"جامعة مسقط" توقع اتفاقيات ارتباط أكاديمي مع "كرانفلد" و"أستون" البريطانيتين.. وتخصصات تواكب تطور الاقتصاد العماني

رشاد الزبير: ندرس إنشاء صندوق لمنح دراسية للمتفوقين

◄ الخنجي: الجامعة الجديدة تقدم أرقى مستويات التعليم العالي وفق متطلبات سوق العمل

الرؤية - نجلاء عبد العال

تصوير/ راشد الكندي

وقعت جامعة مسقط على اتفاقيات للارتباط الأكاديمي مع جامعتي كرانفلد وأستون البريطانيتين، وذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد بالمقر المؤقت للجامعة بشاطئ القرم تحت رعاية معالي عبد الله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون.

وكشف خليل بن عبد الله الخنجي رئيس مجلس إدارة جامعة مسقط- خلال المؤتمر الصحفي- عن الخطوات المتسارعة التي خطتها الجامعة منذ بدأت عام 2011، بالطلب المقدم لإنشاء الجامعة وحتى حظيت بموافقة مجلس التعليم. وقال إنّ الموقع الإلكتروني والتقديم للالتحاق بجامعة مسقط سيبدأ الأسبوع المقبل؛ حيث ستفتح أبوابها في 25 سبتمبر 2016 لاستقبال الدفعة الأولى من طلاب البرامج التأسيسية والتي تشمل البرنامج التأسيسي لطلاب البكالوريوس والبرنامج التمهيدي لطلاب الماجستير، واعتباراً من مطلع العام الأكاديمي 2017-2018، ستطرح الجامعة برامج بكالوريوس وبرامج الماجستير من خلال كلياتها الثلاثة: كلية الأعمال والإدارة وكلية الهندسة والتكنولوجيا وكلية النقل والخدمات اللوجستية، وتبدأ الجامعة عملياتها في مبنى مكتبة الأطفال العامة بمنطقة القرم، وذلك بصفة مؤقتة وحتى الانتقال إلى مبنى جديد يتم تشييده وإعداده للعمل كجامعة في موقع مُقابل لمركز عمان أفنيوز في قلب محافظة مسقط.

3 اتفاقات رسمية

ووقعت جامعة مسقط اتفاقات رسمية للارتباط الأكاديمي مع ثلاث مؤسسات أكاديمية عالمية شريكة، اثنتان منها جامعتان بريطانيتان مرموقتان، وهما جامعة كرانفلد وجامعة أستون. ومن خلال أساتذة الجامعتين الذين سيفدون إلى السلطنة بشكل منتظم ستتعاون كل جامعة منهما مع جامعة مسقط في تدريس المقررات الدراسية لطلاب جامعة مسقط اعتباراً من العام المقبل 2017. ومن المقرر أن يبدأ البرنامج التأسيسي الذي سيؤدي إلى برامج البكالوريوس والماجستير، اعتباراً من سبتمبر المقبل، وسيتم طرحه من خلال اتفاقية الارتباط الأكاديمي مع كلية "MLS" الدولية ومقرها بورن ماوث في المملكة المتحدة، وسيتم طرح برامج الماجستير بالتعاون بين جامعة كرانفلد وجامعة مسقط، بينما سيتم طرح برامج البكالوريوس بالتعاون بين جامعة أستون وجامعة مسقط، ومع إتمام تلك البرامج الدراسية بمستوييها البكالوريوس والماجستير يحصل طالب جامعة مسقط على شهادتين إحداهما من جامعة مسقط والأخرى من الجامعة المرتبط بها.

وتابع الخنجي أن رؤية جامعة مسقط تتمثل في توفير خدمات تدريسية على أرقى المستويات مدعومة بحركة بحثية رصينة وذات صلة وثيقة بأولويات التنمية الاجتماعية والاقتصادية للسلطنة وللمنطقة بشكل أوسع، حيث ستوفر الجامعة خدمة تعليمية على مستوى عالمي داخل السلطنة للطلاب العُمانيين وغيرهم من المُقيمين، كما ستسعى كذلك لاستقطاب طلاب من خارج السلطنة.

