يضم 14 قاعة للعرض المتحفي الثابت تغطي مساحة 4000 متر مربع

المتحف الوطني يفتح أبوابه لعموم الزوار للاستمتاع بنحو 12583 من المقتنيات الأثرية

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

 

 

 

 

إجمالي عدد اللقى بالقاعات المتحفية٥٤٦٦ وعدد اللقى في المخازن يزيد على ٧ آلاف قطعة

 

إضافة قطع أثرية مكتشفة في المياه الغارقة قرب جزر الحلانيات تعود لحطام أسطول البرتغالي فاسكو دي جاما

 

الزيارة متاحة للزوار على مدى 4 أيام في الأسبوع من 9 صباحًا حتى 3 ظهرًا في المرحلة الأولى

 

 

الرؤية - مدرين المكتومية - عزة الحسينية

 

عُقد أمس بالمتحف الوطني مؤتمر صحفي تحدَّث خلاله جمال بن حسن الموسوي المُكلف بأعمال مُدير عام المتحف حول ترتيبات افتتاح المتحف لعموم الزوار ورسوم الدخول. وتضمن المؤتمر جولة تعريفية لمُمثلي وسائل الإعلام شملت قاعات ومرافق المتحف المختلفة. وقد أنشئ المتحف الوطني بموجب المرسوم السلطاني رقم (62/2013م) الصادر بتاريخ (16 من محرم سنة 1435هـ) الموافق (20 من نوفمبر 2013م) ويتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال الإداري والمالي، وذلك ليكون مشروعًا حيويًا مهمته الحفاظ على مكنونات التراث العُماني والمقتنيات المادية والمعنوية المكونة لتاريخ وثقافة وفنون سلطنة عُمان بكافة تجلياتها وبالشكل الذي يُبرز الأبعاد الحضارية والتاريخية والثقافية للسلطنة.

وقال الموسوي خلال المؤتمر إنّ رؤية المتحف الوطني تكمن في تقديم الرؤية والقيادة للصناعة المتحفية بالسلطنة، وبما يحقق نقلة نوعية للقطاع المتحفي تماشيًا مع أفضل المعايير والممارسات المتحفية في العالم، موضحاً أنَّ المتحف يهدف إلى الارتقاء بالوعي العام وتفعيل انتماء المواطن، والمُقيم، والزائر لعُمان، وتاريخها، وتراثها، وثقافتها، والحفاظ على الشواهد والمقتنيات المادية والمعنوية المكونة لتاريخ وتراث وثقافة وفنون عُمان بكافة تجلياتها، إلى جانب إبراز الأبعاد الحضارية والتاريخية والثقافية لعُمان. كما يعمل على توظيف واعتماد أفضل الممارسات والمعايير المتبعة في مجالات الإدارة المتحفية، وإدارة المقتنيات، والعرض، والمعروضات، والمعارض، والأنشطة الخاصة، وخدمة الزوار، والتربية المتحفية، والبحوث، والإصدارات، والعلاقات العامة، والتسويق وممارساته، ونظم الأمن المتحفي.

 

وذكر الموسوي أنَّ تشكل مجلس أمناء المتحف الوطني تم بناءً على قرار مجلس الوزراء الموقر الصادر في جلسته رقم (17/2014) المنعقدة بتاريخ (12 من شعبان سنة 1435هـ) الموافق (10 من يوليو سنة 2014م)، بعضوية كل من صاحب السُّمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد، وزير التراث والثقافة، رئيسًا لمجلس الأمناء، ومعالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية، وزيرة التربية والتعليم، نائبة للرئيس، ومعالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي، أمين عام وزارة الخارجية، عضوًا، إضافة إلى سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي، أمين عام مجلس البحث العلمي، عضوًا، وسعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني، رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، عضوًا، والسير نيكولاس سيروتا، مدير متاحف تيت بالمملكة المتحدة، عضوًا، والبروفيسور الدكتور ميخائيل بيتروفسكي، مدير عام متحف الإرميتاج في روسيا الاتحادية، عضوًا.

