الفكرة المختلفة والموقف الواقعي والرسالة المجتمعيّة أهم عوامل نجاح حلقات "الصدمة"

التصوير في أكثر من بلد عربي.. والعرض يوميًا على شاشة "إم بي سي"

الرؤية - محمد قنات

منذ الأيام الأولى لشهر رمضان، أصبح برنامج الصدمة الذي يقدمه الفنان والمذيع كريم كوجاك على قناة MBC حديث الشارع العربي بما تركه من تأثير أخلاقي واضح على المشاهد العربي، حيث بدأ الناس يتحدثون عنه كل من وجهة نظر مختلفة، لكنهم أجمعوا على اختلافه عن السائد من برامج "المقالب"، على اعتبار أنّ المشاهد العربي اعتاد متابعة البرامج التي تهتم بالمقالب أو الكاميرا الخفية بحثا عن المرح والكوميديا والتسلية خاصة وأنّ فكرة مثل هذه البرامج غالباً ما تبنى فكرتها على القيام بمقلب في شخص مشهور أو من عامة الناس لإظهار ردة فعله الطبيعية كما لو أنّه ليس أمام الكاميرا، لكن هذا العام، كان المشاهد العربي على موعد مع برنامج مقالب من نوع جديد كلياً يعتمد على طرح مواقف مختلفة يتعرّض لها الناس ويقيس ردود أفعالهم تجاهها وفي الغالب فإن هذه المواقف ليست اعتيادية ولا يمر بها الإنسان يوميا، ويشارك في البرنامج إخصائيون نفسيون لتحليل ردود أفعال الناس، كما أن نفس المواقف يتم تنفيذها في بلدان عربية مختلفة منها السعودية مصر الإمارات والعراق ولبنان.

ويتطرّق البرنامج إلى مجموعة من القضايا من بينها عقوق الوالدين والمعاملة السيئة للعمال والسخرية من الآخرين، لذلك وجد البرنامج تفاعلاً كبيراً من قبل الجمهور بالمشاهدة المباشرة أو التداول عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وبحسب متابعين، فإنّ البرنامج يسير على درب النجاح بما حققه من نسب مشاهدة مرتفعة بفضل فكرته المستحدثة مؤكدين أنّ العامل الرئيسي في نجاحه اعتماده على طرح مواقف حقيقية وكشف سلوكيّات سلبيّة في المجتمعات العربية حتى يتم رصد ردود الأفعال حولها وكيف يتم التعامل معها لذلك يبدو البرنامج أكثر شمولا من برامج الكاميرا الخفية التي تعتمد بصورة كلية على الضحك والتسلية لمجرد التسلية، كما أنّ برنامج الصدمة يتوغل في مشاكل مجتمعية في البلاد العربية ويظهر السلبيات التي لا قد يوقعها البعض، وهو في جانب منه يثبت أنّ المجتمع العربي لازال بخير وهنالك من يرفضون كل ما هو دخيل على العادات والتقاليد العربية الأصيلة.

وقد عرضت إحدى حلقات البرنامج في جمهورية مصر العربية ورصدت كيف كان تفاعل الشارع مع فتاة تمّت مضايقتها من جانب شاب لتجد كل التعاطف معها من قبل المارة الذين سارعوا بدورهم إلى توبيخ الشاب ومحاولة رده إلى رشده والتأكيد على أن هذه الأفعال لا تليق خصوصا وأنّه رجل متعلم فيما حاول البعض أن يعتدي عليه بالضرب باعتبار أن الموقف مستفز خاصة وأن الفتاة كانت توبخه ولا تريد التحدث معه وهو مصر على مغازلتها. كما حظيت ردة فعل رجل عراقي بتفاعل كبير لدى متصفحي مواقع التواصل الاجتماعي بعد عرض موقف مفتعل ومستفز لشاب يعق والده وأدى الموقف إلى اشمئزاز المارة فمنهم من عبر عن رفضه لمثل هذه الممارسات حتى وصل الأمر إلى تعرضه للضرب من قبل بعض المارة.

تعليق عبر الفيس بوك