وأكد رئيس مجلس إدارة جامعة مسقط في رده على أسئلة الصحفيين أنّ الفكرة الأساسية لدى المؤسسين كانت الوصول إلى مستوى تعليمي يناظر المستويات العالمية، ويوفر على المواطنين عناء وتكاليف السفر للدراسة في الخارج، وذلك عبر توفير نفس المناهج وأسلوب الدراسة والأساتذة من الجامعات المرموقة عالمياً وبشهادات معتمدة من كل من جامعة مسقط والجامعة الدولية المشاركة، ولتخريج الكوادر التي تحتاجها الخطط التنموية للسلطنة؛ حيث تم اختيار التخصصات الدراسية بناء على دراسة السوق واحتياجات الاقتصاد العماني.

وأضاف أنّ رأس مال جامعة مسقط المصرح 40 مليون ريال والمدفوع 27 مليون ريال، إضافة إلى المنحة المقدمة للجامعات الخاصة والمقدرة بحوالي 17 مليون ريال، مشيرا الى أن الجامعة رغم كونها خاصة وفي شكل شركة مساهمة مغلقة، إلا أنّ المؤسسين والمساهمين لا ينتظرون أرباحًا مالية من استثمارهم في الجامعة، بقدر كونه استثماراً في المستقبل؛ عبر توفير كوادر على أعلى مستوى علمي وعملي وبحثي. ولفت الخنجي إلى أن دراسة الجدوى تظهر أن نقطة التعادل بين الإنفاق والدخل لن تكون قبل 6 سنوات على الأقل، ومع ذلك فإنّ هناك إصراراً عميقاً على البدء والاستمرار في أعلى مستوى ممكن واستهداف الحصول على تصنيف مرموق بين الجامعات على مستوى العالم.

خدمات تعليمية خاصة

وتابع أنه لا تزال هناك حاجة ملحة للاستمرار في توفير خدمات تعليمية خاصة على مستوى التعليم العالي قادرة على مواكبة هذه المؤشرات والتفاعل معها من أجل الرقي بالمعادلات الراهنة بين المتغيرات الثلاثة: السكان والتعليم والاقتصاد، وهذا ما دفع المؤسسين للجامعة إلى التقدم خلال عام 2011 إلى مجلس التعليم بطلب الموافقة على إنشاء جامعة أهلية في محافظة مسقط وخلال ذات العام وافق المجلس مشكوراً على هذا الطلب وتمّ تشكيل لجنة تأسيسية لمشروع الجامعة.