ويضم المتحف الوطني (14) قاعة للعرض المتحفي الثابت تغطي مساحة (4000) مترًا مربعًا، من أصل مساحة البناء التي تبلغ (13700) مترًا مربعًا، وتم توزيع محتوياتها وفق السياقين الزماني والموضوعي، والقاعات هي: قاعة الأرض والإنسان وقاعة التاريخ البحري وقاعة السلاح وقاعة المنجز الحضاري وقاعة الأفلاج وقاعة العملات وقاعة ما قبل التاريخ والعصور القديمة (بات والخطم والعين) وقاعة ما قبل التاريخ والعصور القديمة (أرض اللبان) وقاعة ما قبل التاريخ والعصور القديمة (ما قبل التاريخ وحضارة مجان ن والعصر الحديدي) وقاعة عمان والعالم الخارجي وقاعة عظمة الإسلام وقاعة عصر النهضة وقاعة التراث غير المادي، وقاعة المقتنيات (منظومة المخازن المفتوحة) إلى جانب قاعة مخصصة للمعارض المؤقتة تم تصميمها وفق الضوابط والمعايير المتبعة عالميا لهذا النوع من المنشآت بمساحة (376) مترا مربعا.

وأشار إلى أنّ المتحف يضم أول مركز للتعلم المتحفي في السلطنة، وأول مرافق للحفظ والصون الوقائي صممت وفق المعايير الموضوعة من قبل المجلس الدولي للمتاحف، إضافة إلى بنية تحتية تكاملية للفئات الخاصة، مثل رموز لغة (برايل) بالعربية في سياق التفسير المتحفي الثابت، كما أنّ الزائر يستطيع أن يشاهد ويعايش المراحل التي تمر بها اللقى المتحفية من جرد، وتوثيق، وفحص مبدئي وحفظ وصون، وصول إلى مرحلة حفظها بالشكل المؤقت في منظومة المخازن المفتوحة، إذ أنّ ما كان سابقًا يتم خلف الكواليس سيكون متاحًا للمشاهدة بشكل ثابت ومتواصل بالمتحف الوطني.

وأوضح الموسوي أن إجمالي عدد اللقى في القاعات المتحفية ٥٤٦٦، وإجمالي عدد اللقى في المخازن ٧١١٧ والمجموع الخاص بالمقتنيات بالمتحف يصل إلى١٢٥٨٣، كما ركز المتحف الوطني جهوده على تنفيذ برنامج الحفظ والصون لتأهيل المقتنيات المتحفية التي تم انتقاؤها وفق قصة السرد المتحفي بدءًا من العام (٢٠١٠م)، ويوضح الكشف أدناه الإجراءات التي تم اتخاذها خلال العام 2016م استكمالاً لما تم خلال السنوات السابقة حيث وصل إجمالي ما تم تأهيله حتى الآن الى أكثر من (٥٤٦٦) قطعة متحفيّة.

وأضاف الموسوي أنّه خلال المرحلة الأولى من تشغيل المتحف الوطني لعموم الزوار، سوف يفتح المتحف أبوابه على مدى أربعة أيام في الأسبوع (السبت، الأحد، والإثنين، والثلاثاء)، من الساعة (9) صباحًا، وحتى الساعة (3) ظهرًا، الفترة من (30 يوليو 2016م) وحتى (30 سبتمبر 2016م). آخر موعد لشراء التذاكر في تمام الساعة (2:30) ظهرًا. حيث إن الرسوم للمواطنين، ومواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (1) ريال واحد لكل فرد، في حين أنّ الأجانب المقيمين بالسلطنة (2) ريالان عُمانيان، والأجانب غير المقيمين بالسلطنة (5) ريالات عُمانية، كما تعفى من رسوم زيارة المتحف الوطني الفئات الآتية، طلاب المدارس إلى سن (25) الخامسة والعشرين عامًا، أيا كانت جنسيتهم، سواء أكانت الزيارة بشكل فردي أم ضمن مجموعات، وذوو الاحتياجات الخاصة، إلى جانب المواطنين، ومواطنو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ممن بلغوا سن (60) الستين عامًا.

