"حفظ البيئة" ينظم برنامجًا تدريبيًا حول التعامل مع نظم المعلومات الجغرافية في مجال صون الطبيعة

مسقط - الرؤية

اختتم مساء أمس البرنامج التدريبي المتخصص في نظام المعلومات الجغرافيّة والتحليل الإحصائي في مجال صون الطبيعة، والذي نظمه مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، لمدة ثلاثة أيام متواصلة استهدف إخصائيي الحياة البرية من المكتب، وإخصائيين من حديقة النباتات والأشجار العمانية، والمركز الوطني للبحث الميداني، ووزارة البيئة والشؤون المناخية، وذلك تحت رعاية الدكتور خميس بن سعود التوبي مدير عام المديرية العامة للتطوير الإداري بديوان البلاط السلطاني.

وقَدم البرنامج الدكتور مارك أوكونيل مدير معهد ايرت لصون الطبيعة، وركّز فيه على تدريب المشاركين على استخدام برنامج لنظم المعلومات الجغرافية يُمكنهم من التعامل مع المعلومات الجغرافية في الموائل الطبيعية التي يجرون فيها المسوحات الميدانية للحياة البرية. ويهدف مكتب حفظ البيئة من إقامة هذا البرنامج التدريبي إلى تمكين العاملين في مجال صون الطبيعة من الربط بين الخرائط والرسومات الجغرافية وبين معلومات الحياة الفطرية التي ترتبط بها ليتمكن المكتب والمؤسسات المشاركة في برنامج التدريب من تأهيل وصون المحميات أو الموائل الطبيعية التي يعملون فيها باستخدام مخرجات نظم المعلومات الجغرافيّة.

وقال الدكتور مارك أوكونيل محاضر البرنامج: "إنّ البرنامج ركّز على نظم المعلومات الجغرافيّة للعاملين في مجال الحياة الفطرية، والتي تساعد في دراسة العديد من البيئات في اتجاهات عديدة خاصة بطبيعتها الفيزيائية والبيولوجية والمناخية، وتستطيع في نفس الوقت أن تتبع التغيرات الحادثة في منطقة معينة، وتقدير التأثيرات المختلفة على المناطق المجاورة عن طريق مقارنة مجموعة من الصور والخرائط في تواريخ مختلفة؛ وتعتبر نظم المعلومات الجغرافية في مجال صون الطبيعة أداة هامة في تخطيط وإدارة الموائل والمحميات الطبيعية، ووسيلة فعّالة لدعم القرار حولها حيث يسمح للباحثين وصانعي القرار باستخدام مناهج مختلفة في العمل أو خلق مشاريع تحمي تلك الموائل مما قد يتهددها؛ حيث توفر تلك الأنظمة الحاسوبية الخاصة بتلك النظم قاعدة بيانات جغرافية تسهل للمستخدم أو الباحث عمليات التحليل والتقييم لأوضاع تلك الموائل ومن ثم صياغة المقترحات والخطط لحمايتها أو تطويرها". وأوضح المحاضر أنّ البرنامج التدريبي سيُمكّن الأشخاص الذين يتعاملون مع البيئة من عمل خرائط ورسومات جغرافية حول التنوع الإحيائي في المناطق التي ينفذون مسوحاتهم الميدانية فيها، حيث سيتمكن المشارك من بعد هذا البرنامج من وصف المواقع التي يعمل فيها وفهم ما تحتوي عليه ومن ثم إدارتها وحمايتها من المخاطر التي قد تتهددها من خلال تحويل المعلومات البيئية التي يحصلون عليها من مسوحاتهم الميدانية إلى خرائط ورسومات إحصائية عالية في الدقة والوصف .

وعن أهميّة البرنامج ومدى الحاجة لإقامته في الوقت الراهن، قال علي بن عبدالله الرئيسي فني نظم معلومات جغرافية بمكتب حفظ البيئة إن أهمية برامج نظم المعلومات الجغرافيّة تكمن في قدرتها على التحليل المكاني والإحصائي للمعلومات التي يتم جمعها، وسرعتها للوصول إلى كميّة كبيرة من المعلومات بفعالية عالية ونشرها لأكبر عدد من المستفيدين وقدرتها على الإجابة عن الكثير من الاستفسارات الخاصة بالموقع الذي يتم دراسته أو بالمعلومات الوصفية التي يتم جمعها. وأضاف أنّ سيناريوهاتها تساعد على اتخاذ القرار تجاه ما يتم دراسته؛ فإذا أردنا صون حيوان معين من الحيوانات يجب أن نعرف جيدا البيئة التي يعيش فيها كمعرفة أنواع النباتات المتواجدة عليها، أو النشاطات البشرية الموجودة في بيئة ذلك الحيوان للوصول إلى التهديدات التي قد تواجه ذلك الحيوان كمثال، وبرامج نظم المعلومات الجغرافيّة هي البرامج الأنسب للخروج بتلك المعلومات بدقة عالية وفي وقت وجيز.

وتابع أنّه في السابق كان الإخصائيون في مجال الحياة الفطرية يقومون عادة بجمع بيانات ميدانية تحمل معلومات لا يستطيعون التعامل معها سوى وضعها في جداول جامدة على برنامج الإكسل المتعارف عليه، فارتأينا أن نصقلهم بمهارة تحليل تلك البيانات في نظام مجاني للمعلومات الجغرافية يستطيع أي أخصائي أو تخصصي في نفس المجال أن يُحمله في جهازه دون تكاليف تذكر عكس البرنامج التجاري القديم المكلف. وأوضح أنّ البرنامج يُمكن المشاركين من إعداد قاعدة بيانات جغرافيّة تشمل كافة المقومات الحيوية في الموائل والمحميّات التي يعملون عليها، بالإضافة الى رؤية المكتب من رفع مستوى مهارة الموظفين العاملين في مجال الحياة الفطرية من التعامل مع المعلومات الحيوية التي يقومون بجمعها ودراستها عن طريق أساليب متعارف عليها عالميا معروفة بوضوحها ودقتها في الوصف كنظام المعلومات الجغرافيّة.

تعليق عبر الفيس بوك