طلاب يلقون بالمسؤولية على الهيئة التدريسية والمرشدين الأكاديميين واللوائح الجامعية

أكاديميون: تأخير الخطط الدراسية يعرقل المستقبل المهني للطلاب ويثقل كاهل أولياء الأمور

استطلاع – عبدالله يحيى المنذري

قال عدد من الأكاديميين وطلبة الجامعة إن ظاهرة تأخر الطلبة في إنجاز خططهم الدراسية بالجامعة ترتبط بأكثر من عامل، أبرزها إهمال الطالب وعدم التزامه بالجداول المعلنة المتعلقة بالبرامج الأكاديمية والتقصير في التنسيق مع المرشد الأكاديمي لوضع خطة دراسية تناسب قدراته. وقالوا إنه قلما يخلو فصل دراسي من وجود مجموعة من الطلاب عاجزين عن استكمال خططهم الدراسية. وأشار عدد ممن استطلعتهم "الرؤية" إلى تأثير هذه الظاهرة على أولياء الأمور بما يزيد عليهم من أعباء مالية مع طول فترة الدراسة الاجتماعية فضلا عن تعطيل طاقة أحد أفراد المجتمع كان من الممكن أن يساهم في بناء وطنه لو أنّه أنجز خطته الدراسيّة واحتفل بالتخرّج والانتقال من مقاعد الدراسة إلى صفوف القوى العاملة.

وقال سلطان العزري مدرس بقسم الإعلام ومشرف أكاديمي على الطلاب بجامعة السلطان قابوس إنّ من أسباب تأخر الطلبة عدم التزام الطالب بالخطة الدراسيّة من خلال تقديم وتأخير بعض المقررات مما يربك جدوله، ويتسبب في الإخلال بالجدول العام للبرنامج، أمّا السبب الثاني فهو ضعف التحصيل الأكاديمي لدى الطالب بسبب إعادة المقررات التي لم يجتزها أو بسبب الوقوع تحت الملاحظة الأكاديمية مما يحد من عدد الساعات المسموح له بتسجيلها في الفصل الواحد، إضافة إلى عامل تأجيل الدراسة لفصل أكاديمي أو أكثر والتحويل من تخصص إلى تخصص آخر.

وأضاف العزري أنّ الحلول تتمثل في التزام الطالب بالخطة الدراسيّة وتجنب التعارض في تسجيل المقررات وفي حال عدم تمكنه من الالتزام بالخطة يجب عليه استشارة المشرف الأكاديمي لتصميم خطة مناسبة تضع في الاعتبار المقررات التي تؤخر الطالب في تسجيلها لتفادي أو تقليل الآثار الناتجة عن التأخير، كما أن فهم الطالب ووعيه بالقوانين الأكاديمية وطبيعة المقررات لاسيما التراكمية منها يجنبه التأخير في الخطة أو التأخير في التخرج. وهناك محاولة جادة من قبل الجامعة للحد من هذه الظاهرة سواء من خلال القوانين الأكاديمية المعمول بها لاسيما التي تتعلق بالاستبدال والمعادلة أو التحويل بين التخصصات فيمكن للطالب معادلة مقرر درسه قبل استبداله بمقرر من مقررات خطته الجديدة بعد التحويل بضوابط تراعي تحقيق اهداف البرنامج أولا وعدم تأخير الطالب ثانيا، إلى جانب تصميم الخطط الدراسية وترتيب المقررات لا سيما التراكميّة منها بطريقة تحد من إمكانيّة تسجيل مقررات متقدمة وتأخير متطلبات أولى بالتسجيل.

مراعاة متطلبات المرحلة

وقال سعيد البدري طالب بجامعة السلطان قابوس إنّ هناك العديد من الأسباب التي تودي إلى تأخر الطلاب عن تخرجهم ومنها على سبيل المثال الأسباب الاجتماعية التي تشمل سكن الطالب في بيئة مختلفة ومغايرة للبيئة التي اعتادها، ومع ارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار الإيجارات وثبات قيمة الإعانة المالية التي يتلقاها الطالب الجامعي منذ أكثر من عشر سنوات يتسبب ذلك الوضع في مشاكل مادية كثيرة تنعكس مباشرة على مستواه الدراسي، ومع ارتباط الطالب ببعض الالتزامات العائلية التي قد تشغله عن الدراسة وكثرة الملهيات في حياة الطالب ما بين الانترنت وجلسات الأصدقاء وممارسة الهوايات فهذه كلها قد تتسبب في انحدار مستوى الطالب إن لم يستطع تنظيم وقته.

