انفراط عقد "المملكة المتحدة".. بريق التاج البريطاني يخفت في صخب!

مسقط -الرؤية

بدأت مخاوف بشأن نهاية التاج البريطاني بعد أن أصبحت نتيجة الاستفتاء على خروجها من الاتحاد الأوربي المسمار الأخير في نعش وحدة على الخريطة تحمل فوقها التاج البريطاني.

وكان أوضح وأسرع خطوة على طريق التفتت تصريح رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن بأن الأسكتلنديين قد يعيدون خياراتهم حول البقاء ضمن بريطانيا وذلك بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وجاء تصريحها في خطاب تلى إعلان رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون استقالته لتزيد أكثر فأكثر من حدة وقوة قرار الخروج من الاتحاد الأوربي وتصبح انجلترا نفسها أول من يمكن أن يلسع بنار التصويت على الاتحاد الأوربي ويتحول الأمر إلى التصويت على الاتحاد الملكي في بريطانيا.

وتتكون بريطانيا العظمى من إنجلترا وأسكتلندا وويلز، فيما يصبح أسمها المملكة المتحدة مع انضمام جمهورية أيرلندا وأيرلندا الشمالية ليكون الاثنان معا المملكة البريطانية، وبعكس توجه المصوتين في أيرلندا الشمالية واسكتلندا كانت نتيجة التصويت بانفصال المملكة البريطانية ككل بالخروج، لكن رضوخ الأقلية لرأي الأغلبية يمكن توقعه في مجتمعات متداخلة أما بين مجتمعات منضمة في اتحاد فإن الوقع يصبح بخطورة نكأ جراحا لم تلتئم بعد، فليس بعيدا تصويت اسكتلندا للانفصال عن التاج البريطاني والذي جاءت نتيجته بالبقاء ضمن التاج وأتى الآن قرار الجسم الإنجليزي -باستثناء لندن- بعيدًا عن رغبة الأطراف ليعود التساؤل حول ما إذا كان البقاء تحت التاج مازال قرارًا يحظى بالإجماع، ولذلك ووفق التقارير الأخيرة فإنّ قرار الغالبية بالانفصال عن الاتحاد الأوربي قد يشرع الأبواب أمام استقلال الأقاليم الأربعة التي تتكون منها المملكة المتحدة.

كانت ستورجن الاكثر وضوحا وشجاعة وربما استغلالا للظرف وغضب الأسكتلنديين من نتيجة التصويت التي جاءت على عكس رغبتهم، حيث قالت إن "الأسكتلنديين يرون مستقبلهم داخل الاتحاد الأوروبي، وهؤلاء سيصوتون مرة أخرى على تحديد مصير أسكتلندا إما بالخروج من المملكة البريطانية أو البقاء فيها". وأضافت أن خروج بريطانيا كان ضد إرادة أغلب الأسكتلنديين مما سيشجع الحكومة المحلية فيها لتنظيم استفتاء جديد لاستقلال أسكتلندا، وكانت اسكتلندا نظمت في العام 2014 استفتاءا حول الاستقلال عن المملكة المتحدة، لكن الشعب رفض الاستقلال بنسبة 55,42% وقرروا البقاء ضمن بريطانيا.

وفي أيرلندا الشمالية أيضا تعالت الأصوات الراغبة في الانفصال عن التاج البريطاني والعودة الى الرغبة في الاستقلال إلى السطح بعد أن بدأ دخان المدافع والحرب الطويلة مع بريطانيا يتلاشى قبل سنوات قليلة. حيث أشار حزب "الشين فين" إلى اجراء استفتاء حول "ايرلندا موحدة" بعد خروج بريطانيا، وأكد الحزب أن غالبية الأيرلنديين الشماليين صوتوا للبقاء ضمن الاتحاد الاوروبي وأن الاستفتاء حول الاتحاد الأوروبي "له عواقب هائلة على طبيعة الدولة البريطانية".

تعليق عبر الفيس بوك