اللوجيستيات.. المستقبل المشرق

يُؤكِّد إعلانُ تأسيس المجموعة العُمانية العالمية للوجيستيات، العزمَ الحكوميَّ الرامي لتنويع مصادر الدخل الوطني بعد تراجع أسعار النفط؛ إذ إنَّ قطاع الخدمات اللوجيستية يُعدُّ واحداً من القطاعات الواعدة التي أعلنت عنها إستراتيجية السلطنة المستقبلية.

وهذه المجموعة العُمانية تُمثِّل أحدث الخطط الحكومية لإدارة القطاعات المختلفة؛ من خلال دمج عددٍ من الأنشطة الاقتصادية تحت مظلَّة واحدة، برُؤية مُشتركة، تضمن الاستفادة من خيرات كل قطاع بصورة مُتكاملة. وما يُبرز قوة هذه المجموعة أنها شركة حكومية قابضة تضمُّ جميع شركات القطاع اللوجيستي التي تُسهم الحكومة في ملكيتها؛ وتشتمل على: الموانئ، والمناطق الحرة، والقطارات، وشركات النقل البري والبحري؛ وهو ما يعني إعادة هيكلة لكل هذه القطاعات وما تضمه من شركات. والهدف الأسمى من هذا التشكيل الجديد يتجلَّى في رغبة الحكومة الرشيدة في توحيد الإمكانات والموارد المشتركة، وتوظيفها بكفاءة عالية لتعظيم العائد على استثمارات هذه المؤسسات.

ومن شأن المجموعة العُمانية العالمية للوجيستيات -وهي الذراع التنفيذية للحكومة- أن تدفع بالقطاع اللوجيستي إلى المكانة التي يُمكن من خلالها أن يعمل على تعظيم عائدات القطاع، وتنفيذ الإستراتيجية اللوجيستية الوطنية بإشراف من وزارة النقل والإتصالات، ووضع الإجراءات اللازمة لتنفيذ السياسات التي ترسمها الحكومة لهذا القطاع، وصياغة مُنتجات تجارية تنافسية تمكِّن السلطنة من أن تكون وجهة لوجيستية واستثمارية عالمية، وتفعيل دور القطاع الخاص في التنمية والاستثمار المشترك والابتكار كركيزة أساسية للنهوض بالقطاع، والعمل على تنمية القدرات الوطنية وإيجاد فرص عمل واسعة للمواطنين، ومراقبة أداء شركات المجموعة من خلال مؤشرات أداء يتم الاتفاق عليها.

وينبغي الإشارة في هذا السياق إلى أنَّ الجهودَ الحكومية لمعالجة آثار تراجع أسعار النفط تتواصل؛ في مسعى لزيادة إيرادات الميزانية العامة، وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، وبما يضمن مواصلة خطط التنمية وبرامج التحديث في شتى المجالات؛ الأمر الذي يُنبِئ بمستقبل مُشرق لأبنائنا وبناتنا بناة عُمان الغد.

تعليق عبر الفيس بوك