"خريف صلالة".. أجواء "لا مثيل لها" تنعش القطاع السياحي وتكسو الجبال والسهول باللون الأخضر

 

صلالة- العمانية

تشهد ولاية صلالة والولايات الساحلية في محافظة ظفار هذه الأيام أجواء خريفية رائعة مع انخفاض في درجات الحرارة وتساقط الرذاذ والأمطار الخفيفة؛ حيث اكتست المناطق الجبلية والسهول باللون الأخضر مما يبشر بموسم خريفي مميز لهذا العام.

ويعد فصل الخريف ظاهرة مناخية تتأثر بها معظم الولايات الساحلية والجبال المجاورة لها في محافظة ظفار خلال الفترة من 21 يونيو إلى 21 سبتمبر من كل عام حيث تتأثر المناطق الساحلية الممتدة من ولاية ضلكوت غرباً وحتى ولاية مرباط شرقاً بهذه الظاهرة التي يطلق عليها مونسون وتحدث في 21 يونيو من كل عام؛ حيث تتعامد الشمس على مدارالسرطان.ويتميز فصل الخريف بتساقط الرذاذ المستمر والمتقطع أحياناً والمصحوب بتساقط الأمطار الخفيفة أحياناً وتدني الرؤية الأفقية والتي قد تصل إلى أقل من 1000 متر في المناطق الساحلية وانعدام الرؤية الأفقية في المناطق الجبلية، وتغطى السحب المنخفضة الجبال والمناطق الساحلية حيث تلامس قاعدة هذه السحب الجبال في المناطق الجبليّة وقد تصل إلى ارتفاع 200 قدم من سطح الأرض في المناطق الساحلية. وتزداد خلال فصل الخريف كمية هطول الأمطار في المناطق الجبلية المواجهة لاتجاه الرياح عنها في المناطق السهلية وتزداد أيضا سرعة الرياح الجنوبية في المناطق الجبليّة والمناطق الصحراوية.

وأوضح الدكتور خالد بن أحمد النجار مدير دائرة خدمات الأرصاد بصلالة والمكلف بتسيير أعمال مكتب الهيئة العامة للطيران المدني بمحافظة ظفار أن ظاهرة الخريف تحدث سنويا بسبب الفرق بين درجة حرارة مياه البحار ودرجة حرارة اليابسة، وأيضا هبوب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية التي تكون جنوبية شرقية في نصف الكرة الجنوبي وتتحول إلى جنوبية غربية عند عبورها خط الاستواء نحو نصف الكرة الشمالي وذلك نتيجة لدوران الأرض حول محورها.وقال إنّه خلال فصل الخريف تنخفض درجة حرارة مياه البحر عند سواحل محافظة ظفار وقد سجلت أقل درجة حرارة لمياه البحر 19 درجة مئوية نتيجة لصعود التيارات الباردة من قاع البحر حيث تنخفض الرؤية في مياه البحر نتيجة حركة هذه التيارات.

وأضاف أنه مع استمرار هبوب الرياح الجنوبية الغربية المحملة بكميات كبيرة من بخار الماء على المناطق الساحلية واصطدامها بالجبال في محافظة ظفار يؤديإلى صعود الهواء المحمل ببخار الماء إلى أعلى مما يؤدى إلى تكثف بخار الماء مكونا السحب المنخفضة وهذه العملية تعرف بعملية التبريد الذاتي للهواء، وقد تتكون بعض السحب المنخفضة فوق البحر وتتحرك بفعل الرياح نحو المناطق الساحليّة والجبال المجاورة لها.

وتابع أنّالضباب في بحر العرب يتكون قرب سواحل المحافظة ويتحرك نحو اليابسة بفعل الرياح الجنوبية الغربية، ويؤدي إلى انخفاض في الرؤية الأفقية التي قد تصل إلى أقل من 1000 متر، بينما يكون البحر خلال فترة الخريف هائج الموج نتيجة لسرعة الرياح الجنوبية الغربية واستمرار هبوبها لفترة زمنية طويلة وفي نفس الاتجاه تقريباً.

وزاد النجار أنّ أقصى ارتفاع لأمواج البحر خلال فصل الخريف يتراوح ما بين 3 إلى 5 أمتار على سواحل محافظة ظفار والمنطقة الوسطى ويقل ارتفاع الأمواج تدريجياً بالاتجاه نحو نيابة رأس الحد بولاية صور.وأضاف أنّ متوسط هطول الأمطار على صلالة خلال موسم الخريف يصل إلى حوالي 54 مليمترا؛ حيث إنّ معظم الأمطار تسقط خلال شهري يوليو وأغسطس فيما يبلغ متوسط هطول الأمطار في المناطق الجبلية الوسطى حولي 120 مليمترا. وأشار إلى أنّ التغير اليومي في درجات الحرارة خلال فصل الخريف قليل جدا، وذلك نتيجة لوجود السحب وتساقط الرذاذ ومتوسط درجة الحرارة في فصل الخريف في ولاية صلالة هي 26 درجة مئوية و21 درجة مئوية في المناطق الجبلية.

ولفت مدير دائرة خدمات الأرصاد بصلالة والمكلف بتسيير أعمال مكتب الهيئة العامة للطيران المدني بمحافظة ظفار إلى أن أقل درجة حرارة سجلت في صلالة خلال فصول الخريف السابقة منذ عام 1986 وحتى 2010 هي 21 درجة مئوية وأعلى درجة حرارة قد سجلت 34 درجة مئوية.

وتجذب محافظة ظفار سنويا خلال موسم الخريف الزوار والسياح من داخل السلطنة وخارجها للاستمتاع بجمال طبيعة جبالها وشواطئها وسهولها والأجواء المناخية الرائعة؛ حيث تعد صلالة من أهم المصايف السياحية في المنطقة خلال شهري يوليو وأغسطس من كل عام.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك