؤولة عن أفعالها اليومية، وعزَّز ذلك لديها قيمة التعاون والمسؤولية الاجتماعية فأصبحت لا تفكر بشكل فردي حيث تعتمد دائماً في اتخاذ قراراتها على الرجوع إلى زميلاتها في الغرفة.

وترى أميرة البلوشي أنَّ السكن كان سبباً في بناء شبكة اجتماعية واسعة من المعارف والمُقربين والأصدقاء وأكسبها مهارات تتعلق بالاستقلال والحرية ومرونة التعامل مع الوقت.

رفض الأسرة

وواجهت آمنة راشد رفضًا من جانب والدها حين تمّ قبولها في كلية تبعد عن مدينتها (7) ساعات بسبب عدم توافر سكن داخلي للطالبات في حرم الكلية وحاولت إقناع أسرتها بضرورة الالتحاق بالكلية واستئجار سكن مشترك مع طالبات أخريات بالقرب من الكلية إلا أنّها في النهاية قررت التَّخلي عن حلم التخصص الذي رغبت والالتحاق بكلية أقرب جغرافياً لمدينتها.

وقالت أمل عبد الله إنّ هناك صعوبة بالغة في تقبل الحياة بسكن الطالبات في بداية الأمر نظراً للبيئة التي نشأت فيها الطالبة إلى جانب قلق الأهل المتواصل عليها من قريناتها في الشقة مما يشكل ضغطًا نفسيًا على الطالبة ويشكل حاجزًا أمام تقبل الأمر، لكن سرعان ما تتراجع هذه الإشكالية بمرور الوقت واطمئنان الأهل بعد التَّعرف على سير العملية التعليمية بشكل جيد.

 

تحديات وصعوبات

وقالت ريا الجهضمي إنّها تواجه صعوبات مُتعلقة بالسكن كعدم وجود خدمة الإنترنت لإنجاز الفروض الدراسية إضافة إلى عدم قيام المشرف على السكن بعمل صيانة دورية تجنبًا لأعطال المنزل والصعوبة الكبرى تكمن في المشرفة غير المؤهلة لهذا الدور مهنياً واجتماعياً وثقافياً وتعليمياً مما يُصعب على الطالبات اختيار وسيلة تواصل تحقق الفائدة المرجوة.

وأضافت ليلى أحمد أنها تضطر للعيش مع 5 طالبات في غرفة واحدة مما يشكل ضغطًا نفسيًا مضافاً إلى ضغط الدراسة، كما أن الأمن الداخلي معدوم في السكن وهو غير مهيأ أمنيًا وسهل الاقتحام في ظل غياب الإشراف.

وقالت نوف الهوتي إنّ الخدمات التي يُقدمها السكن تقتصر على الكهرباء والماء فقط كما أنّها تعاني من عدم وجود تنسيق مُباشر مع المستشفيات والمرافق الخدمية ففي بعض الأحيان يضطر الأهل إلى قطع مسافات طويلة لإيصالنا إلى المستشفى.

وتواجه ليلى سيف تحدي ارتفاع الإيجار فالطالبة التي ترغب في الحصول إلى مكان ملائم للعيش يجب أن تدفع إيجارا أعلى فهي تعيش في غرفة بإيجار 125 ريالاً ويشكل هذا المبلغ عبئاً كبيراً على طالبة في مرحلة الدراسة كما أنها في وقت سابق اضطرت للعيش في غرفة مع ثماني طالبات مما يترتب عليه إيجار أقل لكن في ظروف معيشية صعبة نظرًا لتفاوت القيم الاجتماعية فسكن الطالبات يحتاج إلى جهة إشرافية تلزم مالك السكن بتوفير الخدمات بالجودة المطلوبة، فالمتطلبات الجامعية مُتعددة، ومنها تقنية كالإنترنت، والخدمات المكتبية، وغيرها مما يسبب إرباكًا للعملية التعليمية.

وقالت آمال عيسى إنّ من التحديات التي تواجهها عدم توفر المواصلات وارتفاع تكلفتها وهو ما لا يصب في مصلحة الطالبة.

