اختيار الموظف المناسب


هلال بن سالم الشكري*
في الأسطر القادمة تجدون محاولة لوصف حالة ومعاناة الكثير ممن يحاولون العمل بالتجارة حيث الإخفاق في اختيار الموظف المناسب .. وقد كانت لنا تجارب وإخفاقات كثيرة .. المقال أدناه مساهمة لتوعية الزملاء وتذكير لأنفسنا بضرورة اتباع منهج صحيح في اختيار الموظف المُناسب للعمل بالمؤسسة.
اختيار الموظف المناسب للمساعدة في الأعمال المختلفة في المؤسسة الصغيرة لزيادة إنتاجيتها من المهام التي يخفق فيها بعض رواد الأعمال لأسباب كثيرة ربما بسبب عدم تناول دراستهم لهذا الجانب من الإدارة، وأثر هذا الإخفاق كبير على المؤسسة خاصة وإجراءات التعيين والرسوم المترتبة على تسجيله في المؤسسات الرسمية.
الحالة :
شاب طموح رغب في تأسيس عمل تجاري ناجح فأعد دراسة الجدوى ووفر التمويل وسجل المؤسسة في الجهات الرسمية المعروفة وبدأ العمل، ثم بعد مُضي فترة وزيادة العمل اليومي ارتأى تعيين من يساعده، ونظرًا لأنّه ليس خبيرا في اختيار الموظفين فقد اعتمد على من يرشحه الأصدقاء ويتوسمون فيه القدرة وعلى أن يتدرب على رأس العمل فكانت النتيجة أن ذلك الموظف أمضى عدة أشهر ثم غادر إلى وظيفة أخرى راتبها أعلى، فاضطر صاحب المؤسسة إلى تعيين آخر ولكنه فشل في أداء العمل، ثم أتجه صاحب المؤسسة إلى تعيين أجنبي متبعًا نفس أسلوب التعيين السابق، بتوصيات الأصدقاء، فكانت النتيجة ذاتها الأمر الذي تسبب في خسارته الكثير من الجهد والمال.
التحليل والنتيجة:
المؤسسات الصغيرة كأي مؤسسة ربحية ترغب في تطوير أعمالها باستقطاب الكفاءات القادرة على إحداث تغييرات في العمل ينتج عنها تحسن أساليب الإدارة وكفاءتها وهي تحاول الحصول على ذلك الموظف الفذ الذي يتمتع بمهارات متعددة وتشترط في الوقت ذاته قبوله براتب منخفض نسبيًا، ولكن أنى لها هذا .
فالبرغم من أن نجاح المؤسسات يعتمد على توفر كوادر قادرة على تأدية العمل بطريقة صحيحة وبإبداع باستخدام التقنية الحديثة والعمل على خلق ميزة تنافسية فإنَّ الحصول على هذه الكفاءات لا يكون سهلاً ما لم يتبع أسلوب علمي لاختيار الموظف المطلوب فالاختيار الخاطئ يكلف المؤسسة أعباء مالية هي في غنى عنها.
لتعيين موظف بالمؤسسة لابد أولاً من تحديد متطلبات الوظيفة بدقة بعمل وصف وظيفي يعلن بموجبه عن الوظيفة بحيث يطلب للاختبار والمقابلة الشخصية الأفضل من حيث المؤهلات ومهارات العمل المتوافقة مع متطلبات الوظيفة، وعند مقابلة المترشح للوظيفة لابد من معرفة الدافع من وراء التقدم للوظيفة فهناك من يعتبر الوظيفة المطروحة هي الأنسب لمؤهلاته وقدراته ولديه الرغبة في المساهمة في نجاح المؤسسة وهناك من يعتبر الوظيفة مجرد فرصة لتمضية بعض الوقت إلى أن يجد وظيفة أخرى أفضل ولا يمكن الكشف عن هذا الأمر بسهولة.
أما إذا كانت المؤسسة ترغب في تعيين أجنبي لصعوبة توفر المواطن فإنّ مهمة الاختيار فيما بينهم ستكون أصعب، فمن الأجانب من يعتبر العمل في المؤسسات الصغيرة فرصة للدخول إلى بلد أخرى ومن ثم الانتقال إلى المؤسسات الكبيرة أو أنها محطة عبور للدول المجاورة وقليل منهم جاء ليبذل مجهوداً ويساهم في تطوير العمل بالمؤسسة التي اختارته، لذلك لابد من تحري الأسباب والتأكد من مصداقية المرشح للوظيفة قبل تعيينه.
يبقى اختيار الموظفين من المهام الإدارية التي تتطلب مهارات وتتطلب منهجا واضحا بخطوات عملية تجنب المؤسسة ضياع الجهد والمال في حال الاختيار الخاطئ، وعلى صاحب العمل تثقيف نفسه بكيفية اختيار الموظف المناسب فالمراجع كثيرة ومتوفرة مجاناً على الإنترنت وهناك من الخبراء من وفر مادة علمية كافية للاعتماد عليها، كذلك فإنّ شركات التوظيف تقوم بهذا الدور بدفع مبالغ للخدمة وهي مبالغ قليلة إذا قارناها بتلك التي يتكبدها صاحب العمل نظير اختلال العمل بالمؤسسة والجهد المبذول للحصول على البديل.

** رئيس مجلس إدارة شركة المسار لخدمات الحاسب الآلي
hilal.alshukri01@gmail.com

 

تعليق عبر الفيس بوك