أهالى العوابي يناشدون "الأوقاف" تكثيف برامج الوعظ والإرشاد الديني بمساجد الولاية

أكدوا أهمية الدروس الدينية المباشرة خلال رمضان وباقي شهور السنة

العوابي - حارث البحري

يناشد أهالي ولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة بإدارة أوقاف الرستاق بالمحافظة زيادة جرعات الوعظ والإرشاد خلال شهر رمضان المبارك في مساجد الولاية وغيرها، حيث أكدوا تراجع معدلات الدروس الدينية المقدمة في الشهر الفضيل فضلاً عن باقي شهور السنة، مطالبين الجهات المعنية بالاهتمام بهذا الجانب لكونه عاملا مهما في تذكير الناس بأمور دينهم ودنياهم خاصة فئة الشباب سريعي التأثر بالسلبيات في عصر التكنولوجيا والغزو الفكري عبر الإنترنت.

وقال الشيخ هلال بن عبد الرحمن الخروصي عضو مجلس الشورى ممثل الولاية إنّ دور الوزارة في هذا الجانب يتراجع حيث لم نسمع عن إقامة أيّ دروس أو محاضرات من الوعاظ أو الأئمة المُعينين من قبل وزارة الأوقاف في شهر رمضان المبارك هذا العام إلا بعض الاجتهادات الشخصية من بعض المشايخ أو الأساتذة الذين يلقون الدروس أو المحاضرات تطوعًا. أما الوعاظ والأئمة المكلفين فلا نجد لهم برنامج محدد لهذه المحاضرات وكثير من الأئمة والخطباء تمّ تحويلهم إلى مشرفين أو تفريغهم للدراسة.

وقال بدر بن ناصر الشريقي إنّ الوعظ الديني في الولاية شبه غائب في الشهر الفضيل الذي من المُفترض أن يكون أكثر من غيره من أشهر السنة، لكن يوجد متطوعون يقومون بهذا الدور من أئمة المساجد والأساتذة بارك الله في جهودهم وهم قليل جدًا، لذا نقترح وضع جدول زمني من قبل الوزارة الموقرة بشكل دوري حتى ولو يوم واحد في الأسبوع لكل قرية خلال الشهر الفضيل بالتنسيق مع إمام المسجد، ويمكن تنويع مواضيع الوعظ والإرشاد لتشمل المواضيع الاقتصادية والصحية والرياضية وغيرها من المواضيع.

وأوضح سلطان بن سعيد الرواحي أن إرشاد الناس وتوعيتهم ووعظهم لابد ألا يكون مختصًا بشهر رمضان بل لا بد أن يكون هناك برنامج مستمر على مدار السنة، وإنما يكثف في شهر رمضان لكون الأجور تتضاعف فيه وهو من أفضل شهور السنة، لذا اختصه الله بالصيام. والواعظ يكون بمُبادرته في التنسيق مع وكلاء المساجد المختلفة .لكن التحدي الأكبر في هذه الفترة هو العجز في أعداد الوعاظ والمحاضرين لأسباب لا نعلمها.

وقال سعيد بن أحمد الخروصي إنّ شهر رمضان يختلف عن باقي الشهور بخصوصيته الروحانية وبمضاعفة الأجر عند الله سبحانه وتعالى وهو من أهم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه بتلاوة القرآن والأعمال الصالحة ومن ضمنها إقامة المحاضرات والندوات الدينية التي تعرف الإنسان بدوره في الحياة وصلته بربه وكعادة الخطباء والأئمة والوعاظ لا يألون جهداً بإقامة المحاضرات والندوات في المساجد والمكتبات والمجالس العامة يتحدثون فيها عن مواضيع دينية مختلفة ومنها ما يتعلق بالصيام.

وأضاف الخروصي أنّ وزارة الأوقاف مشكورة لها دور كبير وفعال في هذا الجانب بحيث يجتهد أئمة المساجد في تنظيم حلقات دينية في مساجدهم وتوفير الوعاظ بشكل ممنهج لإقامة هذه الندوات راجين منها التفكير بطرق أخرى حديثة كتبني تنظيم مسابقات دينية وثقافية بين الفرق الرياضية والجمعيات الأهلية وتكثيف نشر المقاطع التوعوية في مواقع التواصل الاجتماعي والتطوير في نوعية الندوات والمحاضرات التي تلقى في المساجد والأماكن العامة.

وقال عويد بن مسعود الشريقي: يجب تفعيل الوعظ الديني في شهر رمضان المبارك واستغلال أوقات ما بعد صلاة الجمعة وبعد صلاة التراويح. وأهمية الوعظ الديني تأتي من خلال ما يمر على الإنسان في الوقت الحالي من تداخل الثقافات والغزو الفكري من كل حدب وصوب حتى جعل بعض الناس مشتتين جراء الكمية المتلقاة من المعلومات. وهناك بعض أئمة المساجد يقومون بدورهم ولهم كل الشكر والتقدير على ما يجتهدون به في الوعظ. ونتمى من وزارة الأوقاف نشر خطبة الجمعة في الصحف ووسائل التواصل بعد انتهاء الصلاة حتى يتسنى لبقية شرائح المجتمع من نساء وغيرهن الاستفادة منها.

وأشار ربيع بن المر الذهلي أن للوعظ والإرشاد دور كبير في تثقيف الناس بالجانب الديني لا سيما في شهر رمضان حيث إنه موسم الخيرات. حيث ترق القلوب وتلين النفوس فتكون أرضاً خصبة لغرس الخير فيها ولعل ما يُميز رمضان هو انتشار الخُطب والمواعظ والدروس الدينية سواء من المؤسسات الرسمية أو من خلال الجمعيات والأندية الأهلية المسموح لها بممارسة أنشطة الوعظ والإرشاد. ورغم انتشار الخطب والمواعظ الدينية بمختلف الوسائل الحديثة إلا أننا لا زلنا نطالب بالمزيد نظرًا لدورها في تعديل السلوك وإصلاح الذات وسمو الأخلاق في عالم يشهد انحدارا في الأخلاق وكذلك بالمقارنة بما يعرض في رمضان من برامج ليس منها فائدة في مختلف الفضائيات والتي أصبح التحكم فيها أمرًا صعبًا ولمواجهة ذلك لابد من زيادة جرعة الخطب والمواعظ الدينية وأن تأخذ أشكالاً عصرية من أجل جذب الناس لها وتقريبهم منها وألا يقتصر فقط على أحكام الشعائر التعبدية وإنما تكون المواعظ في مختلف مشارب الحياة وطرق إصلاحها.

وأكد راشد بن سليمان الصمصامي أنّ للوعظ والإرشاد دور كبير في نشر الوعي الديني وإيصال رسائل مُهمة لكافة شرائح المجتمع وهو وسيلة مهمة لتوجيه فكر الناس الوجهة الحسنة إذا ما تمّ تكثيف الجهود حوله وإيجاد برامج هادفة من خلال المحاضرات المستمرة وحلقات العلم في جنبات المساجد لتدريس علوم الدين المختلفة، وهنا يأتي الدور الذي يقع على عاتق وزارة الأوقاف في إجادة كوادر دينية مؤهلة للقيام بهذا الدور المجتمعي المهم، إلا أنّ الملاحظ أننا مازلنا نحتاج إلى جهد كبير حتى نصل إلى مستوى الطموح وهو إجادة برامج زمنية مستمرة لإلقاء المحاضرات والدروس الدينية لكي تغطي أغلب الجوامع والمساجد التي تنتشر على ربوع هذا الوطن العزيز.

تعليق عبر الفيس بوك