معركة سرت تهدد بتعميق الانقسامات السياسية في ليبيا

 

سرت - رويترز

عندما تودَّد مسؤولون غربيون للطرفين المتحاربين في ليبيا لدعم حكومة وحدة العام الجاري، قالوا إنها فرصة لكي تتَّحد الكتائب المسلحة المتناحرة ضد عدو مشترك: "تنظيم الدولة الإسلامية". وقد تكون القوات الليبية اقتربت من الانتصار في المعركة من أجل السيطرة على معقل التنظيم المتشدد في سرت إلا أن الانقسامات ربما تزداد عمقا إذا سيطرت إحدى أكثر الكتائب قوة ويقودها قادة من مصراتة على المدينة التي تمثل مكسبا كبيرا.

وقال مُحمَّد يوسف -أحد مقاتلي مصراتة على خط المواجهة في زعفران في سرت: "لا نحصل على أي شيء من حكومة الوحدة. من المفترض أنها معركة من أجل ليبيا، ولكن مصراتة تقودها بنسبة 70 بالمئة.. إذا لم يتغيَّر أي شيء فسيحين وقت السراج. ربما يحقق نجاحا.. ولكن إذا لم يتغير شيء؟.

وقال العقيد أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر، إنَّهم يُتابعون الوضع في سرت. مضيفا بأنَّ قواته ليس لها صلة بالعمليات الجارية هناك. أما إبراهيم الجضران -أحد المقاتلين السابقين، الذي تقع قاعدته قرب سرت، وتسيطر كتائبه التي تحرس المنشآت النفطية على ميناءي رأس لانوف والسدر النفطيين الرئيسيين المهمين لاستنئاف صادرات النفط- فيجد نفسه محاصرا بين قوات مصراتة وقوات حفتر.

والجضران متحالف في الوقت الحالي مع حكومة السراج ودب خلاف بينه وبين حفتر. ويقول إنه يعمل على إعادة فتح الميناءين. لكن علاقاته بكتائب مصراتة متوترة. واشتبكت قواته مع قوات مصراتة عام 2014 بسبب الميناءين النفطيين.

وقال ماتيا توالدو الخبير في الشأن الليبي بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن سقوط سرت في يد كتائب مصراتة ربما يشجع حفتر على التقدم بينما تتعافى مصراتة من معركة سرت ويشجع مصراتة على مقاومة الضغط من أجل الوصول إلى تسوية. وأضاف: "انتهاء هجوم مصراتة على سرت بالنصر يمكن أن ينذر بمزيد من الاقتتال بين فصائل مختلفة... غياب العنف نسبيا في الوقت الحالي في ليبيا هش للغاية في العديد من المناطق وقد ينهار تحت وطأة هذه الضغوط المتعددة."

وتطوق قوات مصراتة مقاتلي الدولة الإسلامية الباقين في وسط سرت فيما يأمل قادة أن تكون المراحل الأخيرة من معركة تهدف إلى تحرير المدينة. ويقول قادة بعد السيطرة على مناطق سكنية قرب وسط المدينة إن ما يصل إلى 300 متشدد قد يكونون باقين في منطقة صغيرة تضم قاعة مؤتمرات واجادوجو ومستشفى وجامعة. وهدأ القتال خلال عيد الفطر الأسبوع الماضي لكنه استؤنف مع قصف وسط المدينة.

وقال أحد ممثلي الكتائب في مركز القيادة في سرت: "قد يكون بينهم شخص مهم بالداخل؛ إذ إنَّهم يتصرفون مثل كلب مجنون محاصر في زاوية ويحاول الخروج". وقال محمد جنيدي مسؤول المخابرات بكتائب مصراتة: إنَّ بعضا من قادة ومقاتلي التنظيم ربما فروا إلى الجنوب عن طريق طرق التهريب باستخدام الصلات بين التنظيم وجماعة بوكو حرام التي تتخذ من نيجيريا قاعدة لها.

تعليق عبر الفيس بوك