وقف التحاق العمانيين ببرنامج التأهيل الخارجي لرفع كفاءة مدخل العملية التعليمية

"التربية" و"التعليم العالي" توضحان شروط وضوابط الالتحاق ببرنامج التأهيل التربوي بجامعات السلطنة

العام الأكاديمي المقبل يقتصر على تخصصات التربية الإسلامية واللغة العربية والإنجليزية للذكور .. والكيمياء والفيزياء والأحياء والرياضيات والفنون التشكيلية للذكور والإناث معا

مسقط – الرؤية

فتحت وزارة التعليم العالي بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم باب القبول في برنامج التأهيل التربوي في جامعة السُّلطان قابوس وعدد من الجامعات داخل السلطنة لعدد من التخصصات التربوية التي أثبتت الدراسات التي أجريت في هذا الشأن حاجة وزارة التربية والتعليم لتعيين مُعلمين متخصصين بها في مدارس الوزارة. وتداول كثير من المعنيين بالأمر عددًا من التساؤلات المتعلقة بالبرنامج، ومنها: لماذا تمّ وقف انتماء الطلاب العُمانيين لبرامج التأهيل التربوي خارجيًا؟ وما البدائل المتاحة للدراسة داخل السلطنة؟، وما التخصصات المطلوبة وأعداد المدرسين المطلوب توافرهم في السنوات الخمس القادمة؟، وما الشروط والضوابط التي ينبغي أن تتوافر لدى الراغبين في الالتحاق ببرنامج دبلوم التأهيل التربوي؟ وللإجابة عليها التقت "الرؤية" عددًا من المسؤولين في وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي للتَّعرف على كافة التفاصيل المُتعلقة ببرنامج دبلوم التأهيل التربوي للعام الأكاديمي 2016/2017م.

ويقول سليمان بن زاهر الرويشدي مدير عام المديرية العامة للتخطيط وضبط الجودة بوزارة التربية والتعليم عن أسباب قرار وقف انتماء الطلاب العُمانيين لبرامج التأهيل التربوي خارجيًا إنّ وقف التحاق العمانيين ببرنامج التأهيل التربوي خارج السلطنة يأتي ضمن الإجراءات الهادفة إلى رفع كفاءة مدخل العملية التعليمية من المُعلمين؛ لما للمعلم من دور مفصلي في تحسين جودة التعليم والارتقاء بمخرجات العملية التعليمية، حيث تلتزم المؤسسات التي تقدم برنامج التأهيل التربوي داخل السلطنة سواء الحكومية أو الخاصة بمعايير مجلس التعليم الموحدة والخاصة ببرنامج التأهيل، وهي معايير لا يُمكن فرضها على المؤسسات التي تقدم دبلوم التأهيل التربوي خارج السلطنة، ومن هذه المعايير: حصول الخريج الراغب في الالتحاق ببرنامج التأهيل على معدل لا يقل عن (2,3) في شهادة البكالوريوس، وكذلك إخضاعه لاختبار قبول بالبرنامج، بالإضافة إلى الساعات الأكاديمية للبرنامج والساعات التدريبية، بالإضافة إلى أنّ قصر برنامج التأهيل التربوي داخل السلطنة يلزم الطالب بتنفيذ برنامج التربية العملية في مدارس السلطنة، مما يمكنه من التعرف على تفاصيل فلسفة النظام التعليمي بالسلطنة وأهدافه وسياساته، وبالتالي لا يجد صعوبة بعد ذلك عند التحاقه بسلك التدريس في هذه المجالات، أضف إلى ذلك أنّ قصر برنامج التأهيل التربوي داخل السلطنة يدعم بقوة التخطيط الوظيفي المُنظم للوظائف التدريسية من خلال توجيه الخريجين للتخصصات التي بها فرص توظيف أكثر من غيرها.

وعن البدائل المُتاحة للدراسة داخل السلطنة قال إنّ مجلس التعليم فتح برنامج التأهيل التربوي منذ العام الماضي، كما تمت الموافقة على طلبات بعض المؤسسات الجامعية بفتح الدبلوم بها كجامعة نزوى وجامعة ظفار وجامعة صحار، مما يُتيح للخريجين خيارات مُتعددة في هذا الجانب وبما يتناسب مع مناطق سكنهم، وبالتالي يخفف عن العمانيين مكابدة الغربة خارج السلطنة وبما يقلل من المصاريف العامة التي يكلفونها.

وعن التعيين بعد انتهاء الدراسة بهذه البرامج قال الرويشدي إنّ التعيين مقرون بأمرين أساسيين أولهما توافر الشواغر والآخر اجتياز شروط وزارة التربية والتعليم الخاصة بالتعيين في وظيفة مُعلم.

وقال خلفان بن محمد بن راشد الغيثي مدير عام الشؤون الإدارية بوزارة التربية والتعليم مبيناً التخصصات التي يوجد بها خريجون في قائمة الانتظار للتعيين وهي: تخصص تقنية معلومات (آناث)، وتخصص اللغة الإنجليزية (آناث)، وتخصص الرياضة المدرسية (ذكور)، والتربية الإسلامية(إناث)، والتربية الخاصة(إناث)، والتاريخ (إناث)، والجغرافيا (إناث).