وزاد قائلا إنّه في 16 أبريل 2012، تم عقد اجتماع تشاوري للمؤسسين حول إنشاء جامعة مسقط تحت رعاية معالي الدكتور عمر بن عبد المنعم الزواوي المستشار الخاص لجلالة السلطان للاتصالات الخارجية، لبحث التوجهات العامة للجامعة وتحديد آليات العمل المستقبلي. وأضاف أنه في نوفمبر من نفس العام تم تكليف الدكتور جمعة بن علي آل جمعة رسمياً برئاسة اللجنة التأسيسية لجامعة مسقط وتفويضه باختيار أعضاء اللجنة بناء ًعلى قرار من مجلس التعليم، وفي سبتمبر 2013 وتحت رعاية صاحب السُّمو السيد تيمور بن أسعد آل سعيد تمّ التعاقد مع بيت الخبرة Isis Enterprise الذراع الاستثماري لجامعة أكسفورد المتخصص في نقل المعرفة والتكنولوجيا لتحديد متطلبات إنشاء الجامعة وإعداد دراسة الجدوى وفق محددات عالمية تتواكب مع مستجدات قطاع التعليم المُتقدم، ومن ثم وضع الخطط التنفيذية للمشروع. وأوضح أنه في فبراير 2014 تمّ توقيع عقد التأسيس والنظام الأساسي تحت رعاية معالي محمد بن الزبير مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي، وفي سبتمبر 2014 تمّ تنظيم حلقة عمل في مبنى وزارة التعليم العالي حول مفهوم الارتباط الأكاديمي للجامعة، ثم في أبريل 2015 تمّ تسليم دراسة الجدوى لوزارة التعليم العالي، مشتملة على نتائج دراسة السوق والمجالات والكليات والتخصصات التي ينبغي التركيز عليها في المرحلة الأولى من تأسيس الجامعة، إضافة إلى الجوانب المالية والأكاديمية للمشروع. وأضاف الخنجي أنّه بحلول أواخر 2015، تم الانتهاء من جميع متطلبات تشغيل الجامعة وإرسالها إلى وزارة التعليم العالي للدراسة واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها، وتم اختيار أعضاء الفريق القيادي الأكاديمي للجامعة المكون من رئيس الجامعة ونائبيه للشؤون الأكاديمية ولشؤون الارتباط والمشاريع، وفي مارس 2016 تم عقد الجمعية العامة التأسيسة للجامعة وانتخاب أول مجلس للإدارة وتشكيل اللجان المتخصصة ومن ثم إصدار السجل التجاري رسمياً كشركة مساهمة عمانية مقفلة.

صندوق المنح

من جانبه، قال رشاد بن محمد الزبير عضو مجلس إدارة الجامعة في تصريح لـ"الرؤية" إنّ فكرة الجامعة تحمل أكثر من بعد وتصب بالإجمال في التوجه نحو الشراكة المطلوبة بين القطاع الخاص والحكومة في التنمية، مشيرًا إلى أنّ هناك العديد من الجهات الخاصة التي تتكفل ببعثات تعليمية في جامعات بالخارج وسيكون من شأن تواجد جامعة عمانية بنفس الأسس والمناهج والشهادات والأساتذة الموجودين في الجامعات العالمية، أن يجعل من السهل على الطلاب وكذلك الجهات الممولة للبعثات أن تبقي الدراسة في جامعة عمانية وما يفيده ذلك في الكثير من النواحي. وكشف الزبير أن مجلس إدارة الجامعة يدرس تأسيس صندوق يكفل منحا دراسية في الجامعة للطلاب المتفوقين غير القادرين على دفع المصاريف.

وقال البروفيسور أنتوني كاهالان رئيس جامعة مسقط إنه من المبهر أن نرى الجامعة تحرز تقدما ملحوظا الآن من مجرد كونها فكرة مروراً بمرحلة التخطيط المفصل وصولاً إلى المرحلة التي أصبحنا فيها ننتظر قبول وتسجيل الدفعة الأولى من طلبتنا في غضون أشهر قليلة، سيكون ذلك ثمرة العمل الجاد للجنة التأسيسية مكتب مشروع جامعة مسقط والفريق القيادي الأكاديمي وبيت الخبرة Isis Enterprise.

ومن جانبه قال الدكتور ستيف كليفرلي رئيس Isis Enterprise: "إنه لشرف أن نشارك في تحقيق رؤية مؤسسي جامعة مسقط، فريقنا استطاع أن يوظف لهذا المشروع موارد في مجال التعليم العالي بالمملكة المتحدة وعلى مستوى العالم، نحن سعداء على نحو خاص بتمكننا من تقديم جامعة كرانفلد وجامعة أستون وكلية (MLS) الدولية كشركاء أساسيين لجامعة مسقط".

فيما قال البروفيسور سيمون بولارد نائب رئيس جامعة كرانفلد: "نتطلع لنرحب بطلاب جامعة مسقط في برامج جامعة كرانفلد، هذه فرصة عظيمة لتقديم نموذج ناجح للتعاون في مجال التعليم الدولي".

تعليق عبر الفيس بوك