اليمن.. متى يعود سعيدا؟!

 

 

تعصفُ الأنباء المتواترة من اليمن يوميًّا بآمال التوصُّل لحلٍّ سلميٍّ للأزمة المندلعة هناك، والتي تسبَّبتْ في حرب أهلية راح ضحيتها المئات من المدنيين، فضلا عن سقوط الدولة في براثن الفشل الاقتصادي وفقا للمؤشرات العالمية.. وبات السؤال الملح الآن: متى يعود اليمن سعيدا؟!

فهذا البلد الذي يُعاني ارتفاعَ مُعدَّلات الفقر ونقص الخدمات، في أمسِّ الحاجة إلى من ينتشله من ظلمات الحروب ويكشف عنه غُمَّة الانقسامات التي تهدِّد بتفتته إلى دويلات لن تقوى على مواجهة المستقبل أو توفر للمواطن اليمني لقمة عيش كريمة. ولا شك أنَّ التدخلات الإقليمية لدى أطراف الصراع هي التي تؤجِّج نيران الفتنة وتشعل مجامر القتال بين الفينة والأخرى؛ لذا فلا مَنَاص من عودة غير مشروطة لجميع الأطراف إلى طاولة المباحثات، وتوظيف الفرصة التي تقدمها الدول الراغبة في إنهاء معاناة الشعب اليمني، والتي تمدُّ يد السلام دائما، وأن تستأنف مُحادثات السلام الأممية في أقرب وقت ممكن، مع التأكيد على وحدة الأرض والشعب اليمنيين.

ولا أفجع من الأخبار التي وردتْ بشأن مقتل عشرة أطفال دفعة واحدة في مديرية حيدان بمحافظة صعدة، وسط تقارير تتحدَّث عن أنها ناجمة لغارة جوية؛ الأمر الذي يفرض على الجميع التحقيق في كيفية مقتل هؤلاء الأبرياء، والبحث العاجل عن آلية تضمن عدم استهداف المدنيين في هذا الأتون المشتعل.

... إنَّ اليمنيين مُطالبون اليوم قبل أي وقت آخر بأن يُعلنوا رفضهم لكافة أشكال التدخل الذي لا يريد إنهاء للحرب، بل مواصلة إدارة معركة إقليمية بين أطراف لا ترى أمام ناظريها سوى سفك الدماء لتحقيق مآربها الخاصة في الإقليم.

الدولة اليمنية مُطالبة كذلك بإجراء مُصالحة وطنية شاملة، تجمع الأطياف السياسة تحت مظلة واحدة؛ مظلة المصلحة العليا لليمن، والتي يُقرِّرها الشعب اليمني دون سواه، وأن تلجأ الأطراف جميعها إلى منطق العقل وإعمال الحكمة التي تضمن وقف حمام الدم الذي ينساب كل حين.

ونؤكِّد أنَّ من حق المواطن اليمني أن يحيا عيشة يملؤها الأمن ويلفها الأمان، أن يجد قوت يومه ورزق أسرته وأطفاله في بيئة عمل آمنة بعيدا عن دوي دانات المدافع وأزيز الطائرات التي تلقي بقذائف الموت على الجميع دون تفرقة، من حق المواطن اليمني أن ينشد دولة العدالة والقانون، دولة التسامح والمساواة، دولة الأمان والحريات.

تعليق عبر الفيس بوك