"تنمية نفط عمان": خفض تكلفة "مرآة" لتوليد البخار بالطاقة الشمسية 46% بفضل كفاءة التصاميم

 

مسقط - العمانية

قالت شركة تنمية نفط عمان إنّه تمَّ تخفيض تكلفة مشروع "مرآة" لتوليد البخار بالطاقة الشمسية منذ إسناد المشروع الفعلي العام الماضي مقارنة بالمشروع التجريبي، بنسبة 46 بالمائة من القيمة الإجمالية للمشروع، وذلك بفضل تبني الشركة بالتعاون مع شركة جلاس بوينت سولار، برنامج تطوير وأبحاث سعى لإيجاد طرق جديدة في تصميم أنظمة أكثر ابتكارًا وكفاءة وبأقل كلفة.

وقال عادل بن علي البوسعيدي مدير مشروع "مرآة" لتوليد البخار بالطاقة الشمسية بالإنابة وممثل شركة تنمية نفط عُمان بمشروع "مرآة" إن المشروع الذي يتم إنشاؤه في حقل أمل جنوب منطقة امتياز الشركة يعد أحد أكبر محطات الطاقة الحرارية الشمسية في العالم، ويتم تنفيذه بالتعاون بين شركة تنمية نفط عُمان -الجهة المالكة والمشغّلة للحقل النفطي- وشركة جلاس بوينت سولار الشركة العالمية في استخدام الطاقة الشمسية في مجال الاستخلاص المُعزز للنفط. وأكد البوسعيدي- في تصريحات لوكالة الأنباء العمانية- أنه تمّ الانتهاء من تسوية الأرض للمشروع الفعلي الذي دشن في منتصف عام 2015، في زمن قياسي بفارق ثلاثة أشهر قبل الموعد المحدد في الخطة المعتمدة، وذلك على يد مهندسين عمانيين وشركات محلية أوكلت إليهم مهام التصميم والإشراف والتنفيذ. وقال البوسعيدي إن المشروع يتكون من 36 بيتاً زجاجياً، يتم بناؤهم في 3 مراحل، وسيتم الانتهاء من بعض المرافق المهمة للمرحلة الأولى بنهاية العام الجاري، على أن يتم تشغيلها في وقت قياسي؛ حيث ستنتج المرحلة الأولى والثانية من المشروع نحو 2000 طن متري من البخار لعمليات الاستخلاص المُعزز للنفط بمنتصف عام 2018، على أن يتم الإنتاج بمراحل عدة بدءًا من بداية العام المُقبل. وأضاف أنَّ من المُخطط إنتاج ما مجمله 6000 طن متري من البخار عند اكتمال المرحلة الثالثة بحلول 2022، ليصبح المشروع الأكبر من نوعه في مجال النفط والغاز. وأشار البوسعيدي إلى أنّه عند تدشين المشروع سيتم توفير 5.6 تريليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز الطبيعي سنويًا، بعد الاستغناء عن الطرق التقليدية بحرق الغاز لإنتاج البخار، أي ما يعادل 46 شحنة من الغاز المسال سنويًا. وقال إن المشروع في طريقه لتحقيق وفورات مالية بسبب الطريقة الفريدة والمبتكرة من حيث برنامج البحث والتطوير المبتكر والإدارة الفعالة التي تنتهجها الشركة مع مقاوليها في تسليم المشروع قبل الموعد المحدد وبأقل من التكلفة المقدرة.

وحول التحديات التي تواجه الشركة، قال البوسعيدي إنّ من أبرز التحديات التي واجهتها الشركة في تنفيذ المشروع عدم توفر الخبرة اللازمة لتصميم وتنفيذ المشروع بهذا الحجم الكبير الذي تبلغ مساحته الإجمالية 3 كيلومترات مربعة، أي ما يعادل 360 ملعب كرة قدم، ليصبح الأكبر من نوعه في العالم، لكن وبفضل سياسة الشركة فإن المشروع مضى قدماً بسواعد وطنية اكتسبت الخبرة والثقة في زمن قياسي. وتابع أن المشروع مثال واضح على قدرة الشركة في الاعتماد على الكوادر الوطنية واكتساب الخبرة الضرورية لمصلحة الوطن، إضافة الى إيجاد الطرق الفعالة في تنفيذ المشروع بأقل قيمة ممكنة وإكماله قبل الوقت المحدد.

وذكر البوسعيدي أن فكرة مشروع "مرآة" تعتمد على الطاقة النظيفة من الشمس لإنتاج البخار؛ حيث يتكون المشروع من 233 كيلومتراً من الأنابيب الحاملة للمياه لتنعكس عليها أشعة الشمس بواسطة مرايا عاكسة تم تصميمها لتجميع 90 بالمائة من أشعة الشمس، تكفي لتسخين الماء إلى 320 درجة مئوية وتحويله إلى بخار وبضغط يبلغ 100 بار. وأوضح أن جميع المرايا العاكسة والأنابيب مغطاة ببيت زجاجي عملاق لحمايتها من الأتربة والرياح ولإطالة العمر الافتراضي للمشروع والمقدر بـ30 عامًا. وأشار البوسعيدي إلى أن تصميم هذا المشروع المبتكر نتاج بحث وتطوير الشركة المقاولة (جلاس بوينت سولار) ويأتي اختيار السلطنة لإقامة هذا المشروع بسبب وجود بعض النفط اللزج والكثيف الذي يحتاج إلى ضخ البخار لتسهيل استخراجه، وكذلك الموقع الاستراتيجي للمشروع الذي يتميز بوجود أشعة الشمس ولتوفير الغاز الطبيعي الذي يضخ في آبار النفط. وبيّن البوسعيدي أن إنجاز المشروع التجريبي في أقل من الوقت المُخطط له وبأقل من التكلفة المُقدَّرة، يُعبر عن فلسفة الشركة الفعلية بتحقيق الأهداف الوطنية بامتياز بأقل تكلفة ممكنة؛ حيث افتتح المشروع التجريبي في أوائل عام 2013 في حقل أمل غرب في جنوب منطقة الامتياز. وزاد أنه منذ تدشين المشروع، تم تحقيق نسبة نجاح بأكثر من المتوقع في فترة زمنية قصيرة وبدون أي حوادث مضيعة للوقت، وحقق نسبة إنتاج بمقدار 105 بالمائة من الإنتاج المستهدف وبنسبة اعتمادية 98 بالمائة من زمن التشغيل. واستطرد قائلاً: "لقد حقق المشروع إنجازات مهمة داخل السلطنة وخارجها حيث حصل مشروع "مرآة" على جائزة شل العالمية في هذا العام كأفضل مشروع صديق للبيئة في العالم. كما حصل على الجائزة الذهبية هذا العام من قبل جائزة رئيس مجلس إدارة شركة تنمية نفط عمان وجائزة أديبك في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول".

تعليق عبر الفيس بوك