خلفان المعمري: الإصرار والمثابرة وراء نجاحي في "المكيّفات المائية" والبيوت المحميّة والاستزراع السمكي بقلب الصحراء


روادنا- ناصر العبري
أكد خلفان بن راشد بن سعيد المعمري (رائد أعمال) أنّ الإصرار والمثابرة وراء نجاحه في صناعة المكيفات المائية والبيوت المحمية في الزراعة، علاوة على تنفيذ الاستزراع السمكي بقلب الصحراء.
والمعمري أحد رواد الأعمال الناجحين، الذين استطاعوا شق طريقهم دون انتظار لوظيفة حكومية أو دعم من أي جهة، وعلى الرغم من نجاحه في الكثير من المشروعات التي دشنها، إلا أنّه يشكو غياب الدعم الحكومي عن المشروعات الطموحة، داعيا الشباب إلى المبادرة وخوض مجال العمل الحر.
وأوضح المعمري أنّه منذ مطلع عام 2004 بدأ يفكر في امتهان التبريد بشكل عام والتبريد المائي بصفة خاصة، وشرع في إنشاء مؤسسة "الحوري للتبريد المائي" وبدأ أولا بتركيب البيوت الزراعية أو البيوت المحمية الكبيرة، ثم انتقل إلى مرحلة صناعة المكيفات المائية. وتابع المعمري أنّ هذه المكيفات تعمل على الكهرباء والماء بنسبة قليلة من الكهرباء والمياه، كما أنّها مزودة بمؤقت تشغيل وإيقاف وفق درجة حرارة معينة، مشيرا إلى أن هذه التقنية لاقت إقبالا واضحا من قبل المواطنين من مختلف أنحاء السلطنة. وأوضح المعمري أنّ أغلب استخدامات هذه التقنية تتم في حصائر الدواجن بشكل عام، وإسطبلات الخيول وكذلك مربي الحيوانات الهولندية مثل الأبقار وما شابه بجانب تربية الغزلان. وأوضح أنّ سوق المكيفات مربح للغاية ويشهد إقبالا كبيرا، وهو ما دفعه إلى خوض مجال آخر ذي صلة بهذه التجارة.
وزاد المعمري قائلا:" شعرت أنني امتلك طاقة للعمل غير محدودة، فبدأت أفكر في الزراعة المائية، لاسيما وأنّ هناك جهودًا توعويّة بها ويسعى كثيرون لخوض هذا المجال، حيث بدأ الكثيرون يتعرّفون على ماهية الزراعة المائية وطريقة الاستهلاك من حيث قلّة اعتمادها على الماء والكهرباء، علاوة على احتياجها لعدد محدود جدًا من العمالة، ولقد حققت نجاحا باهرًا في هذا الشأن".
ومضى المعمري قائلا إنّ الأرض التي ينبغي أن تستغرق زراعتها 3 أشهر لجني المحصول، تستغرق معه بتقنية الزراعة المائية شهرًا ونصف الشهر، ما يعني تقليص نصف مدة الزراعة، حتى موسم الحصاد، موضحا أنه يزرع الفراولة والخس وكافة أنواع البقوليات والورقيات. وتابع أنّه من هذا المنطلق انتقل إلى فكرة البيوت الزراعية المحمية، لاسيما وأنّ العشرات من المزارعين أنشأوا هذه البيوت المحمية في منازلهم الخاصة، على مساحات محدودة. وتابع أنّه نجح في تأسيس هذه البيوت في عدة ولايات بالسلطنة منها محافظة الظاهرة ومحافظة الداخلية ومسقط والعامرات، مشيرا إلى أن السوق مفتوح ويتسع للكثير في ظل تنامي الطلب على هذا النوع من الزراعة.
وأوضح المعمري أنّه يعمل على تصنيع هذه البيوت المحميّة وكذلك مراحل النقل والتركيب واستخدام الأدوات، لكنّه يلجأ إلى استيراد "المراوح والفلاتر" من الخارج.
وتابع أنّه في عام 2014 انتقل إلى مرحلة أخرى من ريادة الأعمال، حيث بدأ في التفكير في الاستزراع السمكي واطلع على المعلومات اللازمة من وزارة الزراعة والثروة السمكية، واستعان بخرائط من المختصين وتعرف على التعليمات والشروط. غير أنّه لاحظ أن هذه الخرائط والتعليمات لا تناسب محافظة الظاهرة بشكل عام، إذ أنّ المشروع كبير ومتكامل ويحتاج إلى ظروف بيئية معينة، مشيرا إلى أنّ محافظة الظاهرة تتسم بالطقس القائظ، علاوة على شح مصادر المياه، موضحا أنّه لهذا السبب قام برسم خريطة بنفسه، وبالفعل نجح في تنفيذ المشروع بنفسه.
وتحدث المعمري عن الصعوبات التي واجهها في طريقه، وقال: "واجهتني مشكلة في إيجاد علف للأسماك، كما إني لم أكن أملك السيولة المالية الكافية، وعانيت من مشكلة كيفية إطعام الأسماك، لكن واتتني فكرة تصنيع أعلاف للأسماك بنفسي، إذ أنّ البروتين العالي الذي تحتاج إليه الأسماك غير متوافر على غرار الأعلاف الأخرى للدواجن أو البهائم". وأضاف المعمري: "أخذت على عاتقي صنع الخلطة الخاصة بهذا النوع من الأعلاف، حيث قمت بتحضير علف الدواجن وأضفت إليه السردين المطحون مع التمر، ومن ثمّ قمت بخلط ذلك مع بعضه، ومن ثم أقوم بتجفيفه وطحنه". وأشار المعمري إلى إنّ الإنتاج من هذه الخلطة حققت نتائج جيدة، كما يقوم كل 15 يومًا بفرز الأسماك في كل الأحواض، وتحديد الكمية المخصصة للبيع، وبالفعل حققت التجربة نجاحًا منقطع النظير ويقبل الزبائن على الأسماك حتى قبل استخراجها.
ولفت المعمري إلى مسألة الدعم الحكومي الذي حصل عليه، وقال إنّه لم يحصل على أي دعم حكومي قط، ولا من القطاع الخاص، معربًا عن اندهاشه من عدم اهتمام الجهات المعنية بما يحققه مشروعه من نجاحات متتالية. وأكد المعمري أنّه قادر على تحدي الصعاب وتجاوز العقبات التي تعترض طريقه، دون كلل أو ملل.

 

تعليق عبر الفيس بوك