الرأي لي والحقيقة للجميع!

 

 

المعتصم البوسعيدي

في خِضَم أحداث كثيرة يموج بها العالم وقضايا متعددة تشتعل معها الساحة الدولية والمحلية، هناك دائماً حق مكفول للجميع ينطوي تحت "حرية التعبير"، هذه الحرية التي يحاول كثيرون تقزيمها بحجج أوهن من خيوط العنكبوت، كما يحاول آخرون جعلها طليقة دونما حدود أو نهاية.

تختلط الحقيقة على الناس في قضايا تمسهم، وقضايا تصبح في لحظة من اللحظات قضية رأي عام، وفي الرياضة الحال لا يختلف؛ يبحث الجمهور الرياضي على وجه الخصوص عن ماهية الخبر أو الحدث، فتجده يحاول تحليل الأمور ومتابعة التفاصيل والرجوع لأصحاب العلاقة كي لا يكون "مثل الأطرش في الزفة"، وربما يصل لما يريد بطريقة ترضي هواه فيصدق الأمر حتى لو كان غير ذلك، ولتكتمل صورته المثالية لابد من وجود ألفاظ مطاطية لا يعلم قرارها إلا هو يُسَوغ به استنتاجه وربما يلون بها الحقيقة لا أكثر!!

هناك دائماً من "يلوي" حدثًا ما بطريقة غريبة تماماً مثل إقحام الدين في أحداث مختلفة وإن كانت إيجابية في ظاهرها، وقريباً رأينا النجم الأولمبي الأبرز في التاريخ السباح الأمريكي "مايكل فيلبس" وعلامات "الحجامة" على جسده؛ فتلقف الموضوع من أراد أن يُثبت ما لا حاجة له عن الدين الإسلامي بتفسير قد يدخل الدين -من حيث لا يحتسب- لمزالق في غنى عنها، على أنَّ أكثر الألفاظ أو العبارات المطاطية المستخدمة في وجهة نظري عبارة "كما يعلم الجميع" وما يرادفها وتستخدم لعدم ذكر حقائق شائكة ذات جدل في معظم الأحيان، وهذا ما لفت انتباهي عند الحديث عن إعلان السيد خالد بن حمد عدم ترشحه لرئاسة الاتحاد العُماني لكرة القدم، فما بين إعلانه وما بين ما اعتبره آخرون انسحابا وقيل بما معناه "إن من يعرف الوضع" يدرك أنه انسحاب وليس رغبة أو عن قناعة، مع أنَّ الخطاب لعموم الناس الذين قد لا يصلهم هذا الرأي لضبابية الوضع المقصود.

لا رَيْب أنَّ الجميع أحرار فيما يُكتبون، وليس المغزى هنا الوقوف مع أو ضد، إنما استلهمت الفكرة من الشفافية التي أعرب عنها الشيخ سالم الوهيبي المترشح الوحيد لانتخابات مجلس إدارة الاتحاد العُماني لكرة القدم في الفترة القادمة، الشفافية التي تتطلب أيضاً حسن الظن والتجاوز عن تشخيص الخلافات والتصالح مع ثقافة الاختلاف، ولأنَّ الشيء بالشيء يذكر -وشخصياً- كنت أفضل استخدام كلمة "تطوير" كتوجه أفضل من "التغيير"؛ حيث التطوير يشمل فيما يشمل التغيير ولا يرتبط بمدى معين ومحدود، أما التغيير لا يعني بالضرورة التطوير مع الإيمان المطلق بأن العمل والتطبيق هو ما يُلزمنا لنقد الحال الراهن لا الشعارات والعناوين البراقة، وهذا ما ننشده لكرتنا في مستقبلها على المدى البعيد والقريب مع الشيخ سالم الوهيبي الخبير بواقع الكرة العُمانية وهمومها أو من قد يترشح فيما تبقى من أيام قليلة.

تعمدت خلال كتابتي لهذا المقال أن أتجنب الاستهلال أو الحديث من منطلق معنى الرأي وحريته من خلال المراجع وما قد تحتويه أمهات الكتب؛ ذلك لكتابة قناعة ذاتية بدون تأثيرات فلسفية -إن صح التعبير- لأقول ما قلت من واقع ما رأيت وصدق ما أعتقد، ويبقى الرأي لي والحقيقة للجميع.