اشتراطات خاصة

ونوهت مارية محمد إلى وجوب خضوع سكنات الطالبات الخاصة إلى رقابة وزارة التعليم العالي ممثلة في المؤسسات التعليمية وعدم وجود اشتراطات حول الاستثمار في سكنات الطالبات الملائمة والتي تحددها الوزارة فحلقة الوصل بين المؤجر ووزارة التعليم العالي مفقودة تمامًا وإن رغبت بتقديم شكوى ضد السكن لضمان استرجاع حق من حقوقي فإنني يجب أن ألجأ للقضاء لم لا يكون هناك جهة مسؤولة تضمن هذه الحقوق من الوزارة أو الكلية كوني طالبة والسكن لهذا الغرض. كما أنّ تهيئة مشرفات السكنات أمر بالغ الأهمية حيث إنها يجب أن تكون على مستوى من الوعي المعرفي والثقافي الذي يجعلها قادرة على إدارة السكن بنجاح ولا تتم هذه التهيئة إلا باهتمام الوزارة باختيار المشرفات بدقة وعقد الدورات في هذا المجال.

واقترحت حنان السيابي إيجاد سكن في الحرم الجامعي التابع للكليات والجامعات مما يقلل التحديات التي تواجهها الطالبة ويجعلها قادرة على العطاء لأنّه سيكون تحت الرقابة المباشرة للكلية ومهيأ لاستقبال الطالبات وتلبية رغباتهن كما ستكون المشرفة ذات خبرة ومعرفة بطرق التعامل الصحيحة معهن.

 

مهام إشرافية

وأوضحت جواهر الحبسية مشرفة على سكن الطالبات بمسقط أن المهام التي تقوم بها تتمثل في إدارة السكن ومتابعة دخول وخروج الطالبات وعمل التصاريح ومُتابعة النقليات والصيانة الدورية. مشيرة إلى أن السكن يتبع لائحة تنظيمية تنص بالقوانين الواجب اتباعها داخل السكن، والتجاوزات في ظل هذه القوانين نادرة، وتم توفير صندوق لمقترحات الطالبات ويتم متابعتها من إدارة السكن وتفعليها. وتعد جواهر عملها تجربة شيقة، على الرغم من مشقتها؛ لاختلاف طباع الطالبات، فبعضهن يتجاوبن معها، والبعض الآخر لابد من اتخاذ قرارات حاسمة معهن، وتحاول بشتى الطرق كسب حبهن وثقتهن، كما أنّ الحواجز بين المُشرفات وبين الطالبات تحتاج إلى جهود مضاعفة لإزالتها. وتتواصل إدارة السكن مع ولي أمر الطالبة في حال حدوث أمر طارئ ويحدث ذلك بصفة مستمرة إن دعت الحاجة.

وقال مصطفى العبيداني مالك سكن طالبات بنزوى إنّ من مواصفات السكن المثالي يجب أن يكون مكتملاً بكل التجهيزات كالأدوات المكتبية والإنترنت ويخضع للصيانة الدورية. وتتم إجراءات التسكين عن طريق الإعلانات الموزعة في الكليات ووسائل التواصل الاجتماعي حيث إنّه لا يوجد تعاون بين وزارة التعليم العالي أو الكليات، والطالبة مسؤولة عن تلبية احتياجاتها بشكل كامل.

 

الجار للجار

وقالت صابرة الحراصية عن تفاصيل مجاورتها لسكنات الكليات الخاصة: يشكو أهالي المنطقة من التصرفات اللافتة في سكنات الطالبات والتي تنافي القيم المجتمعية كارتداء الملابس التي لا تليق بالمجتمع المُحافظ وعدم احترام حق الجار، وأصبحت الساحات أمام السكنات مخصصة "للتفحيط" وممارسة التجاوزات الخارجة عن المنظومة الأخلاقية وكثيرًا ما يتم استدعاء الشرطة وغالباً ما تكون هذه الأفعال صادرة من السكنات التي لا تقع تحت الإشراف، أما بالنسبة للسكنات التي تخضع للإشراف فهي ساكنة وذلك لأنّ المشرفة تقوم باختيار قاطني السكن بعناية عن طريق عقد مقابلات وطرح أسئلة تستشف منها المشرفة قيم الطالبة.

تعليق عبر الفيس بوك