وأشار البدري إلى أسباب أخرى لا يد للطالب فيها مثل احتمال تعرضه لأزمة صحية تمنعه من الدراسة في بعض الفصول الدراسية. ويكمن الحل أولا في الطالب نفسه، فبإدراكه للمستوى الذي انتقل إليه ومعرفته بمتطلبات هذه المرحلة وتفهمه لها يستطيع تنظيم وقته واستغلال إمكانياته لتحقيق النجاح على الصعيد العلمي والاجتماعي، فتنظيم الوقت واختيار الأصدقاء الكفء والتواصل مع الطلبة الأكبر منه سناً يعطيه القدرة على التعامل مع الصعوبات التي يواجها والتغلب عليها، وكذلك تواصله مع المرشد الجامعي وشرح المشاكل التي يواجها اجتماعية كانت أو علمية يساعده في معرفة القوانين والأنظمة الجامعية وبالتالي استطاعته تجنب الوقوع في بعض المشاكل التي يقع الكثير من الطلبة فيها بسبب جهلهم لها.

وأوضح البدري أنّ الجامعة من خلال القوانين والأنظمة التي أصدرتها تهتم بالحد من هذه المشكلة وذلك بأن وضعت الجامعة ممثلة في عمادة شؤون الطلبة أو عمادة القبول والتسجيل القوانين والأنظمة لإعانة وضبط أداء الطلبة بمختلف الوسائل الممكنة، كما أنها تقوم منذ التحاق الطالب بالجامعة بإقامة أسبوع تعريفي يتضمن كافة ما يمكن للطلاب الاستفادة منه في الجامعة لتحقيق النجاح وتجنب المشاكل، وكذلك تقوم الجامعة بين الفترة والأخرى بتنظيم المحاضرات للتوعية بالتأهيل النفسي للطلاب أو تقديم التوضيحات بشأن قوانين الجامعة ومتطلباتها، ويجري استدعاء الطلاب الذين يلاحظ تدني مستوياتهم الدراسية لمناقشتهم ووضع الخطط العلاجية لهم لتخطي المشكلة ومن ثمّ النجاح والتخرج.

وأضاف البدري أنّ المشكلة ربما تبدو سلبية جدا في البداية لمن يقع فيها لكن هي بمثابة الدافع والمحفز لكل من استطاع تخطيها فهي تعطي الطالب خبرة مواجهة المشاكل والتعامل معها وبناء نفسه ضد الوقوع في مثل هذه الأخطاء مستقبلاً. وهناك العديد من الأمثلة لطلاب تأخروا لأكثر من سنة دراسية وكانوا مهددين بالخروج من الجامعة إلا أنهم استطاعوا مواجهة المشكلة والخروج منها والعودة للطريق الصحيح وتحقيق النجاح والتخرج بالشهادة الجامعية.

تحديات وعثرات

وقال ياسر العلوي طالب في جامعة السلطان قابوس إنّ من أسباب هذه الظاهرة نقص وعي الطالب بكيفية سير الخطة التعليمية والقوانين الخاصة في الجامعة. كما أن اختيار الطالب عدة مواد من فصول مختلفة يؤدي إلى تأخر الطالب إضافة إلى الرسوب وتدني المستوى الدراسي مما يجبر الطالب على دراسة المادة مرة أخرى. ومن الحلول المتاحة لهذه المشكلة زيارة المشرف الأكاديمي قبل تسجيل ودراسة أي فصل دراسي بعد السنة التأسيسية. كما أن متابعة المشرف الأكاديمي للطالب والتأكد من تسجيله المواد الصحيحة متبعا للخطة يساهم في التقليل من المدة التي يكمل فيها الطالب المواد المتطلبة عليه في دراسته الجامعية. ويأتي دور الجامعة في شرح جميع القوانين في كتيبات توزع على الطلاب عند إكمال إجراءاتهم التسجيلية في الجامعة. وتؤثر هذه المشكلة على الطالب من خلال دراسته للتخصص دون التزام بالمدة المحددة له وهو ما يتسبب في طرد الطالب من الجامعة.

