كرة قدم في كل مكان.. ولكن!

أحمد السلماني

كنا نعتقدُ أنَّ الموسم الكروي قد حطَّ رحاله في مايو المنصرم، ليدخل بعد ذلك الوسط الكروي العماني في سبات إجباري يعتبر فرصة لالتقاط الأنفاس بعد موسم شاق حمل الكثير من المنعطفات، إلا أن كرة القدم بجماليتها وإثارتها تأبى هذا الركود، لتنطلق المنافسات والبطولات بشتى عناوينها في مختلف ربوع السلطنة، وتحمل بطولة "شجع فريقك" المدعومة من قمة هرم الرياضة في السلطنة وهي وزارة الشؤون الرياضية"بيرق" هذه البطولات بعد أن عمت كل اندية السلطنة وشاركت بها أغلب الفرق الأهلية، كما وان هناك بطولات ومسابقات أخرى دخلت هذا المضمار في محاولة منها لصنع هوية وحضور لها بتميزها تنظيميا وفنيا وقيمة جوائزها، المهم لدى هؤلاء جميعا ان كل من لديه قدره على اللعب فهو مطالب أن يركض ويركل المستديرة المجنونة.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد فعندما يعود اللاعب من الملعب تبتزه هو الآخر الفضائيات لمتابعة بطولة أمم آوروبا والتي تعد واحدة من أقوى البطولات لعالمية بوجود منتخبات هم أقوى من يلعب كرة قدم في العالم على المستوى التنظيمي والخططي( المكائن الألمانية والنمساوية والأشباح الإيطالية وجدية الإنجليز والإمتاع الكروي لدول شرق آوروبا وواقعية الروس والبلجيك والمتعة البرتغالية والأسبانية) والقائمة تطول وليس هذا كل شيء فمن ابتغى صنوف المتعة الكروية فعلية بأجمل البطولات من حيث المتعة والتشويق وغزارة الأهداف "كوبا أمريكا" حيث الشهية المفتوحة لميسي ورفاقة وعودة الجمالية للسيلساو البرازيلي ومع ذلك فهذه البطولة تحديدا يصعب التكهن بمن سيتوج بلقبها ال100 كأعرق بطولة على وجه الأرض.

إذا؛ فأينما تُولِّي فثم هناك من يركل الكرة ويداعبها وفي كل مكان، ثم ماذا بعد كل هذا؟ وما الذي ستحققه الكرة العمانية من كل هذا الحراك؟ وهل يهدف هذا الحراك إلى شيء ما يقفز بكرتنا إلى مصاف نظيراتها في المنطقة أو على المستوى القاري؟ الحقيقة فإن كل ما أراه إنما هو عبثية،ربما يحقق بعض القيم التي ترفعها المؤسسات الرياضية ولكننا سئمنا هكذا وضعية لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم ولأنديتنا وهي تتحطم على أسوار البطولات، فكل هذا الجهد والمال المهدور يندرج تحت بند العشوائية والشلل التام للفكر الكروي والإستراتيجيات بعيدة المدى والقريب منها، لدينا مؤسسة تعنى بكرة القدم العمانية ومع ذلك تنبري وزارة الشؤون الرياضية فتطلق بطولات هنا وهناك في تداخل عجيب للمسؤوليات وقس هذا المبدأ على باقي الرياضات، وزارة ولجنة أولمبية واتحادات وحتى اليوم لم يلد من رحم الرياضة العمانية بطل أولمبي بعد محمد عامر المالكي او رياضة بعينها متفوقون بها واتحدى ان ينبري مسؤول واحد في أي من هذه المؤسسات ليقول لي أن رياضة معينة تتطور لدينا بل على العكس تماما، فكل ما حولك يتراجع لأن الأوصياء لا يريدون أن يغادروا، هناك من يريد ان يقفز بالرياضة العمانية للمنصات ولكنه بلا أجنحة وأهمها على الإطلاق ان تصبح الرياضة العمانية واحدة من أولويات الحكومة لسبب بسيط، من حق السلطنة وسلطانها المفدى حفظه الله وبعد 46 عاما من الطفرة السياسية والإقتصادية والإجتماعية ان يعرف العالم من حولنا من نحن؟ لوسألت احدهم عن أثيوبيا فسيحدثك عن العداء سيلاسي وجمايكا سيذكر لك مباشرة الرصاصة بولت والبرازيل وقبل رئيسته الموقوفة روسيف سيكلمك عن بيله وأجمل منتخب كرة في تاريخ العالم ومع ذلك لم يحرز أي لقب، منتخب فالكاو وسقراط وزيكو، شكرا للأمين علي الحبسي لحفظه لماء وجه الرياضة العمانية وكرة القدم تحديدا.

من كلِّ هذا نريد رياضة للجميع، ولكن بمعية كل ذلك نريد للسلام السلطاني العماني أن يعزف في المحافل الرياضية العمانية، وهذا لن يتأتى إلا بإرادة حكومية ورحيل الأوصياء وقدوم الأكفاء.

تعليق عبر الفيس بوك