وذكر الموسوي أنّه تمت إضافة بعض المقتنيات التي كانت ضمن مجموعة القطع الأثرية المكتشفة في المياه الغارقة في قرب جزر الحلانيات والتي يعود تاريخها لحطام سفن أسطول البحار البرتغالي فاسكو دي جاما الغارق عام 1503 والتي ساهمت في الكشف عن هويّة السفينة المكتشفة في أنّها السفينة إزميرالدا بقيادة فينسينتي سودري.

وشاهد ممثلو وسائل الإعلام في قاعة العرض السينمائي عرض فيلم وثائقي يضم مجموعة من الصور والأحداث المختلفة لمختلف الحقب الزمنية التي مرت بها سلطنة عمان، ولتاريخ المماليك والسلاطين إلى العصر الحديث الذي تنعم خلاله سلطنة عمان بكافة سبل التنمية تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه-.

ويشار إلى أن تصميم المتحف معماريا يعود إلى أحد بيوت الخبرة العالمية، ليأتي تتويجاً لسلسلة من المشاريع المتحفية التي تشرف عليها وزارة التراث والثقافة، وليكون نافذة متحفية حديثة الطراز، تنفتح على المشهد التاريخي والثقافي لعمان.

شُيّد المتحف في مدينة مسقط، قريبًا من قصر العلم العامر، ليكون متآلفا مع ما يحيط به من مقومات سياحية وثقافية وتاريخية، وعلى مساحة تصل إلى 25 ألف متر مربع.

ويضم المتحف صناديق عرض تم تصميمها وفق معايير علمية دقيقة، وفق ما هو مطبق في مجموعة من المتاحف العالمية الرائدة، ولم يسبق أن تمّ التعامل مع مثل هذه المستويات على مستوى السلطنة، لتحدث بذلك نقلة نوعيّة في طريقة العرض والتعامل مع المقتنيات. وبرؤية تكنولوجيّة متطورة فإنّ المتحف الوطني يحتضن أكبر صناديق العرض على مستوى العالم، إلى جانب ذلك يتميز المتحف بسلسلة من الإجراءات المرتبطة بالتفسير المتحفي، باعتباره مؤسسة تقدم رسالة ثقافية لكافة شرائح المجتمع؛ لذلك تم التركيز على تطوير منظومة تفاعلية متكاملة، لا تقتصر على البطاقات التعريفية لكل قطعة أثرية أو لكل قسم من أقسام المتحف، بل تتخطاها لتشمل مساراً خاصاً للمكفوفين، مع توظيف رموز لغة "برايل" بالعربية، وتوظيف العرض المكشوف، بحيث يمكن التفاعل مع المقتنيات بشكل حسي مباشر، وهذا يتيح سقفا أوسع لعموم الزوار للتفاعل مع القطع بشكل أكبر، خاصة وأن الركيزة الأساسية في منظومة ثقافتنا المحلية والعربية تتمثل في حب التفاعل مع الأشياء بشكل مباشر، بحيث نلمس الأشياء ونتحسسها.
وحتى تتفاعل الأسر والأطفال مع مرافق المتحف تم تخصيص مجموعة من القاعات، تتيح لهم ممارسة عدد من التمارين والألعاب التثقيفية، كما يحتضن المتحف سلسلة واسعة ومتنوعة من منظومات التفسير الرقمي، ومنها شاشات العرض التلفزيوني، وشاشات العرض التفاعلي، والمنظومات السمعية التي توظف في الجانب المرتبط بإبراز التراث المعنوي غير المادي. وبالإضافة إلى منظومات التفسير المذكورة فهناك قاعة سينمائية توظف تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد لعرض الأفلام الوثائقية ذات المدلول الثقافي الغزير، وهي مخصصة للزوار الذين ليس لديهم متسع من الوقت للتطواف على قاعات العرض وأقسامها المختلفة. وتؤرخ القطع الأثرية مختلف الحقب التاريخية لعمان، منذ بداية الاستيطان البشري وحتى الوقت الحاضر، من خلال برنامج منهجي ومتكامل للحفظ والصون.

تعليق عبر الفيس بوك