انتقدوا غرق الروايات العمانية في الذاتية مما يصعب تجسيدها على الشاشة

مشاهدون: تحويل الروايات إلى مسلسلات تليفزيونية يوسع من دائرة نجاحها جماهيريا

مسقط - الرُّؤية

شهدتْ الفضائيات العربية في دورتها البرامجية الرمضانية هذا العام عرض عدد من المسلسلات المأخوذة عن روايات عربية؛ ومنها: مسلسل "ساق البامبو" عن رواية "ساق البامبو" لسعود السنعوسي، ومسلسل "سمرقند" لأمين معلوف، ومسلسل "أفراح القبة" المقتبس من رواية نجيب محفوظ، وهي ليست التجارب الأولى في تجسيد الأعمال الروائية في قالب درامي؛ حيث يزخر التاريخ السينمائي والتليفزيوني بالعديد من الأفلام والمسلسلات التي خرجت من إطارها الروائي إلى الشاشة، لكن عدد من المشاهدين رأوا أنها باتت ظاهرة مؤخرا يقبل عليها كثير من المنتجين والفنانين، ربما أملا في تحسين المحتوى الدرامي بما يتوازى مع التطور الذي يشهده المجال على المستوى التقني. وقالوا إنَّه على القائمين على الإنتاج الدرامي المحلي الاستفادة من هذه التجارب الناجحة في الدول العربية والإقدام على تحويل عدد من الورايات العمانية إلى أعمال درامية؛ باعتبارها أولى بالدعم من شراء حقوق عرض مسلسلات لا تتماشى مع البيئة المحلية، لكنهم أشاروا في الوقت نفسه إلى أن الكثير من الروايات العمانية المطروحة حاليا غارقة في الذاتية مما يصعب تحويلها إلى عمل درامي ويحتاج إلى معالجة قوية لتجسيدها على الشاشة.

وقالت أمل السعيدية إنَّ العمل الروائي الصالح لأن يتحول الى عمل درامي على الشاشة، يجب أن تتوفر فيه خصائص معينة، وهو ما نلمسه في تجربة المخرج الروسي تاركوفسكي، حين حول في اول عمل سينمائي له رواية طفولة ايفان الى فيلم ناجح، فإن كانت الرواية تعتمد بالدرجة الاولى على اللغة، يصعب تحويلها إلى عمل فني. وقد نجحت العديد من المسلسلات التي نقلت عن روايات مثل مسلسل جنوب وشمال إنتاج (bbc) والمنقول عن رواية إنجليزية في حين أن أفلاماً أخرى فشلت مثل آنا كارنينا الرواية الشهيرة لتولستوي ولم تنجح في مقاربة الرواية. كما أنه ليس من الموضوعية مقارنة بين العمل الروائي والفني على الشاشة، لأن الاول يعتمد على استقبال القارئ ومخيلته وهي بالتأكيد قريبة لوجدانه اكثر من عمل تم تجسيده من قبل آخرين، لذلك عادة ما يرجح القارئ إلى الرواية أكثر من الفيلم.

وقال وليد الشعيلي إن هناك هبوطا واضحا في مستوى الدراما العمانية, وعملية تطويع رواية عمانية لعمل درامي تحتاج إلى جهد كبير لافتقار الرواية العمانية للحوار ورمزيتها واعتمادها على الراوي الداخلي، فضلا عن الرقابة التي لن ترحب بمواضيع الروايات لحساسيتها سواء من ناحية الجنس وطريقة طرحه والتمييز العنصري والعرقي والتفاصيل التاريخية، ضاربا المثل برواية حسين العبري "الأحمر والأصفر" التي لو تحولت إلى عمل درامي لوجدت العديد من العراقيل ولن يتقبلها المشاهد باعتبار أنها تمس ثوابت دينية...وغيرها.

وقال عبدالله الشعيبي إنَّ المشكلة تكمُن في معايير انتقاء العمل الروائي، من بوابة فكرته ورسالته والفترة الزمنية التي يتحدث عنها وطبيعة الشخصيات؛ حيث إنَّ بعض الروايات نقدية، وبعضها وثائقي، وبعضها يرصد يوميات الناس، وبعضها يطرح قضايا شائكة اجتماعيا، والمعالجة الاولية تبحث عن الطرق المناسبة لتحويل الرواية إلى صورة على الشاشة، وهو واقع يمكن تنفيذه فعليا على المستوى البصري بحسب الإمكانات. لافتا إلى أنه على مستوى الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون وشركات الإنتاج الخاصة، ليس لدينا هذا التوجه، وربما يرجع ذلك إلى الكلفة الإنتاجية المرتفعة والافتقار إلى الجرأة في الاختيار.

وقالتْ طفول زهران: إنَّ تحويل الروايات إلى أعمال درامية عمل إيجابي يُسهم في توصيل أفكار الروائي إلى شريحة أكبر من غير القراء؛ وذلك في ظل عدم انتشار ثقافة حب القراءة في مجتمعاتنا العربية، وهو ما قد يُسهم في تشجيع الجمهور على قراءة الرواية الأصلية لو قدمت بشكل صحيح.

ورأى ثابت خميس أنَّ بعض النصوص العمانية غارقة في الذاتية وتحتاج إلى معالجة كبيرة ليمكن تحويلها إلى سيناريو درامي مرئي.

وقالت منى الشندوي: إن الوقت لا يزال مبكرا جدا لتحقيق ذلك التوجه، فالرواية العمانية لا تلقى إقبالا في المحيط المحلي بالقدر الكافي؛ وذلك راجع إلى طريقة بناء الرواية، فإذا كان العمل يعاني من ضعف الإقبال عليه مكتوبا، فلن يحصد نجاحا في حال تجسيده كعمل درامي.

تعليق عبر الفيس بوك