الرياضة السياحية في عُمان

 

المعتصم البوسعيدي

الحديث عن السياحة في بلادي حديثٌ ذو شجون، وأمنيات تائه في صحراءٍ قاحلة، يلهث خلف سراب فلا يجده؛ حيث إننا لم نعد نبحث عن السياحة وتعزيزها، ولا عن الأماكن السياحة وأفضلها، فعُمان -بفضل الله- كنز سياحي طبيعي لكن مفتاح هذا الكنز يبدو أنه مفقود حتى الآن.

يقفز للواجهة عند الحديث عن السياحة مفهوم السياحة الرياضية التي تقوم على العامل السياحي من حيث الجغرافيا والبيئة المناخية والإرث التاريخي، إضافة للبنية الأساسية من فنادق وشوارع ومطاعم...وغيرها، وعلى العامل الرياضي مع توافر الملاعب والأدوات المناسبة سواء للرياضيين ذاتهم أو لمن يأتي للمشاهدة والاستمتاع ببطولات وأحداث رياضية متنوعة؛ من أجل ذلك يأتي الرياضي ليكون سائحا أو السائح الذي جذبته الرياضة في المقام الأول ثم تجده سائحاً عاماً في البلاد.

وعند الوقوف مع السياحة الرياضية في عُمان لن نحتاج لمرآة مكبرة لنكتشف مقوماتنا الرياضية السياحية سواء الطبيعية منها أو ما يمكن أن نصنعه، نحتاج فعلاً للتنفيذ المباشر؛ نظير كل المقومات من تنوع مدهش للطبيعة والمناخ والجغرافيا، ومن مرافق جيدة تحتاج للتطوير لاستضافة الأحداث، ومن إرث تاريخي يمكن الاستناد عليه للجذب السياحي، علاوة على الأمن والاستقرار الذي تفتقده أغلب بلدان العالم، وإنسان هذه الأرض الطيبة الذي جُبل على البشاشة والسلام، فما الذي ينقصنا إذن؟!

قبل محاولة استقراء ما ينقصنا، يجب التنويه لبعض ما لدينا ومما يحتاج للتعزيز فقط، فعلى مستوى الرياضات البحرية أعتقد قطعنا خطوات كبيرة بوجود المدينة الرياضية بالمصنعة ومشروع عُمان للإبحار، كما يمكن تعزيز قدرات نادي عمان للسيارات وتظاهرة ما يعرف محلياً "بالرونات" بولاية بدية وولايات أخرى، دون أن نغفل النجاح الكبير الذي يحققه طواف عُمان، كذلك نحتاج للاشتغال على تطوير الرحلات الشبابية بالدرجات النارية أو رحلات المشي والإعلان عن فعاليات تستقطب مثل هكذا رياضات، وهناك أيضاً رياضات الصيد البحري والغطس، فيما يجب صناعة الرياضة السياحية المستدامة على أكثر من صعيد من خلال استغلال خريف صلاله وذلك من خلال إقامة البطولات الرياضية واستقطاب كبرى الأندية العالمية وإنشاء مركز التدريب والتأهيل بالجبل الأخضر، والالتفات إلى محافظة مسندم وكيفية استغلال الهدوء وتضاريس تلكم البقعة الجميلة، وأن نعطي ولاية صور دور في ممارسة نشاطها البحري الرائد وبلورة بعض الأفكار حسب بيئة محافظات وولايات السلطنة.

نتحدَّث بلغة الإنسان والمواطن البسيط الذي يجد خارج البلاد سياحة مريحة أكثر من الداخل فيما يتعلق بصناعة السياحة على وجه الخصوص، وصناعة سياحة رياضية ينقصها الاستثمار الصادق والحقيقي، وقد حدثني رئيس أحد الرياضات عن سهولة الاستثمار في لعبته ولكن هناك صعوبات تتعلق بفهم الحاجة لتسهيل بعض الإجراءات حتى أن الأمر وصل للتعليق على أسعار الفنادق العالية بالسلطنة من مسؤول دولي في سعي استضافة بطولة عالمية لهذه الرياضة، ثم إننا نحتاج للإستفادة من تجارب الآخرين، ولعل أنجح التجارب في ذلك -عربياً- المملكة المغربية، دون إغفال ما تقوم به قطر والإمارات العربية المتحدة في إقامة واستضافة البطولات الكبرى.

يَبْقى أن الوضع الإقتصادي يجدد المطالب بالبحث عن بدائل غير نفطية والسياحة بعمومها ربما تتصدر ملامح الصورة القادمة لمن ذلك مشروط برغبة حكومية حقيقية وليس ذلك ببعيد أو مستحيل لمن ألقى السمع وكان على ذلك أمين شهيد.