ثمَّنوا جهود "الهيئة" لتنويع البرامج في رمضان.. وطالبوا بإعادة بث الناجح منها

مشاهدون: غياب الإنتاج الدرامي المحلي يعني تجاهل القضايا التي تلامس حياة العمانيين

عَرَض التليفزيون العُماني عددًا من البرامج المحلية والدينية والتاريخية والثقافية والصحية والعلمية والمسابقات الترفيهية، إلى جانب عددٍ من المسلسلات الخليجية والعربية خلال دورته البرامجية الرمضانية الأخيرة. وقال عدد من المتابعين إنَّ هيئة الإذاعة والتليفزيون بذلتْ جهودا مُقدَّرة في شهر رمضان لضمان الإثراء البرامجي المتنوع لإرضاء شريحة أوسع من مختلف فئات المجتمع. وعلى جانب آخر، انتقدَ عددٌ من المتابعين غياب المسلسلات العُمانية عن الموسم الرمضاني هذا العام؛ مما أدى لتفاوت في مستوى رضا المشاهد العُماني للباقة المعروضة على القناة المحلية.

وأظهر استطلاع أجرته "الرُّؤية" على المشاهد العُماني، رغبةً ملحَّةً في زيادة إنتاج الدراما العُمانية التي تُناقش قضايا تلامس واقع المواطن العُماني وحياته اليومية.

الرُّؤية - خاص

وأشادتْ نورة السالمية بأهميَّة البرامج التاريخية التي عُرضِت على الشاشة العُمانية، خصوصا برنامج "خط" الذي أضافَ لكلِّ من تابعه بصمة فارقة في مجال المعلومات والمعرفة بالتراث؛ فالرسائل التاريخية التي تمَّ تبادلها بين شخصيات من مختلف الفئات العامة والخاصة تقدم قراءة مُبسَّطة للمشاهد عن الحقبة والظروف التي كتبت فيها وبعض التفاصيل الحياتية مما كان يُستخدم أو يتم التعامل به بين عامة الناس أو النخبة الاجتماعية وأسلوب التخاطب وبعض المسميات المهجورة أو التي لا تزال تستخدم، وغيرها من التفاصيل التي حملتها تلك الرسائل. وأضاف البرنامج الكثيرَ من المعلومات التي كنت أجهلها، وأتمنى أنْ يكون له جزء ثان خلال العام المقبل.

وقال مُحمَّد علي إنَّه تابع البرامج الدينية التي عُرضت؛ ومن بينها: "لأولي الألباب" و"بلسان عربي"، و"وقل اعملوا"، و"آي ومعنى"، وكلها أضافتْ جوًّا روحيًّا وإيمانيًّا مميزًا في شهر رمضان؛ لأنَّها حرصتْ على الاهتمام بالكم والكيف من ناحية القضايا المطروحة التي تهم المسلمين. وأتمنَّى استمرارها مع زيادة وقتها لأنَّي أرى أنَّ عشر دقائق من كل برنامج لا تكفي المشاهد، وأتمنى إعادة عرضها خلال الفترة المقبلة؛ لأنَّها تضيف الكثير إلى نفس وعقل المشاهد؛ خصوصا وأنَّ هذه البرامج قدمت رسائل بناءة لأبناء الجيل.

وقال سالم الشكيلي إنَّ بَرَامج المسابقات الترفيهية التي شاهدها -ومن أهمها: "صوغات"- والتي تهدف لترسيخ الثقافة العُمانية وتبادل المعارف عن خصوصية التراث العُماني من خلال التواصل المعرفي مع الجمهور العُماني. وقال: إنَّ البرنامج نال إعجابي وأتمنى الاستمرار في عرضه في السنوات المقبلة لأنه قدّم نماذج تراثية عُمانية مميزة.

وقال مازن الوردي: إن "صوغات" برنامج جيد جدًّا، واستفاد منه الصغير والكبير؛ لأنَّه طرح أسئلة معدة من الموسوعة العُمانية، وشملت الجوانب الثقافية والعلمية والتاريخية المحلية. والبرنامج اقترب من الجمهور عبر الأسئلة التي سعت لتبسيط المعلومات في ذهن المشاهد؛ وتمَّ استضافة 8 مشاركين للدخول في المنافسة اليومية في أستوديو البرنامج ليتبقى متسابق واحد يحصل على الجائزة النهائية؛ وقد استفاد المتسابق والمشاهد.

وتَرَى عائشة القرطوبية أنَّ المسلسلات المعروضة هذا العام مثل "خاتون" و"رأس الغول" و"ليالي الحلمية" على القناة المحلية لا تهدف إلا لاستقطاب عدد أكبر من المشاهدين، وما تتضمنه هذه المسلسلات في مشاهدها وما يرتديه الممثلون يُعبِّر عن قيم مستوردة غريبة على مجتمعنا، ولا تعكسُ اهتمامات الشباب ورغبتهم في الحصول على المعارف وحقهم في إيجاد حلول فاعلة لمشكلاتهم الحياتية.

ووافقها الرأي فيصل البلوشي، الذي رأى أنَّ مُعظم المسلسلات المعروضة تكرار للأفكار التي استهلكت في أعمال سابقة؛ فالمفترض أن تكون ذات رسالة مفهومة للمجتمع المستهدف. وأتمنى التقليل من عددها، واستبدالها بأعمال محلية مفيدة.

وأكَّد سُلطان البوسعيدي أنَّ غياب الإنتاج الدرامي العُماني عن الدورة البرامجية الرمضانية خطأ كبير، ويجب أن يطرح على طاولة النقاش، وعلَّل ذلك بأنَّ المسلسلات العُمانية يجب أن تعكس الواقع المعاش والقضايا المثارة وتستثمر هويتنا في صورة درامية جيدة، وغيابها عن الساحة يعني غياب صوت الشعب من منطلق أن الفن رسالة؛ فيجب على القائمين بمجال الدراما العُمانية استثمار الطاقات الشبابية الكبيرة في هذا المجال. وأن يكون الإنتاج الدرامي حلقة وصل بين الشاب العُماني ومؤسسات الدولة عبر طرح الأفكار المتعلقة بين الجانبين في إطار درامي شائق.

تعليق عبر الفيس بوك