وقال محمد الإسماعيلي إنّ جميع عناصر المنظومة الدراسية تؤثر في هذه الظاهرة، بمن في ذلك الطالب والمرشد الأكاديمي وعمادة القبول والتسجيل، ويجب على الطالب ترتيب خطته الدراسية مع الجهات المسؤولة في كليته وليس بين زملائه الطلاب. أمّا الثاني فدوره يتضح من خلال اجتماعه بالطلبة الذين يرشدهم منذ بداية دخولهم دائرة تخصصاتهم الدراسية. ويجب على عمادة القبول والتسجيل متابعة جداول تسجيل الطلبة إلكترونيا أولا بأول، حتى يمكن لهم معالجة مشاكلهم الخططية في الوقت المناسب. فالجامعة تحاول دائما التغلب على هذه المشاكل من خلال توجيه المرشدين الأكاديميين لأهميّة الموضوع، كما نلحظها تبعث بين الحين والآخر رسائل تنبيهية أو تحذيرية على البريد الإلكتروني للطلبة. ونجد أنّ التأثير الواقع على عاتق الطالب يظهر في صورة الضغط الدراسي الأكاديمي الذي يواجهه في كل فصل دراسي؛ وذلك من حيث تسجيل المواد وعدد الساعات وما إلى ذلك.

ضوابط الدراسة الجامعية

ويرى مهند حارب اليعقوبي أنّ السبب الرئيسي الذي يورط الطالب في هذه المشاكل عدم تقديره للوضع الجديد، لأنّه يختلف عن الوضع الدراسي في الثانوية العامة إلى جانب عدم معرفة القوانين الجامعية، وما يساعد الطالب في حياته الجامعية هو التوجيه الذي يتلقاه من قبل المختصين والأخذ بيده ليس فقط عن طريق توفير المعلومات للطالب وتوجيهه بشكل أعمق وتوعيته بأهمية أن تعامله الجامعة بالقوانين والأنظمة التي أصدرتها للحد من هذه المشكلة من خلال تحديد عدد الساعات الأقل لكل فصل والعقوبات الصارمة في حال تأخر الطالب دون عذر وهنا يظهر تأثير هذه المشكلة على الطالب في مسيرته الأكاديمية فقد يقل أداء الطالب بسبب التأخير المبالغ فيه عن الخطة الدراسية الأصلية.

وقال أحمد الصباري طالب بجامعة السلطان قابوس إنّ من الأسباب التي تضطر الطالب لتأخير خطته الدراسية عدم الالتزام بالخطة الأكاديمية وعدم مراجعة المشرف الأكاديمي لمستوى إنجازه مما يؤدي إلى تشتت الطالب وعدم اتباع السياق السليم في خطته الدراسية. ولعلّ التلويح بالعقوبات القانونية الواقعة على الطالب في حال عدم التزامه تجبره على بذل الجهد في سبيل تنفيذ الخطة مع الاهتمام بوضع تنبيهات للطلاب لإخلاء مسؤولية المؤسسة في حال عدم التزام الطلاب. واقترح وضع نظام تسجيل مواد تلقائي للطالب إلى جانب تعامل الجامعة من خلال القوانين والأنظمة التي أصدرتها للحد من هذه المشكلة مثلما تم مؤخرًا من سن قوانين في عدد الساعات الدراسية، في حال تأخر الطلاب في إنجاز عدد معين من الساعات خلال بضعة فصول يكون معرضا للانسحاب الإجباري من الجامعة. ولعل التأثير الأكبر لهذه المشكلة على الطالب في مسيرته الأكاديمية يعرضه للطرد في ظل تدني مستوى تحصيله الدراسي.

وقال يحيى الحجري طالب بجامعة السلطان قابوس إن الطالب هو أول من يفشل خطته الدراسية وذلك من خلال إهمال التنسيق بصورة سليمة مع المرشد الأكاديمي وما يترتب علي ذلك من أخطاء في عملية تسجيل المواد وعدم قدرة الطالب على إكمال المقررات وبالتالي حذف بعض المواد. كما أنّ تنبيه الطلاب بضرورة مراجعة المرشد الأكاديمي واهتمام الإدارة بالمرشدين وتقييم عملهم يساهم في حل هذه المشكلة. ومن الطبيعي أن تحاول الجامعة حل المشكلات لكن لا أظن أنّ حل المشكلة يتحقق بطرد الطلاب منها، وإنما يجب تقييم المشكلة والوقوف على أسبابها وبالتالي محاولة إصلاحها.

وأضاف الحجري أنّ الطالب في بداية دراسته بالجامعة لا يعرف الكثير عنها فهو تخرج حديثا من بيئة مدرسية مختلفة تماما وليس لديه الخبرة الكافية في التعامل مع الحياة الجامعية وعند اصطدامه بالخطط الدراسية واختيار المواد والتسجيل فإنه من الصعب عليه أن يتعامل مع الوضع بمفرده. كما أنّ الكثير من الطلاب تأخروا في دراستهم بسبب عدم تنظيمهم لخططهم الدراسية لما يقارب سنة كاملة وربما أكثر، كل ذلك بسبب عدم اهتمامهم بمراجعة المرشد الإكاديمي.

تعليق عبر الفيس بوك