الانتعاش السياحي في مهرجان صلالة

يستعدُّ عُشاق الطبيعة البِكر والبساط الأخضر الممتد على سفوح الجبل والهضاب وأسفل الأودية، لشدِّ الرحال إلى مُحافظة ظفار؛ حيث انطلقَ مَوْسم الخريف المميَّز الذي لا مثيل له في المنطقة. ويتزامن مع ذلك الموسم انطلاق مهرجان صلالة السياحي، الذي يزخر بالعديد من الفعاليات والأنشطة التي تُثرِي الحركة السياحية في المحافظة، وولاية صلالة على وجه الخصوص.

وفي ظلِّ أعدادِ الزوار والسائحين المتزايدة، تعملُ الجهات المعنيَّة على تيسير كافة الإجراءات أمام ضيوف الخريف، لاسيما وأنَّ العديد من العاملين في القطاع السياحي بالمحافظة يترقَّبون هذا الموسم عامًا بعد الآخر؛ لتعويض فترات تراجع الإشغال في أوقات السنة الأخرى خارج موسم الخريف. ويُمثِّل ذلك تحديًا كبيرًا على هذه الجهات التي تُثبت كلَّ مَوْسم قدرتها على التنظيم وتحقيق أعلى الإيرادات، خاصة وأنَّ الموسم يتزامن مع عيد الفطر المبارك الذي يشهد زيادةً ملحوظة في الحركة السياحية؛ سواء الوافدة من الخارج، أو الداخلية.

ومع الانخفاض الكبير في درجات الحرارة، واعتدال الطقس وهطول الرذاذ المستمر، تتوافر العديد من المقوِّمات السياحية في ظفار، وهو ما يُعزِّز التوجُّه الحديث للسلطنة نحو الاستفادة من المقدِّرات السياحية التي تنعم بها مختلف ولايات ومحافظات البلاد. ولعلَّ الخطط الخمسية، وغيرها من المشروعات التنموية والخدمية، تُسهِم في زيادة الأنشطة الترفيهية؛ مما يُؤدِّي بدوره إلى زيادة معدلات السائحين الراغبين في قضاء أمتع الأوقات في أحضان الطبيعة.

وما يُميِّز هذا الموسم أنَّ العائلات والأفراد من داخل السلطنة وخارجها، يُوجِّهون قبلتهم في أيام العيد والإجازة الصيفية نحو صلالة، فتشهد المؤشرات السياحية إقبالا كبيرا يزداد كلَّ عام عمَّا قبله؛ فقد سُجِّل العام الماضي أكثر من نصف مليون زائر للمهرجان خلال موسم الخريف بأكمله.

... إنَّ الجهودَ التي تبذلها الجهات المعنية -وفي مقدمتهم بلدية ظفار- تعكسُ الحرصَ الوطنيَّ على تنفيذ الخطط العامة للدولة، وتلك المرتبطة بتعظيم عائدات القطاع السياحي، خاصة إذا علمنا أنَّ هذا الموسم يُدِر دخلا وفيرا على العديد من شبابنا والعاملين في هذا القطاع، فضلا عن خلق فرص عمل مؤقتة للكثيرين تضمن لهم دخلا إضافيًّا؛ الأمر الذي يعود بالنفع على الجميع.

تعليق عبر الفيس بوك