الوقت وأهميّة الالتزام

 

علي بن بدر البوسعيدي

من بين أكثر العبارات السلبية السائدة خاصة عند فئة الشباب التي أقف عندها كثيرًا عبارة "تعال نقتل الوقت بالتسلية" والتي تتناقض تمامًا مع معنى الحكمة العربية التي تشرّبنا بها منذ الصغر وهي "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك" وهي بشرح مبسط تشير إلى أهميّة الوقت؛ وأنّ عدم تداركه والاستفادة منه سيودي بنا إلى الفشل والخذلان..

يعتبر الوقت من أثمن الموارد التي أنعم بها الخالق على الإنسان، ولن نبالغ إن قلنا أنّه مورد استثماري لا يختلف عن بقيّة الموارد الأخرى مثل الموارد البشريّة أو الطبيعية أو المادية بل يمكن اعتباره من الموارد الناضبة مثلها مثل المياه والنفط والغابات...الخ؛ ولأن كل شيء له عمر زمني افتراضي فالوقت الذي يمر دون استخدام رشيد لا يمكن استرداده، فساعة في التخطيط يمكن أن توفر عشر ساعات في التنفيذ..

إنّ الاهتمام بإدارة الوقت ينعكس على مجمل حياتنا الشخصية بما فيها النجاح الوظيفي والنجاح الاجتماعي والاقتصادي؛ لذا يجب أن نعلي من شأن ثقافة الاستفادة من الوقت، وأن نغرس في روح النشء أهمية استغلاله في ما يفيد؛ لا قتله في ما لا طائل منه، وأن يكون هناك وعي مجتمعي قائم على ذلك؛ بدءاً من القادة الإداريين في قمة الهرم الإداري وصولاً إلى المشرفين والعاملين في المستويات الدنيا، وأن نحارب السلوكيات التي تعمل على هدر الوقت وعدم الاستفادة منه بعدم الانتظام في العمل والغياب المتكرر بلا أعذار منطقية أو موضوعية، أو عدم الشعور بأهميته، بالإضافة إلى الجوانب الاجتماعية السلبية التي تسهم في ضياعه، وبالتالي عدم القدرة على إدارته إدارة فعالة تحقق الاستفادة المثلى منه في جميع مناحي الحياة لاسيما التنمية البشرية والاقتصادية.

لقد أصبح الوقت وإدارته مع تسارع إيقاع العصر وأهميّة الزمن في تقدم الأمم؛ علمًا قائمًا بذاته يشير إلى الاستخدام الأمثل للوقت، بالاستناد إلى التخطيط والتنظيم المفضي إلى إنجاز مهمة أو مهمات معينة وفق جدول زمني محدد؛ لذا أنصح شبابنا بأن يستثمروا أوقات فراغهم في مزاولة جوانب عديدة من الأنشطة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الجانب الثقافي، ويندرج تحت ذلك اتقان فنون اللغة كالقراءة، والكتابة، والتحدّث، والاستماع والاستفادة مما سبق في فهم أنفسنا، وفهم ما حولنا والتحاور والتعايش والاستماع إلى بعضنا بعضا، وأيضا يمكننا الاستفادة من الوقت بقضائه في أعمال البر والخير والعمل التطوعي، فهناك هيئات تطوعيّة خيرية بحاجة ماسة للشباب بأفكارهم ومجهوداتهم البدنية وحماسهم..

ودامت عمان الخير