وعن أعداد المدرسين المطلوب توافرهم في السنوات الخمس القادمة، وفي أيّ التخصصات قال سليمان الرويشدي مدير عام التخطيط وضبط الجودة بوزارة التربية والتعليم: أجرت الوزارة دراسة حتى العام 2021 بهدف تقدير احتياجاتها من المُعلمين العمانيين، سواء نتيجة للزيادة في عدد الطلبة أو للتعويض عن الفاقد الوظيفي في المعلمين أو للإحلال محل الوافدين، وقدرت تلك الدراسة الاحتياجات بما يقارب 20 ألف معلم ومعلمة، وقد تمّ نشر تفاصيل هذه الدراسة وتوزيعها على جميع طلبة الصف الثاني عشر هذا العام من قبل المركز الوطني للتوجيه المهني، كوسيلة استرشادية للطلبة في اختيار التخصصات التي تتناسب معهم، والتي بها فرص توظيف عالية .

وأضاف الدكتور حمود بن عامر الوردي عميد كلية العلوم التطبيقية بالرستاق: يتم تحديد التخصصات التي سيتاح دراستها ضمن برنامج دبلوم التأهيل التربوي بشكل سنوي وفق احتياجات وزارة التربية والتعليم، كما تحدد القائمة النهائية للتخصصات المتوقع طرحها بناء على عدد الطلبة المتقدمين لدراسة كل تخصص من تخصصات برنامج دبلوم التأهيل التربوي، وسيقتصر برنامج دبلوم التأهيل التربوي للعام الأكاديمي 2016 / 2017 م على تخصصات: التربية الإسلامية، واللغة العربية، واللغة الإنجليزية للذكور فقط، والعلوم (الكيمياء – الفيزياء – الأحياء) والرياضيات والفنون التشكيلية للذكور والإناث معًا.

وعن المؤسسات التي يجب أن يتوجه لها الطالب قبل الانتماء للبرنامج؟ قالت عطية بنت سعيد بن ماجد المعمرية خبيرة برامج أكاديمية وعضوة اللجنة المشتركة بين وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم: سعت اللجنة إلى إيجاد البدائل المتنوعة للطلبة العمانيين الراغبين بدراسة دبلوم التأهيل التربوي داخل السلطنة، وخاصة بعد صدور قرار مجلس التعليم باقتصار التعيين في الوظائف التدريسية على مخرجات مؤسسات الإعداد المُعتمدة داخل السلطنة سواء كان لمخرجات التخصصات التربوية أو لمخرجات دبلوم التأهيل التربوي، وذلك اعتباراً من العام الأكاديمي 2016/2017م، لذا تمّ فتح برامج دبلوم التأهيل التربوي في كل من جامعة السلطان قابوس، وجامعة نزوى، وجامعة صحار، وجامعة ظفار، من العام الأكاديمي 2015/2016م على أن تقوم اللجنة بالنظر في التوسع في طرح البرنامج في مؤسسات التعليم العالي الأخرى، وفق الإجراءات والشروط والمعايير المعتمدة من مجلس التعليم والمعمول بها حالياً في مؤسسات الإعداد. 

وأضافت المعمرية: هناك شروط وضوابط، ينبغي للطالب الراغب في الالتحاق ببرنامج دبلوم التأهيل التربوي أن يحققها، ومن أهمها الحصول على شهادة البكالوريوس من إحدى مؤسسات التعليم العالي في السلطنة، أو تلك الموصى بها من خارج السلطنة بعد معادلتها من قبل وزارة التعليم العالي بنظام التفرغ والانتظام الكلي، وألا يقل معدل التخرج عن 2.3 في نظام التقديرات 4 أو ما يعادله وألا يزيد عمر المتقدم عن 40 سنة في 1 سبتمبر 2016م، وأن يكون المتقدم لائقاً صحياً للعمل في مهنة التدريس بتقرير طبي معتمد وأن يجتاز اختبار القبول التخصصي بنسبة لا تقل عن 60% من درجة الاختبار.

وأوضح خلفان بن محمد بن راشد الغيثي مدير عام الشؤون الإدارية وضعية الطلاب الدارسين حالياً بهذه البرامج قائلاً: سيتم استيعاب كل من كان على مقاعد الدراسة حين صدور قرار مجلس التعليم رقم (5/3/2015) الصادر بتاريخ 21/7/2015 المتضمن اقتصار تعيين العمانيين في الوظائف التدريسية على خريجي مؤسسات التعليم العالي من داخل السلطنة ابتداء من العام الأكاديمي 2016/2017، بشرط اجتيازهم لشروط وزارة التربية والتعليم في التعيين بوظيفة معلم، وانطباق شروط شغل الوظيفة عليهم.

وأضاف الوردي أنّه سيسمح لجميع الطلبة الملتحقين ببرنامج دبلوم التأهيل التربوي في مؤسسات التعليم العالي داخل السلطنة وخارجها حتى العام الأكاديمي 2015 / 2016 م، بالخضوع لاختبارات التوظيف التي تنفذها وزارة التربية والتعليم لجميع المُتقدمين لشغل الوظائف التدريسية في مدارس التعليم العام، ولن يسمح بعد ذلك العام لأيّ طالب ملتحق بالبرنامج في أيّ مؤسسة خارج السلطنة بالدخول في اختبارات التوظيف.

وعن الإجراءات التي تم اتخاذها والتي من بينها التنسيق مع الملحقين الثقافيين للتواصل مع الطلاب وتوعيتهم بالقرار، أشار د.حمود الوردي: إلى أنّه تم التنسيق مع الملحقيات الثقافية العمانية خارج السلطنة، من خلال مخاطبتهم من قبل الجهات المختصة بوزارة التعليم العالي بقرار مجلس التعليم المتعلق باقتصار مؤسسات الإعداد لبرنامج دبلوم التأهيل التربوي على المؤسسات المحلية اعتباراً من العام الأكاديمي 2016/2017م.

تعليق عبر الفيس بوك