ريادة الأعمال خلال فترات الركود الاقتصادي

د. عبود الصوافي*

هناك مقولة عربية تقول "إن الحاجة أم الاختراع"، وفي بعض الأحيان يُمكن أن تُساعد بعض الظروف الجديدة على دَفْع الأفراد إلى مزيدٍ من الابتكار، والوضع الاقتصادي الحالي خطير لجميع البلدان المنتجة للنفط، ولكنه رغم ذلك يُنشئ فرصاً للابتكار في مجال ريادة الأعمال.

لم تعُد هناك فرصة للأجيال الشابة وحتى كبار السن لكي يُعلِّقوا كلَّ آمالهم على إيجاد فرصة عمل مثالية؛ فعليهم تحديد مصيرهم بأيديهم عن طريق "إنشاء أعمال تجارية مبنية على مهاراتهم ، ورغباتهم أو هواياتهم".

ووفقا لدراسة أمركيَّة، وُجد أن 57% من قائمة مجلة فورتشن لأفضل 500 شركة عالمية لعام 2009 هي من الشركات التي بدأت نشاطها أثناء فترات الركود السابقة، وأن العديد من الأعمال التجارية التي تم إنشاؤها خلال فترات الركود لديها القدرة على البقاء في السوق والمساهمة في اقتصاد البلاد؛ على سبيل المثال: ميكروسوفت، حياة، فديكس.

وإن من الأسباب الدافعة لبدء الأعمال التجارية الخاصة بك في الوقت الحاضر على الرغم من الانكماش الحالي؛ هي وجود أسعار إيجارات أقل؛ كما أنَّ الناس حريصون على الاستثمار في أنشطة وأماكن آخرى بحيث يمكنك الحصول على شركاء جيدين لتقديم الدعم أو المشاركة في الأعمال التجارية، كما يُعطي بعض الموردين شروطاً أفضل للائتمان، إضافة إلى إمكانية الحصول على موظفين جيدين.

ونصيحتي للمواطن العماني هي التفكير في إمكانية بدء الأعمال، وحضور المعارض، وحضور ندوات الأعمال الحرة، والبحث عن نموذج معين يمكن الاقتداء به، وإيجاد شركاء يمكنه الوثوق بهم وبدء التخطيط الجاد من أجل بدء الأعمال.

... لا تتعجَّل النتائج، وقُم بعمل دراسة جيدة للسوق وفهم التكاليف والإيرادات المتوقعة وفترات الربح والخسارة، ولا تُنفق ببذخ على الكماليات غير الضرورية، وعليك الحصول على المشورة اللازمة من أصدقائك ذوي الخلفية المالية حول كيفية إدارة الشؤون المالية.. أتمنى لكم كل التوفيق...!

* رئيس جامعة الشرقية

a.sawafi@asu.edu.om

تعليق عبر الفيس بوك