عواصم - الوكالات
دَعَا بوريس جونسون وزيرُ خارجية بريطانيا، روسيا إلى استخدام "قدرتها الفريدة" لوقف الصراع السوري؛ عبر إقناع الرئيس بشار الأسد بوضع حدٍّ للقتال الذي دمَّر البلاد على مدى خمس سنوات. وقال جونسون -في مؤتمر صحفي، أمس، مع نظيره الأمريكي الزائر جون كيري- إنَّ "روسيا على وجه الخصوص تملك قدرة فريدة على إقناع نظام الأسد بإنهاء المذبحة والعودة إلى طاولة المفاوضات." ووصف جونسون الوضع الحالي في سوريا بأنه "مروع" مشيرا إلى أن البلاد تواجه "كارثة إنسانية رهيبة".
ووَصَف وزيرُ الخارجية البريطاني بوريس جونسون الوضعَ الحالي في سوريا بأنه "مروع"، وجدَّد موقف بلاده بضرروة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.. قائلا: إنَّ جميع القوى الغربية مُتَّفقة على ذلك. وقال جونسون -أحد أبرز المروِّجين لحملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي تقلَّد المنصبَ الأسبوع الماضي ضمن حكومة رئيسة الوزراء الجديدة تيريزا ماي- إنَّ سوريا بأكملها تواجه كارثة إنسانية، مطالبا روسيا باستخدام نفوذها على الأسد لإنهاء القتال.
من جانبها، قالتْ وزارة الخارجية الروسية -في بيان- إنَّ وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري بحثا سبل حل الأزمة السورية وفضيحة المنشطات في روسيا في اتصال هاتفي أمس. وأضافت الوزارة: "لافروف أبلغ كيري بكل ما يدور بخاطره عن المزاعم التحريضية المناهضة لروسيا التي تقدمت بها الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات للجنة الأولمبية الدولية".
وميدانيًّا، قال الجيش الأمريكي -في بيان، أمس- إنَّ مُقاتلين مُعارضين مدعومين من الولايات المتحدة ويقاتلون متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا سيطروا على مقر لقيادة العمليات في مدينة منبج مطلع الأسبوع. وكان مقر قيادة الدولة الإسلامية مستشفى، واتخذ منه مركزا للقيادة والإمدادت اللوجيستية. وذكر البيان أنَّ مُقاتلي المعارضة المدعومين من واشنطن سيطروا على جزء من المدينة، وهو ما مكَّن المدنيين في المنطقة من الفرار من القتال.
وقال البيان إنَّ مُقاتلي المعارضة ما زالوا يقاتلون الدولة الإسلامية على أربع جبهات للسيطرة على منبج وطهروا أراضي بينما تقدموا صوب وسط المدينة. وأضاف البيان بأنَّ مُتشددي الدولة الإسلامية شنوا هجمات مضادة لكن مقاتلي المعارضة احتفظوا بقوة الدفع بمساعدة الضربات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة. وقال إن التحالف نفذ أكثر من 450 ضربة جوية في محيط منبج منذ بدء العملية للسيطرة على المدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنَّ ما لا يقل عن 56 مدنيا قُتِلوا يوم الثلاثاء في ضربات جوية إلى الشمال من مدينة منبج المحاصرة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية وتقع في شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا. وأضاف بأنَّ سُكَّانا يعتقدون أن الضربات نفذتها طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وقال إن بين القتلى 11 طفلا وأن هناك عشرات المصابين.
وشنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وهي تحالف بين المقاتلين الأكراد والعرب هجوما في نهاية مايو لاستعادة آخر الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية على الحدود مع تركيا.
وتمكَّنتْ قوات سوريا الديمقراطية -مدعومة بضربات جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة- من محاصرة المدينة، لكن ما زالت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية تقع في بعض مناطق الريف المحيطة بها. وقتل 21 شخصا يوم الإثنين في ضربات يُعتَقد أنَّ التحالف -بقيادة الولايات المتحدة- نفَّذها بمنطقة الحزاونة في منبج. لكن التقدم في مدينة منبج بطيء. وقالت مصادر كردية إن المتشددين نشروا قناصة وزرعوا ألغاما ومنعوا المدنيين من المغادرة وهو ما عرقل جهود قصف المدينة دون التسبب في خسائر بشرية كبيرة.
وقال المرصد إنَّ 104 مدنيين على الأقل قتلوا في غارات جوية منذ بدء الهجوم على منبج في أواخر مايو الماضي. وقال الكولونيل كريس جارفر المتحدث باسم التحالف الأمريكي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق: إن التحالف يدرس تقارير عن مقتل مدنيين، لكنه "يتوخى الحذر الشديد ليتأكد" من أن الغارات لا تقتل سوى مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف: "حول منبج كان التحالف العربي السوري (المجموعات العربية داخل قوات سوريا الديمقراطية) والذي يقود القتال يتحرك بترو وحذر في تلك المعركة لحماية المدنيين الذين نعلم أنهم بالداخل".
وأبدى مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقه إزاء 70 ألف مدني يعتقد أنهم محاصرون بين الأطراف المتحاربة في منبج.. وقال المفوض زيد رعد الحسين: "تردد أن مدنيين... يقتلون إذا ما غادروا منازلهم أو حاولوا الهرب. الأسر لا يمكنها الوصول إلى المقابر المحلية لدفن أقارب توفوا أو قتلوا فيدفنوهم في حدائقهم أو يبقون الجثث في المخابئ." وأضاف: "البلدة لا تصلها الكهرباء أو ماء في الوقت الراهن، ولا يعرف إن كانت أي مراكز رعاية صحية تعمل هناك. ومع تضييق قوات سوريا الخناق على المدينة لا يسمح "داعش" للمدنيين بمغادرة المنطقة".
وقال "التحالف" إنه نفَّذ أكثر من 450 ضربة جوية في منبج والمنطقة المحيطة بها. وهو يقوم بشكل دوري بالتحقيق في مقتل مدنيين وينشر النتائج المتعلقة بالأحداث المؤكدة. وقالت القيادة المركزية الأمريكية في أبريل إنه في الفترة من العاشر من سبتمبر عام 2015 حتى الثاني من فبراير عام 2016 قتلت طائرات التحالف في العراق وسوريا على الأرجح 20 مدنيا وأصابت 11 آخرين بجروح.