تدنيس المسجد الأقصى.. إلى متى؟!

تتجدد الأفعال المشينة لقوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة والقدس الشريف على وجه الخصوص، بصفة دورية؛ دون رادع لهذه الغطرسة الفجة، فبالأمس دنّس مستوطنون تحت حماية مسلحة من قوات الاحتلال ساحات المسجد الأقصى؛ في اعتداء غاشم للأسف ليس الأول ولن يكون الأخير، في ظل صمت دولي وإقليمي تجاه أسوأ احتلال عرفته البشرية.

ولا عجب أنّ هذا التدنيس يحدث للمرة الأولى منذ 14 عامًا في العشر الأواخر من رمضان، وهو ما يعكس عجرفة هذا المحتل، وعدم احترامه للمشاعر الدينية للفلسطينيين المسلمين، ورغبته الأكيدة في إذلال الشعب المناضل، ليواصل المحتل سلسلة جرائمه في الأراضي الفلسطينية منذ نكبة 1984.

ومع كل مرة يدنّس فيها المحتل المسجد الأقصى تندلع اشتباكات رفضًا لهذا العمل المرفوض، وتنديدًا بهذه الجريمة؛ وفي المقابل يشرع الاحتلال في مقابلة الحناجر الغاضبة والصدور العارية بقنابل الغاز والرصاص المطاطي، فيصيب من يصيب ويقتل من يقتل، وكل ذلك أيضًا دون تنديد أو شجب من الأسرة الدوليّة، التي نفضت يدها عن القضيّة الفلسطينية، سواء عن عمد في ظل صلف المحتل أو عن غير عمد لما يموج به العالم من صراعات فاقت حدود العقل!

وينبغي التأكيد على أنّ مهاجمة المصلين في المسجد الأقصى جريمة إنسانيّة قبل كل شيء، فلا يحق لكائن من كان أن يحرم المصلين من أداء شعائرهم أو تعريضهم للخطر وهم في أكناف أولى القبلتين وثالث الحرمين؛ الأمر الذي يبرهن السياسات العدوانية للمحتل الغاصب.

إنّ الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على الفلسطينيين العزل، فلم يكتف بمنع المصلين عن أداء الصلاة وحسب، لكنّه أيضا يمعن في إذلال الفلسطينيين في غزة، مع استمرار الحصار على القطاع، وفرض الرقابة على عمل الصيادين، ومنع المرضى من العلاج وغيرها من العقبات التي يخلقها المحتل يومًا بعد الآخر.

آن الأوان للصمت الدولي أن ينكسر، ولعبارات التنديد والشجب الجوفاء أن تذهب دون رجعة، فقد حان وقت اتخاذ المواقف، وإيضاح التبعات المترتبة على جرائم الاحتلال، فضلا عن ضرورة العمل على استئناف مفاوضات السلام من خلال تحمل القوى العالمية مسؤولياتها تجاه فلسطين.

تعليق عبر الفيس بوك